نزهة سرية - العدد #3

مرحباً رفيقي، وأخيراً حان موعد لقائنا الذي انتظرته اسبوعاً كاملا.

احترت فيما سأكتبه لك اليوم، هل تراني أكتب قصة؟ أم بضع نصائح مرتبطة؟

وقررت أن آخذك في رحلة تفكرية أعيشها في أغلب أوقاتي، لأنك بالفعل أصبحت قريباً مني.

أقرأ حالياً كتاباً لم أقرأ مثله قط، كتابٌ قلت فيه "وينك من زمان"، ولا أخفيك أني لم أعش هذا الشعور منذ زمن خصوصاً بين خضم تشابه الكتب، العجيب أني لم أسمع به من قبل!

هل لأنه سيء؟ بالطبع لا، لكن لأنه لم يسوّق له بالشكل الصحيح ربما، حقيقة لا أعرف السبب ولكن هذا الحدث قادني للتفكّر في حالي وحال بعض البشر.

مرّ بي بعض الأشخاص الذي كانوا بالفعل كنوزاً يحتذى بهم، استفدت منهم الكثير والكثير، ولكنهم وببالغ الأسى غير معروفين!

لا أحد يعرفهم رغم كل ما يمتلكونه، يصنعون ما يصنعون بشكل سري، يعملون بالخفاء ويتواجدون على استحياء ودائماً ما يكونون خلف الكواليس، وكذلك كنت لولا أن من الله عليّ بالتغيير وأصبحت ما تراه اليوم.

 وجهلنا بهؤلاء أمرٌ طبيعي، ليس لنقص فيهم بل لأننا لا نعرفهم، كما أننا لم نقرأ كتاباتهم ولم نسمع أصواتهم، ولأننا لم نرى أعمالهم، قد انحصروا في دائرة مقفلة بإحكام، لم يسمحوا لنا بمعرفة مكنوناتهم ولا بالاقتراب منهم والتعلم على أيديهم، ولا ألومهم لكني لا أتمنى أن يستمر هكذا حالهم.

وكذا أنت رفيقي في نزهتي، لا ترضّ أن يكون هذا حالك، لا تقبل أن تكون خفي وأنت الكنز الذي يبحث عنك من يعرفك ومن لا يعرفك، لا تتقوقع حول لنفسك، اسمح لنا بالاقتراب منك وخذ بيد من يحتاجك.

مُت فارغاً، واترك من بعدك عملاً صالحاً وعلماً نافعاً يتداوله الناس من بعدك، يتذكرونك به حال وجودك وحتى في حال غيابك.

يقول الألبيري في تائيته متحدثاً عن أثر العلم في حياة صاحبه: 

كما يقول أيضاً: 

انطلق ولا تخف، أنشر علمك ومعرفتك، عرّف الناس بك، وقل أنا هنا، دع أعمالك تشهد لك وعلمك ذخراً من بعدك.

انتهت نزهة اليوم يارفيقي، أتمنى أن تكون دافعاً لك تحثك على الانطلاق الآن!

شاركني أفكارك و انطلاقتك.