عالم مادي يفرض نفسه ويسبب الأزمات

بواسطة احمد ابوطالب #العدد 74 عرض في المتصفح

نعيش لحظة تاريخية نشهد فيها نهضة تقنية عالية جداً. فلا تكاد تستيقظ من نومك إلا وتجد الجميع يتحدثون عن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقدمها خدمة ChatGPT.

فأنت محاط بمشاعر الارتباك. مرة تخبر نفسك بأن هذه التقنية الرائعة سوف تسهل عليك عملك. ومرة تتساءل مع نفسك بخوف وتقول: هل هذه بوادر انتهاء وظيفتي؟ ماذا سأفعل حينها؟

الغريب أنه كلما ارتفعت قدرتنا على ابتكار تقنيات تسهل حياتنا، كلما ارتفعت معها حدة الأزمات النفسية. ويبدو أن هذه الأزمات النفسية ستكون هي الثمن الذي يدفعه الإنسان لهذا التطور التقني الهائل.

النظرة المادية للإنسان وتسارع التطور التقني

الرؤية الغربية للإنسان مادية. يعني أنه يرى الإنسان على أنه كائن مادي اقتصادي همه الاستهلاك وعمله الإنتاج.

هذا التوصيف البسيط ذو البعد الواحد يجعل تطور علم النفس المعاصر يتجه نحو رؤية واحدة لمعالجة الأزمات النفسية المتفاقمة في العصر التقني.

وتقوم هذه الرؤية الغربية على تبرير "الفراغ الوجودي" الذي يعيشه الإنسان المركب بأنه اختلال هرموني يمكن معالجته ببعض العقاقير، بالإضافة إلى جلسات للفضفضة.

في حين أن عمق المشكلة يتجاوز هذه الرؤية المادية للمشكلة والحل. هل تعرف مثلاً ان نسبة الذين يشعرون بالتوتر الذي يسبب الأمراض في أمريكا تصل إلى 77%.

هناك تحديات وأزمات نفسية يسببها العصر الرقمي ولكن لا أحد يريد أن يتعامل معها على أنها مشكلة إنسانية مركبة (مادية وروحية)، إنما هي مادية فقط ولذلك تتفاقم.

الإنسان المادي لم يعد راضياً ولا يمكن له أن يحقق الرضا

لم يعد الإنسان المادي البسيط الذي همه الاستهلاك والإنتاج راضياً عن نفسه. فلا هو راض عن استهلاكه ويريد أن يستهلك أكثر وأكثر. ولا هو قادر على مواكبة حدة المنافسة في إثبات قدراته على الإنتاج أكثر وأكثر.

هذه المعادلة خاسرة بكل معنى الكلمة.

استهلاك أكثر = إنتاج أكثر + فراغ وجودي أكبر.

لم يعد الإنسان المادي راضياً عن أي شيء. حتى شكله المادي لم يعد يريده كما هو. فهو موعود بالمفهوم المادي أن كل شيء مادي يمكن التحكم به. لذلك هو لا يريد شكله الحالي المفروض عليه، بل يسعى لتغييره بكل الوسائل والطرق.

شاهد على سبيل المثال حدة الارتفاع في الإقبال على عمليات التجميل وغيرها من الخدمات التجميلية. لماذا هذا الإقبال فجأة والآن؟

رؤية مادية + شبكات التواصل الاجتماعي = فراغ وجودي + نزعة استهلاكية = قلق وكآبة

متتالية لا يمكن للإنسان المادي الهروب منها.

الرؤية المادية لم تعد صالحة

في ظل التطور التقني الذي سيستمر، سيجد الإنسان نفسه يذوب ويفقد نفسه وروحه. وستزداد حدة "الفراغ الوجودي" ومعها ستزداد حدة القلق والكآبة.

هناك حل، ولكنه غير تقليدي ويتطلب منك نظرة جديدة للعالم. الخبر الجيد كونك عربياً ومسلم فإنك تمتلك كل مقومات القدرة على الخروج من هذا المأزق.

معاً من خلال هذه النشرة ومشروع "نظام التخطيط العبقري" القائم على مفهوم "الإنتاجية الإنسانية" فإننا سنعمل سوياً على إيجاد البدائل بإذن الله تعالى.

مشاركة
نظام التخطيط العبقري

نظام التخطيط العبقري

المخطط التقليدي لديه أهداف ويخطط ولكنه لا يحقق ويشعر بالقلق واللاجدوى وغير راضي عن حياته. مع "نظام التخطيط العبقري" ستتحول إلى المخطط العبقري الذي ينجز بشغف وانغماس، ولديه تركيز عالي ويعيش حالة من الرضا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نظام التخطيط العبقري