هل القراءة وحدها ما تُثَقف المرء؟ |
بواسطة محمد الجراح • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
يبدأ المرء منا في القراءة، ويجوب مفاوزها، ويغدو كالطائر المُغرد متى أنهى كتابًا جديدًا، لكونها خطوة ثقافية جليلة، ولكونه وطأ أرض العلوم.
|
|
مبدأ الأمر، الكتب سطور عقلية، وأحرف نقلية، ومافيها هي وجهات نظر كاتب هو طارحها، وبصيرٌ بملاك أمرها، وبما تؤول إليه، فمتى قرأ المرءُ منا، فقد غدا قارئًا لبعض من أفكار غيره، وقريحة علمه، وفحوى سجيته، وتناسق نسيجهُ بنسيج كاتبه، واستبصر أمور عدة في دُنياه بثقابة نظرة الكاتب. |
ومتى تمعننا في أمر القراءة، سنجدها في أغلب حالاتها في لحظاتك الخاملة، أي تلك اللحظات التي تغدو فيها قرير آمنًا، فلذلك لا تلبث المعلومات أن تنقشع من جعبتك، لكونك لا تطبقها على أرض الواقع، وعلميًا، تطبيق الشيء وتكراره يزيد من الروابط العصبية التي تكونت له وحفظته، لذلك يسهل استذكاره ويُرَجح فعله واقتفاءه متى استفحل الأمر. |
لذلك فإن الثقافة الحقيقية - من ضمنها أن تقرأ طبعًا - تكمن في خوضك لتجارب حياتك، وتنشئة ذاتك النشأة القادرة على اقتفاء زمام الأمور، ومواجهة المواقف، والشموخ والثبات بحزم، وهذا من خلال تطبيق القراءة، فيصبح الكتاب مرجعًا تلوذُ لهُ متى عدوت طورك، أو خطلت في قولك. |
التعليقات