حكاية القارورة أم 16 ريال !

بواسطة محمد #العدد 10 عرض في المتصفح
الناس ليسوا بخلاء بل عقلاء فلمَ الغضب !


حكاية القارورة أم 16 ريال !

بلا مقدمات ولا تمهيدات، دكتور مهتم بالتوفير وينادي به ليلا ونهارا ويكرر أنك أولى بدراهمك من أصحاب المحلات وأنه لابد أن تكون واعيا في مشترياتك لئلا تذهب أموالك للتجار وزوجاتهم ونحو ذلك من الكلام الذي يتكرر كثيرا .. ولا شك أن نصح الآخرين بعدم الإسراف والحذر من التبذير أمر طيب وكذلك إبلاغهم عن التخفيضات والعروض الحقيقية خاصة فيما يحتاجونه بشكل دائم من أغذية وملابس وغيرها ، هذا أيضا أمر حسن ومسلك طيب؛ لأن المسلم حريص على إخوانه مشفق عليهم ناصح لهم ويحب لهم ما يحبه لنفسه.. 

وبعد ماسبق فقد غرد هذا المهتم بالتوفير وذكر أنه ذهب لمطعم ودفع قيمة العشاء كذا وكذا وكان من ضمنها قارورة ماء بـ 16 ريال ! فتعجب الناس وأخذوا يعلقون ويستنكرون ..

فرد قائلا :"أنا أشير إلى الكاش باك وهذاك ينظر إلى قاروة الماء الي ب ١٦ ريال 😅"  

في إشارة ساخرة كان عليه أن يترفع عنها، وبما أنه تطرق لموضوع الكاش باك وأنه يتوفر لديه منه خلال أربع سنوات مبلغ : 19200 ريال .. 

فأحببت التنبيه حول جزئية الكاش باك فقلت:  ذكرت إجمالي الكاش باك خلال أربع سنوات ولم تذكر إجمالي مصروفاتك للمدة نفسها بهذه البطاقة فقط ،والإجمالي تقريبا 288000 ريال ! أغلبها مطاعم وبدون احتساب الزيادة القليلة التي ذكرتها .. للفائدة فقط. 

وللفائدة أيضا وبناء على نفس المنطق، وتكميلا للحكاية فأنت تشتري أسبوعيا قارورة ماء بـ 16 ريال و 64 شهريا و 768 سنويا بما يساوي 3072 ريال خلال أربع سنوات للقارورة فقط وتنظر للكاش باك بينما الشخص الذي ذكرت أنه ينظر للقارورة قد وفر ما سبق ولم يشتر قارورة ماء ب 16 ولم ينتظر كاش باك .
وللفائدة فقط واستكمالا للحكاية، ولأن الناس تعجبوا ممن يدعوهم للتوفير لدرجة الزيتونات والموزات وتميس حسن ثم يتناقض فيشتري قارورة ماء بـ 16 ريال! وطبق بقيمة بـ 285 ريال! فلم يقبلوا بهذا التناقض واستهجنوه فغضب وأخذ يشطح يمنة ويسرة ثم صار يتنقل بين التبريرات فذكر سويسرا وتندحه وشاليهات ولحم حاشي وبخلاء وطفارى ومن فلوسي ولعيالي ..! ثم تغير العذر فصار الأولاد "عطشانين" ومع الضغط وزيادة الاستهجان وكثرة الردود أصبح العذر مافيه مكان يبيع الماء ومامعي قوارير ! ومازال مصرا على المكابرة وأنه هو الذي يفهم ويدرك وغيره بخلاء وطفارى كما ذكر، وهنا وقفة مهمة : أما البخل فلا شك أنه عيب شنيع وصفة سيئة لكن الطفارى وقليلي المال ما ذنبهم ولماذا السخرية بهم، والفقر ليس عيبا حتى يتندر بأهله، أم كل هذا لأنهم لم يشتروا قارورة بـ 16ريال! ولم يقبلوا بذلك !ولقد تكرر في الردود أنه كان على الدكتور أن يتقبل تعجب الناس ويعتذر بأي عذر مناسب في حينها وسيتقبل الناس تبريره وأدبه في الرد دون مكابرة وإصرار على الخطأ واحتقار الآخرين ووصفهم بمالايليق.. خاصة أن القارورة تعارض التوفير الذي ينادي به الدكتور وينصح الناس به في كل حين.. ولو قال زلة أو استعجلت أو ندمت لكان أهون وأجمل بدل المكابرة والتبرير، الإنسان مهما كان فالخطأ والنسيان من طبعه، فالأمر يسير وهين .. 

وثمة وقفات جانبية مختصرة من خلال الحكاية وأحداثها : 

- وعي الناس وعدم تقبلهم لما يخالف العقل ، فعلى كل شخص مشهور أو غير مشهور أن يدرك ذلك ويحسب له حسابه، وقبل ذلك يراقب ضميره وذمته، وقبل ذلك يتذكر أنه محاسب ومسؤول على كلماته، وإعلاناته، وغيرها.

- أن التراجع عن الخطأ صفة حميدة وخلق جميل بخلاف الإصرار على الخطأ والمكابرة.

- أن هناك مطاعم تبيع قارورة الماء بـ 16ريال . 

- أن الكاش باك الكثير يحتاج صرف كثير، بل كثير جدا ، ولايغررك الاستعراض به عند البعض فخلف هذا الاستعراض صرف كثير . 

- أن الأسلوب الطيب والنصح الجميل والحرص على الآخرين ومحبة الخير لهم والسعي فيما ينفعهم.. كلها أمور حسنة .

يبدو أننا بحاجة لحكاية حول بطاقات الكاش باك وهل تستحق وهل مرودها جيد أم هي إعلانات قبض أصحابها ثمنها وتوهق الناس بالبطاقات .. ولم يجدوا عائدا يستحق إلا إذا صرفوا صرفا كثيرا ! 

محمد Shjnws@ 

مشاركة
نشرة محمد البريدية

نشرة محمد البريدية

مقالات وخواطر وأمور أخرى !

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة محمد البريدية