لا تبدأ مشروعاً إن كنت متخاذلاً وضعيف الإرادة. |
| 10 ديسمبر 2025 • بواسطة خالد بزماوي • #العدد 119 • عرض في المتصفح |
|
عملت، خلال السنوات الست الماضية، مع مئات العملاء، والفضل في ذلك لله. ومن خلال هذه التجربة، لاحظت تكرار نمط معيّن من العملاء: العميل "البخيل" على مشروعه. ولا أقصد هنا البخل المالي، بل على العكس، فغالباً ما يكون هذا النوع سخياً من الناحية المادية، لكنه بخيل بوقته، وجهده، وعطائه لمشروعه.دعني أبسّط لك الصورة...
|
|
|
|
عندما تُنجب طفلاً وتريد تربيته وتوفير احتياجاته من طعام، وشراب، وتعليم، وملبس، ونظافة، وصحة، فإنك تقوم بـ"رعايته". وقد يتم هذا من خلال مالك؛ فمثلاً، تدفع أقساط المدرسة ليتعلم، أو تطلب طعاماً جاهزاً، أو توظف من يطهو له... إلى آخره. |
|
لكن هنالك جانب لا يمكن شراؤه بالمال، وهو "التربية". لا يمكن لأي شخص أن يربّي طفلك عنك، خصوصاً في المراحل الأولى من حياته. وهذا بالضبط ما ينطبق على المشروع التجاري. |
|
هل تتوقع أن مشروعاً حديث الولادة – عمره شهر أو شهران – سينمو وحده؟ |
|
هل تعتقد أن توظيف شركة تسويق يعني أنك أتممت واجبك؟ دفعت المال، وانتهى الأمر؟ الميزانية مفتوحة وخلاص؟ |
|
الكارثة هنا. |
|
يجب أن تكرّس وقتك وحياتك اليومية لمشروعك. تابع تفاصيله، اغمره بأفكارك، وشارك فيه بشتى الوسائل. أنت أكثر شخص يجب أن يصرف من وقته وجهده على هذا المشروع. |
|
المشكلة، للأسف، تبدأ من أصغر التفاصيل. |
|
يقول لي أحدهم: "وظّفت شركتين أو ثلاث شركات تسويق، وصرفت عشرات الآلاف، ولم أحصل على نتيجة". |
|
لكن الحقيقة أن الفكرة ليست سحراً. |
|
هل جلست وفكّرت في عميلك؟ هل درست أسباب الفشل؟ هل خصصت وقتاً لتحسين المنتجات، وفهم السوق؟ هل عملت على المحاسبة ومتابعة الأرقام؟ هل قرأت تقارير الحملات الإعلانية التي أطلقتها الشركات (الفاشلة) التي تعاملت معها؟ |
|
وحين أسأل العميل: "لماذا فشلت الشركات السابقة؟"، يجيبني: "لا أعلم". |
|
لا تعلم؟ حقاً؟ |
|
إذًا، ماذا تفعل في مشروعك؟ |
|
رجاءً، إما أن تبذل كل ما لديك من وقت وجهد لمشروعك، أو لا تبدأه فقط لأنك تملك المال. لأنك، ببساطة، ستتحوّل إلى صاحب مشروع فاشل يملك مالاً أقل... لا أكثر. |
|
وبس سلام.... |



التعليقات