التسويق التساعلي ج2 - العدد #54

بواسطة علي عسيري #العدد 54 عرض في المتصفح
التسويق التساعلي ج2

مرحباً بك من جديد ..

لمن فاته الجزء الأول من هذا الموضوع اضغط على هذا الرابط 👇

التسويق التساعلي ج1

وصلنا سوياً إلى أن التسويق أصبح يستهدف الفرد بدلاً من الكل، وأصبحت المعلومات عن الأفراد هي النفط الخام التي من خلالها تُكيّف المنتج أو الخدمة عليه، وتبقى هذه المعلومات والبيانات تتحدث مع الوقت والزمن، من العادات الشرائية، وسلوك الاستخدام، والرغبات والميول، ليتسنى لك كتاجر صناعة العروض والخصومات لكل مستهلك على حدة، فتعاملك مع الذي يشتري منك مرة واحدة ليس كمثل من يشتري منك في المواسم فقط، وكذلك هذا الأخير تعاملك مع ليس كمثل من يشتري منك مراراً وتكراراً.

الجميل والمخيف في هذا النظام، أنه أصبح مؤتمتاً بطريقة عجيبة، لاحظها في المتاجر الإلكترونية التي تشتري منها دوماً، فإنها ستخبرك بأنه بناء على هذا الاختيار فقد كنت تختار معه كذا وكذا من المنتجات الأخرى التي لم تضعها هذه المرة في السلة، أو على الأقل يخبرك بأنّ مثلك دائماً يختاروا مثل هذه المنتجات، ويبدأ في عرضها عليك.

باتت أنظمة التسويق الحالي تتنبأ برغباتك وميولك، وربما ذكرك بنفسك بعض الأحيان.

وهذه الأنظمة الجديدة وتتبعات الأكواد والتحويلات وأتمتتها وفلترتها للفرد الواحد بشكل أوتوماتيكي، دمج بين أمرين التفاعل والتسلية، وهو ما نطلق عليه بـ (التسويق التساعلي ) إذ أنه جمع بينهما، وظهرت معه أدوات حديثة من خلالها يمكنك تحقيق نجاحات كبيرة حتى على مستوى المبيعات، وهي تتحدث وتتطور مع الوقت لتصل إلى معلومات دقيقة وبيانات فريدة عن كل فرد مستهلك، لتحقق التسلية والتفاعل مع كل عميل بشروطه ومحدداته، وكأن العلاقة أصبحت بين العميل وبين السلعة بشكل مباشر.

والمتتبع لعالم التقنية والذكاء الاصطناعي يرى العجب العجاب، والذي قد لا يخطر على بالك، فهناك تجارب لبعض المنتجات التي تتجه للعميل بشكل مباشر، فمثلاً هناك (نظارات) يلبسها العميل فتظهر له في المساحات الإعلانية المنتشرة في الشوارع وشاشات الطرق إعلانات تتناسب معه وتختلف عن شخص آخر يلبس ذات النظارة في ذات المكان، والسبب بيانات العميل التي ذكرنا أنها تختلف بحسب الاهتمامات والرغبات التي تسلجها التقنية عنك.

بل وصلت تحالفات شركات التسويق والتقنية إلى أن ظهور إعلانات الملاعب في اللوحات التي تحيط بالملعب وقت المباريات، يختلف ظهورها من دولة إلى دولة وقت الحدث مباشرة، والتي تتناسب مع لغتهم ومنطقتهم الجغرافية وشركاتهم الدعائية، بل وصل الأمر أني قرأت -ونسيت أين قرأتها- أن تطوّر ظهور الإعلانات بشكل عام -في شاشات التلفزيونية- سيكون فردياً بحسب الشاشة التي تشاهدها والبيانات التي تحملها عنك، أي أن العلامة التجارية التي يتم ترويجها ستختلف باختلاف شخصية وبيانات وميول المشاهد عن غيره.

ومن هناك ومع هذه التقنيات في عالم (التسويق التساعلي) والذي سيفتح مجال التفكير بشكل أعمق وأكثر دقة للمستثمرين والتجار والمسوّقين وكتّاب المحتوى وصنّاع الإعلان، ليكون إعلانهم في الواجهة أمام العملاء المستهدفين، وهذا يخلق تحدياً وصراعاً أكبر بين العلامات التجارية، المنافسة الشرسة ليبقوا هم الخيار الأوحد مع عميلهم، فهل سنشعر -كمستهلكين- مع الوقت أننا عرضة للتلاعب والمناورات مع هذه الشركات؟!

الطرق التي وصلها التسويق لإنضاج مناهجه وطرقه في الاستحواذ على العميل كان طويلاً ومتعباً ومخيفاً، وسيكون مدهشاً أننا لا ندري إلى أين سيصل، بالذات مع اكتشاف الذكاء الاصطناعي وطرقه المخيفة كـ ChatGPT و Midjourney

ختاماً .. استعراض طرق التسويق أعطانا مؤشر بأن القوة هذه الأيام ليست فقط في امتلاك البيانات والمعلومات عن العميل، بل في دراستها وتشكيلها وتوظيفها بالشكل الأنسب الذي يعطيك القوة في التعامل مع العميل فرداً لفرد لتلبية طلباته واحتياجاته ورغباته وكأنّ الطلب مفصّل خصيصاً له.

حسابي في تويتر
إذا أحببت التواصل معي
التسويق التساعلي .. علي عسيري .. النشرة الأحدية

التسويق التساعلي .. علي عسيري .. النشرة الأحدية

مشاركة
نشرة الأحد البريدية

نشرة الأحد البريدية

كل يوم أحد .. أفكار .. إلهام .. خواطر .. تساؤلات .. وقليل من الشطحات لا تضر :)

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة الأحد البريدية