نزهة سرية - العدد #5

صباحك خير يارفيقي.

مرحباً بك مجدداً في نزهتي السرية.

أكتب لك بعدما حاولت حصر الكتب التي قرأتها في العام الماضي، وبما أني حاولت حصرها واستذكارها هذا يعني أنها كثيرة. 

قبل عدة أعوامٍ من الآن لم أكن أقرأ إلا مرغمة، لا أقتنع بفكرة القراءة ولا أحب الكتب، وأقول في نفسي: بما أني إنسانة مطلعة وأتأمل في أحداث الحياة فما لزوم القراءة؟ ولماذا أقرأ؟ 

ما العبرة من القراءة ولماذا نقرأ؟

لعلك بحثت عن أنواع القراءة وظهر لك أنها تصويرية وسريعة وبصرية وغيرها من التصنيفات، بالنسبة لي تكمن أهمية القراءة في تحديد الهدف منها وبالتالي اختيار أسلوب القراءة المناسب لكل هدف، وهذه أهدافي التي أصنف الكتب من خلالها: 

1. الاستزادة المعرفية: مثل قراءتي لجمع المعلومات عند كتابة هذه النشرة.
2. البحوث العلمية.
3. الاستزادة الثقافية: وغالباً أقرأ المدونات أكثر من الكتب لأنها عفوية وصادقة وأقرب للواقع.
4. تطوير المهارات.
5. الاستطلاع والاستمتاع.

قبل أن أذكر لك طريقتي في القراءة دعنا نتعرف على ماهية الكتب:

ماهي الكتب؟

الكتب هي مجموعة من العلوم والمعارف المكتوبة التي تناقلها البشر على مر الأزمان، بالكتب تستطيع عيش حقبة زمنية لم تكن فيها، وتعرف أحداث لم يسبق لك أن سمعت بها، وتتجنب الوقوع بأخطاء قد وقع فيها غيرك، وتستفيد من خريطة من سبقك في طريقك. الكتب تمنحنا شعوراً بعظم الكتابة وأهمية توثيق ما نفعل وما نعرف، كما أنها ترينا مدى تشابهنا مع حولنا.

 ليست القراءة حكرٌ على الكتب

المقالات والمدونات هي بالأصل كتبٌ مصغرة، وكثير من الكتب بدأت بمسودات قصيرة ومقالات متفرقة ثم تم جمعها في كتاب واحد تماماً مثل هذه النشرة التي بين يديك، كانت مسودات وملاحظات كتبتها هنا وهناك ثم جمعتها وصغتها لك بهذه الطريقة؛ لذا فإن كنت تقرأ المقالات والمدونات فأنت قارئ أيضاً.

اليوم أنا لا أحصر الكتب التي قرأتها فقط، بل المدونات والمقالات التي اطلعت عليها أيضاً.

والآن: كيف أقرأ وما نموذجي بالقراءة؟

الحقيقية أني منذ زمن اخترت لنفسي طريقة مختلفة في القراءة، بعيدة كل البعد عما يُروج له، فأنا أقرأ بالتوازي لا بالتوالي، كيف ذلك؟

دعني أشرح لك:

أولاً: أصنف الكتب حسب الأهداف التي ذكرتها قبل قليل، فتكون (خفيفة - ثقيلة - سريعة) وهو تصنيف معلوماتي من ابتكار محمد الهلال لتصنيف المحتوى ويمكن استخدامه لتصنيف الكتب أيضاً، فهناك الكتب التخصصية ذات المعلومات الثقيلة والتي تحتاج الورقة والقلم، هذه أدرسها وأعطيها وقتاً أكون فيه متفرغة تماماً لها، غالباً تكون في الثلث الأول من الليل.

وهناك الكتب اللطيفة والخفيفة وهي غالباً تزيد من ثقافتي أو أونس بها وحشتي ولا تحتاج لتركيزٍ عالٍ وتكون المتعة فيها غالبة، مثل الروايات، وهذه أعطيها الوقت الذي أكون متفرغة فيه وأحملها معي أينما ذهبت.

وبهذا أقرأ في اليوم الواحد أكثر من كتاب بأوقاتٍ متفرقة.

ساعدتني هذه الطريقة على قراءة كم أكبر من الكتب في وقتٍ واحد بنفس التركيز، فيما مضى كنت أقرأ كتاباً واحداً كل عشرة أيامٍ مثلاً أما الآن فأنا أقرأ من كتابين إلى ثلاثة في نفس الوقت وبتركيزٍ أعلى لأن عقلي اعتاد على هذه الطريقة.

ثلاث نصائح جوهرية ساعدتني على تطوير مهارة القراءة بشكل كبير: 

ليست كل الكتب مقدسة 

بعض الكتب المتخصصة في مجال ما تكون متشابهة، فلا تكون الإضافة إلا في فصل واحد من الكتاب مثلاً، ما الحل إذاً؟

اقفز لكتاب جديد، لست مضطراً لقراءة كتاب لا يضيف لك شيئاً سوى أنك تريد إكمال القراءة.

اقتنِ ما يناسبك لا ما يمدحه غيرك

اقتنيت عدة كتب غرني فيها أنها الأكثر مبيعاً، ثم انصدمت بمحتواها، وأملك كتاباً يمدحه كل من اشتراه ويمدح كاتبه، كلفني سعره مع الشحن ٨٠ ﷼ ما قرأت منه إلا بضع صفحات، الكتاب لم يناسبني إطلاقاً.

دوّن ملاحظاتك

والملاحظات أضعها قسمين رئيسيين هما:

القسم الأول: وفيه العبارة التي اقتبسها حرفياً من الكتاب.

القسم الثاني: للملاحظات التي أكتبها وأعدلها بطريقتي.

ختاماً: 

القراءة سعادة وحاجة، نحتاج أن نقرأ لنسعد ونشبع رغباتنا وفضولنا ونعتبر بمن حولنا. 

انتهت نزهة اليوم يا رفيقي، كن بخيرٍ وانتظرني في النزهة السرية القادمة.