الصندوق 🧰 - ما الذي يجعل ChatGPT يوصي بعلامتك التِّجارِية؟ #16 |
28 سبتمبر 2025 • بواسطة عباس صحراوي • #العدد 16 • عرض في المتصفح |
هل يراك شات جي بي تي؟
|
|
إذا كنت تظن ما تحدثنا عنه في العدد الماضي كابوسًا، فأنت إذًا لم تصادف الآتي: شخص ما يتحدث مع "صديقه" شات جي بي تي، وفي وسط حديثهما، يُقرر أن يسأله "ساعدني في إيجاد أفضل متجر لمستلزمات الحيوانات الأليفة، وتذكر أن معدة قطتي لوسي تتحسس من الغلوتين؛ لذا يجب أن تخلو منتجات ذاك المتجر من الغلوتين". |
![]() |
وكأنه يتحدث عن متجرك يا رجل! حتى أنك كتبت تدوينة مثالية حول هذا الموضوع، لكنها لا تظهر في إجابة شات جي بي تي. |
يمكنني تخيّل حجم إحباطك حقيقةً؛ خاصةً بعدما أنفقت "ثروة" على تحسين محركات البحث، وإذ بك خارج اللعبة أصلًا! |
والآن، أنت تقف حائرًا .. هل أصبحت مجرد شبح على الإنترنت؟ |
حسنًا، في (نكتب لك)، لا نؤمن بالأشباح؛ بل نرى شركتك كيانًا يستحق الاعتراف. |
والآن، قد تظنها مجاملة .. لكن كلينا يعلم ألّا مجاملات في عالم الأعمال! لذا، حين أقول (كيان يستحق الاعتراف) فأنا أقصد ذلك حرفيًا. دعني أشرح لك. |
عندما يسأل الناس ChatGPT أو Gemini أسئلة مثل "ما هو س؟" أو "كيف أفعل ص؟"، فلا يكون في نيتهم النقر؛ إذ الإجابة موجودة أمامهم أصلًا .. لكن يبقى ذلك محصور في الاسئلة السطحية. لكن ماذا لو كانت اسئلتهم أكثر عمقًا؟ |
|
![]() |
في هذه الحالة، المستخدم يريد النقر، لأنه يبحث عن موارد وتوصيات يمكنه استخدامها بالفعل. متفق معي؟ |
سأفترض أنك متفق معي، وذاك ما يمهّد لطرح فكرة (الكيان). إذا أردت من نماذج الذكاء الاصطناعي رؤيتك، فلن يكون ذلك عبر ممارسات السيو التقليدية أو حتى تكثيف نشر المحتوى، وإنما عبر تحويل شركتك إلى مصدر جدير بالإشارة إليه. |
يقول الدكتور محمد يلدز، أحد أبرز خبراء استراتيجيات المحتوى، في كتابه "السيو الذكي والأخلاقي Smart and Ethical SEO": "لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد جزء من الخوارزمية، بل بات الخوارزمية بحد ذاتها". |
وصدقني. أعلم ما تفكر به: "كما لو كان الوصول إلى قمة نتائج البحث ليس صعبًا كفاية، يُتوقع منيّ الآن أيضًا تكثيف تواجدي في بحث الذكاء الاصطناعي! ثم ماذا لو كانت مجرد صيحة تسويقية أخرى؟" |
![]() |
لنرى |
|
من واقع خبرتنا، لا يزال التحسين لمحركات البحث التقليدية حيويًا كما كان دائمًا. فوفقًا للبيانات التي نشرتها أداة أبحاث الجمهور Sparktoro، تلقّى جوجل عمليات بحث أكثر بـ 370 مرة من ChatGPT في عام 2024. |
إنما لا ننسى -على الطرف الآخر- كيف ستعمل استراتيجية المحتوى المحسّنة للذكاء الاصطناعي الناجحة على دفع نماذج الذكاء الاصطناعي إلى إحالتك دائمًا، لتحصل على زيارات وتحويلات وإيرادات أعلى. وكما يقول المثل الشعبي: "زيادة الخير خيرَان". |
هيّا نفهم قواعد اللعبة الجديدة |
في نكتب لك، لطالما أحببنا التحسين لمحرك البحث التقليدي (SEO)؛ كان الهدف واضحًا وضوح الشمس: جذب أكبر عدد ممكن من الزيارات "الطبيعية Organic" إلى مواقع عملائنا، والعمل على زيادتها بمرور الوقت. |
ولم يتطلب ذلك أكثر من: |
|
وفي نهاية المطاف، تتحدث نتائجنا المذهلة عنّا. |
ولكن، مع دخولنا عالم تحسين محرك البحث التوليدي (GEO)، انقلبت قواعد اللعبة رأسًا على عقب: |
|
واليوم، لم تعد المشاركة في اللعبة خيارًا! بالتالي، ليس أمامك سوى الفوز بها. لكن كيف؟ |
اتفقنا -قبل الفاصل- على حقيقة وجودنا جميعًا ضمن لعبة تحسين محرك البحث التوليدي (GEO)، والفوز هو الخيار الوحيد. لديك الآن هدفين واضحين: |
|
أعلم التساؤل العاصف في ذهنك الآن: كيف أفعل ذلك بخطوات عملية؟ |
كيف أصل للمصادر التي تعتمد عليها نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT؟ وكيف أعرض موقعي في الإجابات المناسبة؟ وما الأساليب التي تزيد من فرص الإشارة لشركتي في تلك الإجابات؟ |
وأرى أن نبدأ مع أكبر المفاهيم الخاطئة: هل تظن أن نماذج الذكاء الاصطناعي -مثل GPT- تتصفح شبكة الإنترنت بأكملها؟ اعذرني لو أخبرتك أن تصوّرك غير دقيق! أرجوك .. إن كان التعامل المهذب مع "شات جي بي تي" يستهلك طاقته؛ فما بالك بتصفحّ المحتوى الهائل على الشبكة؟ ذاك سيفقده صوابه بالتأكيد! |
إذًا، المنطق يقول أن بيانات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تتكون من مصادر محددة، وغالبًا ما تكون منقحة: |
|
كلما زاد تواجد علامتك التجارية في هذه المصادر، زادت احتمالية رؤية نماذج الذكاء الاصطناعي لها بصفتها (الكيان) الذي ذكرناه سابقًا. |
![]() |
على سبيل المثال: حدد مواضيع كورا Quora ذات الصلة بمجالك ثم ساهم فيها. والسرّ هنا في صياغة إجاباتك كأنك تتبادل أطراف الحديث مع صديق أثناء احتساء القهوة، تمامًا كما يفعل شات جي بي تي وجيميني. |
إضافة لذلك، احرص على جعل إجاباتك "يسيرة الفهم" على نماذج الذكاء الاصطناعي، عبر استخدام العناوين الدلالية والقوائم المنقوطة والجداول وما إلى ذلك.. |
[ملاحظة: اخترت كورا Quora تحديدًا لأنها تتيح إدراج الروابط الخارجية، على عكس باقي منصات التواصل والمجتمعات الرقمية] |
ماذا لو لم أستطع وضع رابط موقعي الإلكتروني في إحدى تلك المصادر؟ |
اعتاد الجميع، في إطار تحسين محركات البحث (SEO) التقليدي، على اعتبار الروابط ركيزة أساسية. لكن كما ذكرنا في العدد الماضي: نحن نعيش في عالم يخلو من النقرات. وهدفك هو ضمان ظهور علامتك التجارية بشكل إيجابي وسياقي في تقارير المنتجات والمراجعات والمقالات المتخصصة والمقارنات، حتى لو لم ترتبط بموقعك بشكل مباشر. |
بالتالي، فمجرد ذكر علامتك التجارية -حتى دون رابط- له ذات الأهمية. |
وإليك كيفية تطبيق ذلك: |
|
إنشاء صفحة "عنّا About Us" قوية |
لنكن متفائلين ونفترض أنك نجحت في الوصول إلى أحد الناشرين الروّاد أو الصحفيين الكبار في مجالهم، فهل تعلم أول ما سيسألك عنه؟ صفحة "عنّا About Us" |
منطقي، صحيح؟ |
والآن، ليس من قبيل المصادفة أبدًا، أنه عندما يُسأل ChatGPT أو Gemini عن علامتك التجارية، فإن أول ما يبحث عنه هو صفحة "حول" ذاتها! فإذا كانت الصفحة فارغة أو "مُقتبسة" من صفحة موقع منافسك، فتلك كارثة تحتاج لحلٍ فوري! |
دعني أسهّل عليك الأمر، وأخبرك بما تتضمنه صفحة "عنّا" القوية: |
|
استهدف الاسئلة الطويلة "Long-Tail Queries" |
إن أمعنت النظر في عناوين تدويناتنا؛ فستلاحظ "اختلافها" |
![]() |
هذا لأننا نعتمد الصياغة التفصيلية التي يتواصل بها المستخدمون الحقيقيون مع الذكاء الاصطناعي. |
لذا، بدلاً من التركيز على العبارات العامة مثل تأمين السيارات، فكر مثل جمهورك وكن أكثر تحديدًا "ما أرخص طريقة لتأمين سيارة جديدة بعد وقوع حادث؟". |
تساعد كتابة محتوى يتوافق مع الاسئلة الطويلة على بناء إشارات دلالية قوية حول مجال تخصصك. جرّب الاستعانة بأدوات مثل SparkToro وBuzzSumo؛ فهي تساعدك على فهم أماكن تواجد جمهورك وما يثير فضولهم، لتتمكن من إنشاء محتوى يُلبي احتياجاتهم. |
خطوتك الأخيرة: بناء الإشارات الدلالية القوية |
لم نكن نسمع بمفهوم الإشارة الدلالية Semantic Connection في عصر السيو التقليدي. ربما بسبب تعامل غوغل مع محتوى مواقعنا كـوحدات منفصلة. المثال الآتي من باب التبسيط (ولا يمثّل طريقة تفكير غوغل): يبحث الزائر عن كلمة مفتاحية معينة، فيُراجع غوغل مدى ملائمة تدوينتك -مثلًا- لبعض قواعد السيو، وفي حال انطباقها يعرضها أمام الزائر. |
لكن نماذج الذكاء الاصطناعي لا تفكّر بهذه الطريقة. بل تتعلم مع مرور الوقت من خلال الارتباط الدلالي. يحدث هذا عندما تظهر علامتك التجارية باستمرار في السياق المناسب. |
دعنا نرى كيف تبني هذا الارتباط: |
|
إليك مثالًا رائعًا: في آخر مقابلة معه، أظهر راند فيشكين "Rand Fishkin" كيف تظهر شركته سبارك تورو "Sparktoro" أولاً في إجابات الذكاء الاصطناعي لـ"برامج البحث عن الجمهور" - لا بسبب كثرة الكلمات المفتاحية، بل لأن تلك العبارة تحديداً -برامج البحث عن الجمهور- تظهر بجوار اسم شركته مباشرةً في عشرات النبذ الشخصية "Bios" والمقالات على الإنترنت. |
هذه هي قوة التقارب الدلالي. |
وعودًا على ذي بدء: هل يراك شات جي بي تي؟ |
لاختبار مدى نجاح ما أنجزته حتى الآن، لا بدّ من إجراء اختبار بسيط. |
1)) ادخل إلى حسابك في شات جي بي تي، ثم ضع المطالبات Prompts الآتية: |
|
2)) تتبع أمرين أساسيين: |
|
3)) أتّمتة العملية. |
بديهيًا، لا تملك الوقت لتتبع المطالبات عبر نماذج الذكاء الاصطناعي (ChatGPT وClaude وPerplexity وGemini) يدويًا. |
ولحُسن الحظ، تُؤتمت أداة تحسين البحث بالذكاء الاصطناعي Prompt monitor هذه العملية برمتها، حيث تُجري استعلاماتك يوميًا عبر جميع المنصات، وتُظهر لك -بدقة- مكان ذكر اسمك، والتوجّه، وحتى المصادر المُستشهد بها. |
آه، قبل أن أنسى، إذا أردت استشارتي -أنا عباس الحقيقي- حول بناء وتنفيذ استراتيجية SEO محكمة تضمن تصدر موقعك الإلكتروني ومحتواك في نتائج البحث على كلا من جوجل وأدوات الذكاء الاصطناعي. فقط جَدول استشارة مجانية معي (واطمئن، لن أحاول بيعك أي شيء!) |
التعليقات