بسم الله ربّ البدايات نبدأ!

1446 عامًا على الهجرة النبوية

عام هجري جديد يطلُّ علينا، يصحبنا لا في تبدل التاريخ فحسب، بل في رحلة تأمل نراجع فيها ما مضى، ونُهيئ فيها ما هو آت.. تأمل لا يقوم على الأرقام ولا على حصيلة الإنجاز فقط، بل على ما حملتنا عليه النية، وما تبقى منها بعدما قطعنا عامنا هذا.

الهجرة، كما نُقلت إلينا، لم تكن انتقالًا جغرافيًا فحسب، بل تحولًا من حالٍ إلى حال، ونحن أيضًا بدورنا نُهاجر، بأشكال متعددة وطرق خفيّة، كلما اخترنا أن نترك ما لم يُعبّر عنا، ونتجه إلى ما نرجوه لأنفسنا ولمجتمعنا 🌌

في قرطبة، لم يكن الشأن فيما أُنجز وحده، بل في ما تغيّر فينا بسببه وما تبدّل فينا بفضله; كيف نضجت بعض الرؤى وتحولت بعض المسارات، وانجلت ملامح جديدة لِما نأمله ونقصده.

مودة عواري | أخصائية حوكمة:

نأمل أن نحتفظ بمرونة التفكير، استعدادًا لتقبل التغييرات والتحديات التي قد تواجهنا، ونعتبرها فرصًا جديدة للنمو. نعتزم أن نتبنى أسلوب حياة صحي، حيث نحرص على التوازن بين العمل والحياة، ونخصص وقتًا للعناية بأنفسنا ولأحبائنا.

العنود القحطاني | أخصائية تنمية الموارد المالية:

أنوي أن أُبقي معي روح الفريق النقية التي عشتها هذا العام، تلك الروح التي يصعب تكرارها، حيث تجسّد التعاون الحقيقي، وتجلّى الانسجام في تسهيل المهام، دون التعلق الصارم بالوقت، بل بالتركيز على جودة الأثر وصدق النتيجة. كانت بيئة تُلهم وتدفع للأمام، وأطمح أن ترافقني هذه الروح دائمًا.🤍

شريفة الياقوت | متدربة تسويق:

سأحمل معي أحلامي الصغيرة التي خبأتها طويلًا، وخططًا كتبتها على الهامش، وإيمانًا بأن الطريق مازال يتسع، مستعدة لبدايات وفرص جديدة.

📊حصادنا في ثلاثةِ أشهرٍ ماضية

هذا الشهر، تنقلت قرطبة بين حقول متنوعة، تقطف المعنى من كل بستان. ففي مجلس أندلسية، عُدنا مع رضوى عاشور إلى واحدة من أكثر الروايات حضورًا في الذاكرة الفلسطينية: الطنطورية بحضور 40 مستفيدة!

وفي قمارش خضنا رحلة عبر التاريخ مع كتاب أمثولة الوردة والنطاسي لعدي الحربش، حيث قدّمت مجموعته القصصية سردية جديدة للحكايات والأساطير التاريخية، يُعقلَن فيها الخيال وتُؤنسَن المرويات. مررنا بأبطالٍ لم يكونوا عظماء بالضرورة، لكنهم حملوا شيئًا من أسئلتنا. خرجت ٢٨ مستفيدة لا بإجاباتٍ قاطعة، بل بأسئلة أعمق، ولعلّ هذا أجمل ما تهديه لنا الحكاية.

أما صُبح عدنا إلى الكتابة، لا كأداةٍ وحسب، بل كمساحة للفهم والتضميد، في لقاء العلاج بالكتابة شاركت فيه ٢٠ مستفيدة حملن تجاربهن على الورق، واكتشفن شيئًا من أثر الكتابة عليهن.

وفي حقلٍ جديد من حقول قرطبة، اتخذت القراءة مسارًا مختلفًا، إذ قدمت قرطبة -تحت مظلة خدمة الإرشاد القرائي- لمستفيدي جمعية رفاق لعناية الأيتام في منطقة حائل، خطة قرائية تدعم البناء المعرفي والمهاري تحت إطار التعلم الذاتي. استهدفت الخطة تعزيز عادة القراءة المنتظمة وربطها بتنمية المهارات الشخصية بطريقة مرنة وميسّرة.

وآخرًا، في نسائم الأيام العشر، عبرنا خير الحقول: حقل موسم الحج. مضت الحقيبة الإثرائية الإلكترونية تلبية تحمل لمحات ومساعي تصطحبنا في روحانية الطريق، وأُهدي 400 فاصل قراءة لإحدى حملات الحج ليُرافقهم في شعاب مكة. أما المكتبة، فقد أعدّت نشرة بعنوان حاجّان يُلبّيان، حملت بين طيّاتها حكاية الوصول، ولذّة الانتصار على النفس، ورسائل تفتح للقارئ دروب الهمة والرجاء.

🎉تهاني وتبريكات

مع آخر أيام ذي الحجة، وفي حضرة عام هجري جديد، عادت إلينا الزميلة العزيزة ساره الهارون | مسؤولة المكتبة بعد إجازة الوضع، عادت وهي تحمل في قلبها بداية جديدة، إذ رُزقت بمولودها الثاني: سُلطان، أخًا لـ عبدالرحمن، فرحتها الأولى. كانت عودتها لنا بدايةً أخرى ومساحة للبهجة، ونسأل الله أن يُبارك في أولادها وأيامها.

🛤️قادم من قرطبة

ثمة أشياء تُرتب بهدوء خلف الكواليس.. نُراجع، نُعدل، ونستعد. وهنا لمحات صغيرة عمّا يدور في الأفق

الشرقية تقرأ: ثمة مشهد قرائي يزدحم بالأسماء والمبادرات، لكن قلّما نعرف أين تبدأ خيوطه وأين تنتهي.. في دليل قادم، يرصد مشهد القراءة في المنطقة الشرقية بدقة، لفهم التنوع الحي في تجربة القراءة المجتمعية.

مجلس أندلسية: ثمة كتب لا تسائلنا عن الآخرين، بل عن حدودنا نحن: أين يبدأ الانكشاف الطوعي، وأين تنتهي الخصوصية، وكيف صرنا نعيش في زمن تعري الشاشة؟ في اللقاء المقبل، نناقش كتاب موت الأسرار: الكشف عن الذات في العصر الرقمي لعبد الله الوهيبي، الذي قدم قراءة نقدية رصينة حول كيف تلاشت الحدود بين الخاص والعام، وكيف أصبح الفضفضة الإلكترونية والانكشاف الطوعي جزءًا من ثقافتنا المعاصرة.

قُمارش: ثمة كتب تمرّ بنا كما تمرّ اليد على جرح مفتوح وتتحسسه؛ لا تُغلقه، لكنها تراه. في اللقاء المقبل، نقرأ كتاب عين تراقب العصفور لملاك الجهني، ونسير معها في طرقات الفقد والحداد والحمد.

حكاية وصوت: في البرنامج القادم من نمنمة، تتحول القراءة والخطابة إلى مساحة تدريب ومغامرة. بين النصوص المسموعة والكلمات المنطوقة، تكتسب المشاركات القدرة على التعبير بثقة، وتتعلم أن تكون الكلمة أداة قيادة لا مجرد صوت.

كل ما سبق ليس إعلانًا رسميًا، بل إشارات أولى من خلف الستار، التوقيت قد يتأخر وبعض التفاصيل قد تتبدل، لكن الرغبة بالإنجاز حيّة وقائمة.

هذه النشرة كُتبت بمداد ندى القحطاني

ومحبة لأهل قرطبة!🌻