نشرة المدرب زكي بن شامس البريدية - العدد #2 |
24 أغسطس 2024 • بواسطة المدرب زكي بن شامس • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
|
التنمية البشرية بين |
التنظير والتطبيق |
️بقلم / زكي بن شامس |
كم تسعدني هذه النهضة في فكر التنمية في الوطن العربي |
وفي بلادنا الحبيبة على وجه الخصوص |
وقد ظهرت مع هذه الطفرة نجوم شابه وابرزت اقلام راقية وأصبحت الدورات التنموية والمراكز التدريبية متاحة للجميع |
وهذا مؤشر رائع لكن العبرة |
في الأثر |
وماهي مقدار التغير على ارض الواقع |
وقد كنت في فترة من المعجبين بهذه الدورات وكنت ولا زلت مطلع على كتب النجاح والتنمية |
ولكني وجدت أن هذه الاشياء لا تصنع الا ثقافة فقط |
ومعلومات عامة |
وإنما المهارات والقدرات يتم اكتسابها عن طريق العمل والتطبيق والممارسة |
لذا سيكون حال الكثير ممن يظن أنه سينجح بمقدار عدد الدورات الذي حضرها |
إنه كذلك الشخص الذي قراء كثيراً عن السباحة ولكنه لم يمارسها |
وكثير من الدورات للتنمية للاسف هي مجرد تنظير وتصنع منظرين لفقدانها الجانب التطبيقي والعملي |
لذا نحن بحاجة إلى البرامج التنموية الذي تكسب المعرفة وتدرب المتدرب على تحويل هذه المعرفة إلى مهارات عن طريق ممارسات عملية تكون ضمن فترة التدريب |
فالتدريب الحقيقي هو إعطاء معلومات واكتساب مهارات وتغير قناعات |
غير هذا هو تنظير وبرغم أنني اعتقد اننا بحاجة للتنظير الذي يحلل الواقع ويرسم ملامح المستقبل بدون مبالغة او تشاؤم. |
إننا اليوم بحاجة الى إنشاء مراكز تدريبية تضم خبراء لكي تقام برامج تنموية ومن أمثلة هذه المراكز الرائعة |
مركز استدامة فقد شكّل نقله نوعيه في العمل التنموي في حضرموت |
لذا نحن بحاجة لمزيد من هذه المراكز التي تقدم برامج واقعية لها اثرها الملموس على ارض الواقع وان الحاجة لدى الشباب كبيرة |
ولازلنا نفتقر إلى مثل هذه البرامج خاصة في ظل الواقع الصعب للتعليم الجامعي الذي يتسم بالطرح الأكاديمي الممل البعيد عن الوقع ولا أعمم هذا على جميع التخصصات وجميع اساتذة الجامعة لأنني قابلت من هو فعلا فخر كبير ان يوجد مثلة في بلادنا وتوجد هناك نماذج رائعة ولكن بشكل عام لا زال التعليم الجامعي في بلادنا لا يصنع الشخص المؤهل لسوق العمل |
لذا تشتكي بلادنا من كثرة البطالة والحل ان نُأسس المراكز التنموية التي تكسب المهارات لسوق العمل والتي تقيم برامجها على دراسات ومعاير يمكن أن نقيس اثرها في ارض الواقع وإنني في هذا المقال لا أريد أن يتصور مدربي التنمية أنني ضد فكرة اقامة الدورات بالعكس أنني اشجعها و أراء أن لها اثر |
لكنني اريد أن ترتقي دوراتنا التي نقدمها لكي تصبح اكثر عملية وعلينا ان نعي أن النجاح في الحياة هو عبارة عن كفاح والاستمرار في المحاولة بعد المحاولة ويقاس نجاح الشخص ليس بقدر المعلومات التي يمتلكها انما بمقدار تطبيقه لما يعلم وتحويل لهذه المعرفة إلى سلوك فكثير من الناس من اصحاب الصبر والعزيمة يحققون نجاحات باهره على ارض الواقع برغم أن غيرهم ممن يفوقهم قدرات ومعرفة |
لا يحققون ما يحققه اصحاب العزيمة والإرادة |
لذا علينا أن نتعلم كيف نتصبر ونتعلم كيف نقوي عزائمُنا وهذا لن نجده لا في افضل الجامعات ولا في أرقى البرامج التدريبية |
فالنجاح ليس مستحيل وليس سهل انه صعب ولكن يحتاج الى همة وصبر واصرار |
لذا علينا ان نغير التدريب من تنظير الى تدريب يكسب المهارات العملية و أن نعلم أننا بالعمل نحقق النجاح فنحرص على تحويل ما تعلمناه إلى سلوك وعادات يومية . |
التعليقات