جمع النقاط بين الحقيقة والخيال ! |
بواسطة محمد • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
هل الأمر فعلا سهل كما يصورون لنا ؟!
|
|
جمع النقاط بين الحقيقة والخيال،وإن شئت فقل : الهوس بجمع النقاط والاستعراض بالمشتريات، |
|
ولأنهم يتابعون الموضة مهما غلت أو رخصت ومهما علت أو سفلت .. فإنك تراهم الآن يلاحقون مايسمى بالهبة -أيا كانت هذه الهبة من لبس أو أكل أو سفر أو ساعة- فيبادرون لها وكأنه شيء يجب عليهم اللحاق به وإلا فاتهم أمر عظيم وخسروا خسارة كبرى ..والأمثلة كثيرة قديما وحديثا من البنطلون الممزق إلى الآخر المرتخي ارتخاء فظيعا يكاد أن يسقط لو عطست بجانبه إلى قصات شعر عجيبة وغريبة إلى عبايات ملونة مؤسفة ومزخرفة محزنة إلى طوابير المقاهي وأكواب القهوة التي يُرمى ثلاثة أرباعها إلى ساعة (كاسيو) بلونيها الفضي والذهبي 🤣 |
ولو أطلت الحديث والتأسف لحالهم هنا لما كنت مسرفا وإلا فكيف لمن يركب السيارات الفارهة أن تراه يلبس مثل هذه ! -والساعة المشار إليها آنفا قوية وجودتها عالية ولا غبار عليها ولو رميتها من شاهق أو أغرقتها في محيط لما خربت- ولو عرضتها عليه قبل أن تكون "هبة" لسخر منك .. وضحك عليك وقام يستعرض بساعته الثمينة ثم هو الآن يلبسها لا هواية لها ولا حبا فيها ولا تعلقا قديما بل لمجرد الموضة والهبة كما يقال هكذا دون أدنى وعي أو تفكير ويتبع ذلك تصوير واستعراض وهل تلحق أو لا تلحق وأنت تجري خلف هذه الطوابير لتثبت أنك قادر مثلهم ومبادر وتستطيع أن تسبقهم أحياناهذه مقدمة ومدخل للموضوع الذي قد لايكون له علاقة بها :) وربما يرتبط من بعيد والجامع بينهما الهوس .. ونحن اليوم نعيش في شيء يسمى الهوس بجمع النقاط وكثرة بطاقات الائتمان وتنوعها واختلاف عوائدها مابين عائد نقدي (كاش باك) وما بين نقاط أو أميال للسفر، وتكاثرت الإعلانات حولها وعنها .. وكثر المستعرضون لها والمستفيد المصرف المصدر لها والمعلن صاحب الدعاية الذي يغريك كل يوم ببطاقة ويذكر مزاياها وهو في بيته أو في مقهى بإحدى الدول ليثبت لك أنه بسببها سافر وبسببها سدد فواتيره وبسببها اشترى واشترى وحجز التذاكر والطيران والقطار والباخرة والتاكسي والدراجة الهوائية والنارية |
وهو مبدع في كل ذلك، متفنن في جمع النقاط وصرفها والاستفادة منها،ومازال يغريك ويغريك حتى تأخذ البطاقة ذات العائد النقدي .. فأنت تشتري وكلما اشتريت يأتيك مباشرة عائد نقدي وأنت مستفيد والعائد يجتمع لديك ولن تخسر شيئا والعائد يختلف فقد يكون بنسبة كذا وقد يكون بنسبة كذا .. إنها رائعة وما هي إلا أيام حتى تراه ينادي على بطاقة أخرى ويعدد مزاياها العظيمة والرائعة فهي تعطي "نقاط" وليس (كاش باك) والنقاط لها مزايا متعددة وفوئد مختلفة ثم إنك من خلالها تدخل الصالات وتحصل على التأمين وتكون أحسن شخص في العالم وربما ثاني أحسن شخص .. ولابد أن تبادر للعرض فهي الآن مجانية.وما هي إلا أيام حتى ترى من يعلن لبطاقة ثالثة ثم رابعة وخامسة وسادسة .. وينسى أو يتناسى إعلانه السابق وتلك المزايا .. المهم الإعلان، لايهم أن تتشتت أنت بين البطاقات وتضيع بينها وتتفرق عوائدك منها فلا استفدت من ذي ولا ذيك .. ثم تتوه بينها ولاتحصل شيئا يفيدك فعليا ..!فلم تحقق هدفك من جمع النقاط لتعدد البطاقات واختلاف عوائدها وتنوعها، ولم تحصل ما كنت تتوقعه منها، وجاءت الإجازة وماتوفر لديك مايكفي لحجز تذكرة طيران أو ليلة بفندق ، بل وربما تحملت رسوما وربما أغرتك المصارف بأنها مجانية، ولكن تتفاجأ أنها مجانية بشروط فإذا لم تتحقق فرضت عليه رسومها! |
الأمر الآخر وله علاقة بالمقدمة فهناك من يستعرض بالمشتريات وهناك من يستعرض بالنقاط ثم يريك كيف أنه يحسن استغلالها فتراه يسافر عدة مرات بسببها ويشتري عدة حاجات من خلالها ! ويكرر ذلك ثم يعود إليه فتود وتفكر أن تكون مثله فكيف ذلك وما الطريقةهنا لابد من وقفات ولابد من كلام صريح .. |
علينا جميعا أن ندرك وكلكم يعلم أن عوائد هذه النقاط للغالبية من الناس لايشكل شيئا كبيرا كما يظهر في استعراضات المعلنين عن البطاقات وكلنا جرب وشاهد ذلك وربما جمع نقاطا كثيرة ثم وجد أنه بعيد كل البعد عن حجز تذكرة أو شراءجوال مثلا والحديث عن الطبقة الوسطى وهي الغالبيةلكي لايعترض معترضفما السبب الذي جعل أولئك يتباهون ويستعرضون وبالتالي يغرونك بالبطاقات .. الأسباب متعددة ومختلفة وقد يكون بعضها ظاهر وبعضها ضمن الإعلان لكن السبب الظاهر والواضح والمؤكد أن هؤلاء يصرفون صرفا كبيرا جدا وطبقتهم عالية فهو يصرف عشرات الآلاف شهريا ولايبالي ولايهتم فيحقق عوائد جيدة .. ويجمع نقاطاً كثيرة فيتباهى بها لكنه لايصرح كم صرف وكم دفع وكم وكم .. ثم اعلم أنه هو في إعلاناته واستعراضاته وتباهيه بنقاطه قد لاينصب عليك لكنه في الحقيقة يصرف بشكل مهول.. يشتري الكثير بهذه البطاقات وشراء الكثير يعني نقاط وعوائد كثيرة بالطبع !ثم تجد أن هؤلاء أصلا أغنياء وربما أثرياء أساسا فهو يغير سيارته كل حين وسيارته أو عفوا وسياراته ليست مثل سيارتك! ويدفع دون حرج أو قروض أو غير ذلك، وهو يغير (طقم) المجلس مثلا أو غرفة النوم ويدفع، ويغير ويرمم ويجدد ويدفع، وهو يشتري أشياء كثيرة ..ويصرف هنا وهناك مصاريف تتجاوز راتبك عدة مرات دون أن يبالي وبلا تردد وربما دون أن يحسب .. وبالتالي تجتمع لديه نقاط كثيرة،وحينها نعرف أنه من الصعب المقارنة ومن المستحيل أو شبه المستحيل أن يقلد الشخص هؤلاء في سفراتهم ومشترياتهم من عوائد النقاط .. صعب جدا جدا ! |
فلا تحاول أن تقلدهم ولاتهلك نفسك ولاتقلق تفكيرك ولاتتحسر .. صعب ليس لأنك غبي أو بليد أو لاتستطيع لكن لأنهم أثرياء غالبا وصرفها كبير ولايهمهم مايهمك ولايحسبون كما تحسب ..ومشترياتك التي تؤثر في ميزانيتك وتهزك لاتؤثر لديهم البته ! |
هل أدركنا جزءا من الصورة الحقيقية وبعضا من المشهد والواقع الذي يعيش فيه هؤلاء لندرك كيف يتباهون ويستعرضون بالنقاط .. نحن لانحسدهم ولانرجو لهم إلا الخير والمزيد من الخير ونسأل الله أن يغني الجميع من فضله ، لكن لتتضح الصورة لابد أن نذكر ذلك.والأمر الآخر نحن لاننكر مزايا البطاقات ولا ننكر فوائدها وعوائدها من النقاط تماما لكن ليست لكثير من الناس بالشكل الذي يذكرون أبدا ثم هم شتتوا الناس بين البطاقات وعروضها وتنوعها فصار البعض يتبعهم ويستخرج عدة بطاقات فيضيع بينها.. |
نعم، يستفيد الشخص حينما يحرص ويهتم ويجعل مشترياته ببطاقة واحدة ويحدد هدفه منها ويعرف كيف يتصرف فيها، ومع ذلك قد لايصل لما يريد إلا بعد وقت طويل ثم نعم وفعلا يستطيع أن يسافر بها أو يشتري جوالا أو غير ذلك ثم يعود صفرا ثم يرجع لجمع النقاط.. ومع الوقت والتجارب والمشتريات يستفيد أكثرالمهم أن يوسع صدره ولايقلق لما يرى من أفعال هؤلاء ولايتحسر كيف يفعلونها تكرارا ومرارا وهو لايستطيع ! وإذا عرف السبب بطل العجبوبالمناسبة فقد تصادف الشخص أحيانا مواقف دون قصد فتزيد من نقاطه وبقوةلكنها مواقف عابرةولها حاجة معينة كشراء سيارة ونحو ذلك فيستغل الموقف باستخدام الفيزا فيستفيدهو استفاد لكن ليس بالصورة التي يتباهى بها أولئك .. علما بأن صورتهم بالنسبة لهم حقيقة ولكن كيف ..؟ كما ذكرنا سابقا في مشترياتهم ولا حاجة لإعادة الكلام .. والمواقف العابرة السابقة هي بالنسبة لبعض هؤلاء دائمة وكثيرة ومتعددة .. فتفكر ! |
الهدف ليس إحباطك بل التوعية والتنبيه لك حتى لاتحبط لاحقا عندما تستخرج بطاقات وتشتري وتجمع نقاطا ثم تجد أن ما لديك ربما لايأتي بقيمة جوال أو تذكرة أو ليلة في فندق أو حتى ملء خزان الوقود!وهذا أيضا ليس لبث اليأس والتوقف عن الجمع، لكن ولأنك شخص عادي فهذا هو الطبيعي فلا تقلق ولاتتورط ! |
محمد @Shjnws |
التعليقات