لا أحد فوق النقد! - العدد #6 |
بواسطة عبدالله الشهري • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
لا أحد فوق النقد ..
|
|
هذه قاعدة ثابتة، وحقيقة راسخة.. وإنْ كانت كذلك حقا، فطبْ نفسا وأنت تواصل طريقك نحو التعلم واكتساب المهارات وتطوير القدرات. |
الضعيف هو الذي ينصرف حين يواجه بالنقد. أيًّا كان هذا النقد: نقدا هادئا، جارحا، مؤلما .... إلخ |
النقد يبعث على التحسين والمراجعة واكتساب عادة التصويب المستمر. |
خذ هذا المثال الصارخ على أن الشخص وإن بلغ قمة القمم في موهبته وشعره، سيكون هناك من ينتقده، وهذا المنتقد هو أيضا ممن بلغ القمة بل ذروة القمة ورأس سنامها.. |
شكسبير الذي اعتبره كثير من الأدباء أعظم شاعر وأديب في تاريخ إنجلترا (إنْ لم يكن في تاريخ العالم). |
يقول الشاعر الألماني الكبير غوته: " شكسبير لم يكتب لمجرد زمانه، بل لكل الأزمنة. شخصياته تعكس أعماق النفس البشرية، وأعماله تتجاوز كل الحدود ". |
بينما يصفه الروائي الفرنسي المذهل فيكتور هوغو صاحب البوساء، يصفه بقوله: "شكسبير هو المحيط، إنه عميق وغير محدود". |
ويقول صاحب الفردوس المفقود جون ميلتون : " شكسبير ، إنك تبني نصبا تذكاريا في قلوبنا ، وليس في الحجر، كلماتك هي إرث أبدي". |
يمكن أن يكون الناقد هارولد بلوم مِنْ أكثر من احتفى بشكسبير، يتضح هذا في عدد من كتاباته ولقاءاته المتلفزة، ومن آخر ما وقفت عليه ، كتابه الضخم المهل :التقليد الأدبي. |
ليس هؤلاء فقط من أثنى على شكسبير، أستطيع أن أجمع لك ما يوازي كتبا ضخما من ثناء الأدباء في مختلف بلدان العالم ! |
المفارقة أن يأتي واحد من أشهر وأعظم الروائيين في تاريخ العالم كلّه، وهو الروسي تولتسوي فيعتبر شكسبير كان مبالغا في تقديره ، وأن أعماله كانت ملية بالعيوب الفنية ، وشخصياته في كتاباته كانت سطحية ليس فيها عمق نفسي ، وأنه كان يفقد الرسالة الأخلاقية .. بل يرى أنه كان يتكلف جدا ويبالغ مبالغة ممجوجة ! |
بل ينقل عن الناقد برنارد شو موافقته لتولستوي في شيء مما عابه على شكسبير، ولكن ليس في حدّة تولستوي . |
خلاصة: ما دام النقص من طبيعتنا فلا تحفل بنقد الآخرين كثيرا، واجعله طريقا لك للتحسّن ومعالجة الأخطاء . |
التعليقات