🧳تركت دبي - ماذا ربحت وماذا خسرت؟

30 أغسطس 2025 بواسطة خالد بزماوي #العدد 104 عرض في المتصفح

الانتقال ليس مجرد تغيير عنوان

قد يظن البعض أن الانتقال من مدينة إلى أخرى مسألة بسيطة: تحزم حقائبك وتنتقل فحسب.

لكن الحقيقة مختلفة تماماً. أنا شخصياً خضت هذه التجربة مؤخراً، عندما قررت ترك دبي والانتقال إلى عجمان. ولعل السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهنك هو: لماذا أترك مدينة نابضة بالفرص والعلاقات والفعاليات لصالح مدينة أصغر وأهدأ؟ الجواب ببساطة: التكاليف.

إيجار شقة صغيرة في دبي يبدأ من 30 ألف درهم سنوياً من دون أي مزايا تُذكر، بينما في عجمان استطعت أن أجد استوديو مقابل 19 ألف درهم فقط. هذا الفرق المالي ليس مجرد رقم، بل هو قرار استراتيجي يخفف العبء عن كاهلي ويفتح لي مساحة للاستمرار في مشاريعي.

البحث عن سكن: مغامرة حقيقية

تصفحت أكثر من 250 عقار على المواقع الإلكترونية، وزرت نحو 25 شقة مختلفة. حرارة الصيف، طول المواصلات، والتعامل مع الوسطاء العقاريين جعلت من التجربة تحدياً كبيراً.

وما زاد الطين بلة أنني قضيت ست ساعات في المواصلات لأوقع العقد، وفي النهاية اكتشفت أن المحاسب غادر قبل أن أصل! لحظات كهذه تكشف أن القرارات الكبيرة لا تنفصل عن التفاصيل المرهقة اليومية.

الشلل التحليلي… عدو الإنتاجية الأكبر

قد يكون أصعب ما واجهته في الأشهر الماضية ليس السكن ولا الوسطاء، بل نفسي.

سبعة أشهر كاملة قضيتها في التفكير والتحليل أكثر من التنفيذ. لدي أفكار عديدة وأدوات ذكاء اصطناعي تساعدني على الفهم العميق، ولكن التنفيذ؟ محدود جداً.

وهنا تعلمت درساً عملياً: المعرفة الكاملة بلا تطبيق لا تساوي شيئاً. الأفضل أن تمتلك 60–70% من المعرفة، ثم تبدأ بالتنفيذ، بدلاً من أن تبقى أسيراً للشلل التحليلي.

التوثيق… وسيلة للبقاء في المسار

رغم التعب والإحباط، التزمت بفكرة التوثيق عبر نشر مقاطع الفيديو. أول فيديو لم يحقق سوى 179 مشاهدة، ومع ذلك عاهدت نفسي على الاستمرار، فالتوثيق ليس مجرد تصوير، بل هو التزام أمام كل من يشاهدني لأحقق شيئاً يستحق أن يذكر.

التوثيق بالنسبة لي لم يكن استعراضاً، بل التزاماً ومساءلة أمام نفسي، ودافعاً للاستمرار حتى في أصعب الظروف.

التفاصيل تكشف الكثير

رغم أنني أحاول دوماً الحفاظ على إيجابيتي، إلا أنني لن أنكر الأمور التي مررت بها ودفعتني في كثير من الأوقات للتفكير بالتوقف.

عانيت من التخبط بين ترك عائلتي والانتقال إلى بلد جديد، وتحمل مسؤولية كبيرة دون وجود أحد بجانبي، وقيود السكن المشترك التي منعتني من التصوير وحتى العمل بحرية.

هذه التفاصيل تكشف أن ريادة الأعمال ليست مثالية كما تظهر على منصات التواصل، بل مليئة بالمفاجآت والقيود اليومية.

الخلاصة: الدرس الأهم

لو أردت أن ألخص كل هذه التجربة فسأقول: خفض نفقاتك لتستمر، لا تقع في فخ الشلل التحليلي، فاوض بذكاء على التكاليف، ووثق خطواتك مهما بدت بسيطة.

فالنجاح ليس في الخطة المثالية ولا في الظروف المريحة، بل في التنفيذ والصبر الطويل.

👇 إذا أردت أن تسمع القصة كاملة بتفاصيلها الحية، أدعوك لمشاهدة الفيديو على قناتي اليوتيوب.

شاهد الآن
مشاركة
نشرة خالد بزماوي البريدية

نشرة خالد بزماوي البريدية

نشرة بريدية تتناول مواضيع تدور حول التسويق الرقمي والأعمال والوعي المالي وعني شخصياً بكل ما يدور داخل جدران رأسي. قد تجدني أشاركك خلاصة خبرات سنوات طويلة بمقال واحد فقط، أي خلاصة الخلاصة بشكل مفصل.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خالد بزماوي البريدية