نزهة سرية - العدد #7

صباح الخير يارفيقي، مرحباً بك في نزهتي.

كالعادة كنت أرتب خزانة ملابسي، ولكنها على غير العادة كانت فوضوية حد الإزعاج. 

وتذكرت قول أمي (كل هالخلاقين وماعندك وش تلبسين) وقد صدقت نبع الحنان، فعلاً كلها أشياء تافهة غير صالحة للبس!

وقبل كل مناسبة يبدأ جهاد البحث عن لبس مناسب، ثم ماذا؟

دائرة مغلقة، ومزعجة.

هذه الظاهرة الشائعة أجزم أنها مرت في حياتك مرة واحدة على الأقل، فوضى عارمة في خزانتك، كل شي يتناثر حولك، ثم إذا اقتربت مناسبة لم تجد ما تلبس.

إذاً لماذا لازلت تحتفظ بها؟

لماذا سمحت لها بأن تأخذ حيزاً في حياتك؟

ألهذا الحد لا تعنيك نفسك؟

ومثلها الكثير في الحياة، مشغولٌ بغير إنجاز، لا تملك الوقت للعمل ولكنك تحرقه في الماجريات من حولك، لا تملك وقتاً للمشي والرياضة ولكن سبحان الله تمتلك وقتاً لتتصفح هاتفك لساعات متواصلة.

ماذا أفعل إذاً؟

أفرغ مافي جعبتك

تخلص مما يثقل حياتك، حياتك ملك يديك لا تتركها لكل من هب ودب، فتعصف بك الأحداث، وتؤثر فيك المتغيرات وتأخذك الحياة يمنة ويسرة دون خيار منك ولا تدخل.

تذكر أنك المسؤول عن حياتك وعن كل ما يشوبها ويجول بداخلها، لا يوجد من سيتطفل طالما أن حدودك واضحة.

استبدل 

استبدل من يعقيك بما يقربك لأهدافك، لا تتمسك بكل شيء بهدف الاستمرار فقط!

سخّر

سخر متقلبات الحياة لصالحك، استثمر كل حدث واصنع من كل عقبة فرصة، كن نافعاً واستفد من النافعين من حولك.

أخرج من بطن الشوك وردة.

حدث 

واكب تطورات الحياة وأدخل تحديثات جديدة على حياتك، تماماً كهاتفك.

علاقات جديدة، مهارات جديدة، فعاليات جديدة، عمل جديد، مصدر دخل جديد، وهلم جرّ من التجديدات التي تحتاجها.

جدد دم حياتك.

هذه الحياة لا تحتمل المزيد من العقبات، لا تحتمل المزيد من الصعوبات، ولا المزيد من الملابس التي لا تسمن ولا تغني من جوع، تلك الأشياء الباهتة ستبهت بهجة أيامك.

اختر أن تكون حياً في حياتك.

ألقاك بخير يارفيقي.