حكاية رطب

25 أغسطس 2025 بواسطة قرطبة #العدد 3 عرض في المتصفح
ألذّ من السلوى وأحلى من المنِّ وأعذب من وصل الحبيب على الصدِّ
- ابن الرومي، في مديح التمر

سوق التمور في القصيم | تصوير سليمان القبلان | @Suliman_photos

سوق التمور في القصيم | تصوير سليمان القبلان | @Suliman_photos

تبدل العمران من بيوت الطين إلى بيوت الإسمنت والحديد، وتحولت المواصلات من الدابة إلى المركبة، وانبلج عصر جديد انفتح فيه باب التغير على مصراعيه، فتبدل ما تبدل، وبقي ما بقي محافظًا على أصالته. وفي صيف كل عام يسطع في بيوتنا مشهد ثابت لا يتبدل: طرق جرس المنزل إعلامًا بوجود كرتون من الرطب على الباب، أُوصي إلينا من قريبٍ أو جار، يفتخر بما خرف من نخلته.

وللرطب طرافة يعرفها أهل البيوت: كأنها ظاهرة «غسيل أموال» لكنها هنا «غسيل رطب»! فقد يصلنا كرتون من قريب أو جار، فنهديه كما هو لغيرنا، وهو بدوره يهديه لثالث.. حتى يعود إلينا في النهاية ذات الكرتون بعد أن طاف بيوت الحي.

أما محدثتكم، فما زالت لا تستسيغ مذاقه بعد، وتقول في نفسها: لعلّي في عقد الثلاثين أبحث عمّا يثري حياتي من مذاقات وتجارب فأجد للرطب موقعًا بينها واُغرم به. غير أن ما بين تاريخ اليوم وذلك التاريخ، حب ثابت لهذه الثمرة التي قطعت رحلة طويلة، لتغدو في النهاية ثمرة واصلة بين الناس، بعد أن استفتحت طريقها بمرارة وحرارة ثم لا تلبث أن تنقلب إلى حلاوة لذيذة. 

وما أشبه هذه الرحلة برحلة مشروع من مشاريع قرطبة؛ فما يراه المتلقي يانعًا وعذبًا قد سبقه جهد طويل في ظروف شاقة لا تنضج الثمار إلا به.. فلا يكتمل طيب الرطب إلا بعد رحلة استواء مُضنية وطويلة.

ولعلّ آخر ما يليق بهذه المقدمة، أن أذكر رزان الخطيب، التي مرّت بنا في العدد الأول: ربيع قرطبة، فإن كانت رحلتها قد انتهت هناك، إلا أنها شاركتنا صيف قرطبة، وكانت من الأسماء اللامعة في أحد اجتماعات الإعداد لمشروع قادم، فجاءت تحمل رطبًا في لفتة صغيرة لكنها بدت معبرة عن الحكاية كلها: ثمرة قطعت رحلتها الطويلة لتبلغ حلاوتها، ومشروع يمر برحلته نحو الاستواء، وكما يجمع الرطب بين الناس في موسم الصيف، تجمعنا قرطبة في مواسمها المتعاقبة.🌴

***

📊أرقام تتحدث

من الساحل الشرقي امتد الأفق، في 7 مدن، نوادٍ تجمع المهتمين وتُعلّي من صوت القراءة! ولأن للقراءة دورًا محوريًا في الارتقاء بالإنسان والمجتمعات، نضع بين أيديكم الدليل الأول للأندية القرائية في المنطقة الشرقية. تفاعل معه أكثر من ٨٠٠ مهتم، في دلالة هادئة على تعطش الساحة لمثل هذه المبادرات. للاطلاع على الدليل🌟

في زمنٍ تتلاشى فيه الحدود بين العام والخاص، وتغدو الشاشة مرآةً كاشفة أكثر من كونها ستارًا، اجتمعت قارئات مجلس أندلسية ليتأملن هذه الإشكالية من خلال كتاب موت الأسرار: الكشف عن الذات في العصر الرقمي لعبد الله الوهيبي. وقد عقد المجلس جلسته الشهرية بحضور 46 مستفيدة، حيث تناول النقاش القراءة البحثية التي قدّمها المؤلف حول كيف أصبح الانكشاف الطوعي والفضفضة الإلكترونية جزءًا من ثقافتنا المعاصرة

بعض الكتب تمرّ بنا كما تمرّ اليد على جرح مفتوح؛ لا تُغلقه لكنها تراه وتستحضره. 

في هذا المعنى التأملي اجتمعت قارئات قمارش في لقائهن الشهري لمناقشة كتاب عين تراقب العصفور للكاتبة ملاك الجهني. وقد حضر اللقاء 20 مستفيدة، وسارت بهن القراءة في طرقات الفقد والحداد والحمد.🕊️

تبدأ سعادة الطفولة من تفاصيل صغيرة؛ كحضن دافئ، كلمة مطمئنة، ولحظة إنصات صادقة. بهذه الروح، انعقد اللقاء الرابع من صبح مع د.آلاء الناجم بحضور 19 مستفيدة للحديث عن الطفولة السعيدة واحتياجات الطفل النفسية والاجتماعية.🧑‍🧑‍🧒

في هذا الصيف، تفتّحت زهرة برنامج نمنمة، وخاضت 31 مستفيدة رحلة بناء الثقة بالذات في مسار واثقة، وتمرّست 26 مستفيدة تحويل النصوص إلى أداء حي وصوت واثق يُسمع صداه في مسار حكاية وصوت. مسارات جمعت بين التعلم والمرح في محطة صيفية بهيجة.🎈

في سلسلة قراءات قرطبة نسلّط الضوء على قراءة موظفة أو متطوعة أو متابعة عزيزة، نفتح من خلالها نوافذ تتلاقى فيها زوايا القراءة لتسير بنا إلى تأملاتهم الشخصية. كانت قراءتنا في الشهر الماضي مع ماريا القحطاني، الأكاديمية وباحثة الدكتوراه في العمارة، المهتمة بتشكيل الهوية والجغرافيا العاطفية ورواية القصة. وقد اختارت أن تشاركنا مراجعتها لرواية مكتبة الأحلام السرية للمؤلفة اليابانية ميتشيكو أوياما، لتجمع حولها أكثر من 100 قارئ محتمل تفاعلوا مع المنشور. للاطلاع عليه📚

من ضوء الصفحات إلى ظلالها فينا، تتجلّى ثلاثة أنواع من الرحلات: أن تسافر، أو أن تقرأ الكتب، أو أن تقرأ كتب الرحلات. وفي أدب الرحلات تقرأ العالم كما يُرى بالقلب لا بالخريطة. إليكم سبعة كتب مختارة من هذا أدب الرحلات، إذ حظيت بتفاعل تجاوز 200 مشارك. للاطلاع على المختارات✈️

***

💌من رسائلكم

التقاطة دافئة لمخرجات الورشة في مقر اللقاء الودّي لمتطوعات نمنمة

التقاطة دافئة لمخرجات الورشة في مقر اللقاء الودّي لمتطوعات نمنمة

اختُتمت رحلة برنامج نمنمة بلقاء ودي دافئ جمع المتطوعات في أجواء صباحية جميلة، وبعد اللقاء، طلبنا من بعضهن أن يصفن التجربة بكلمات تعبّر عن أثرها في نفوسهن. فجاءت رسالة مسؤولة التطوع شهد المطرودي تقول:

السبت صبيحة التاسع والعشرين من شهر صفر الموافق الثالث والعشرين من أغسطس ☀️ احتفاءً بـ نمنمة، فريق الإحسان في أبهى صُوَره وألوانه 🌈 امتنان وحب وطاقة سعيدة مع فريق التطوع الذي كان رفيق الرحلة الصيفيّة ⛱️ أتمنى لكم عاماً مباركاً وسعيداً نفخر فيه بإنجازاتكم ♥️

كما شاركتنا إحدى المتطوعات مشاعرها الخاصة، فقالت سارة السحيباني:

هكذا ظلّ اللقاء شاهدًا على أن نمنمة لم يكن مجرد برنامج صيفي، بل رحلة مميزة وعابرة❣️

***

هذه النشرة كُتبت بمداد ندى القحطاني

ومحبة لأهل قرطبة!🌻

غيداءهاجر2 أعجبهم العدد
مشاركة
📬نشرة اللمحة الشهرية

📬نشرة اللمحة الشهرية

نشرة دورية ترصد ملامح الشهر في قرطبة، وتلتقط ما لا يُقال في الاجتماعات والتقارير. نكتب فيها عن الأرقام، والمواقف العابرة، والتفاصيل التي تُضفي للعمل معناه🕊️

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من 📬نشرة اللمحة الشهرية