الجمود الإبداعي | بريد ري فاليري ✦ نشرة 6.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ✶ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

حين زارني ضيف خنق إبداعي

تخيّل يومًا أن تُنزع منا صفة الإبداع!
كانت هذه أكثر فكرة هزّت كياني، وجعلتني أفكّر بشكلٍ مختلف.

قبل بضعة أيام، أقمت جلستي المعتادة لمراجعة رؤيتي، ونظام مبادئي، وقيمي في الحياة عمومًا وفي عملي خصوصًا. هذه الجلسة لم تكن إلزامية، إلا حين وقعت في الفخ...

لماذا بدأت كل هذا؟ لماذا أشعر أني ما زلت تائهة؟ هل أنا على صواب؟ ولماذا أصنع الفن أصلًا؟!

بعد مرور ما يقارب خمسة أعوام من العمل المستمر الذي يوقظني كل صباح بشغف، فجأة زارني الضيف الذي لم أؤمن بوجوده قط… الجمود الإبداعي (Creative Block) الذي يتّصف بعدم الإلهام، والضياع، والتشتّت، وتوقّف تدفّق الأفكار، والشك.

دعوني أخبركم أن هذا الضيف الوقح الذي لازمني خمسة أشهر كاملة!
حاولت أن أستضيفه باحترام، وجربت كل الطرق: من فهمه، إلى دراسته، ثم تقبّله، وأحيانًا الهرب منه... لكنه أصابني بالشلل، ولا أبالغ إن قلت إنه جعل من حولي يسأمون من شكواي الغامضة.

رغم ذلك، كانت ليلة واحدة كفيلة بأن تغيّر كل شيء. في جوف الليل دعوت الله من أعماقي:

اللهم ألهمني... اللهم غيّرني... اللهم اهدني، لم يعد هناك حلٌّ سواك.

وبين الأحاديث والتساؤلات، عدت لمن خلق العقل والإبداع أصلًا. استغرق الأمر بعض الوقت حتى جهّز هذا الضيف أغراضه للرحيل، لكنّه ترك لي درسًا ثمينًا، وفكرةً، وأدواتٍ جديدة لأتصدّى له بشكلٍ أفضل بالمرة القادمة.

لكن قبل كُل شيء لابد ان تعرف من هو الضيف الذي زارك تحديدًا !
فهناك العديد من الأنواع والأوجه المختلفة التي تعيق الإبداع، إذا لم يكن جمودًا فأنصحك
بقراءة هذه المقالة التي تصف أنواع معيقات الإبداع:

🪞 الحلول التي جرّبتها

💭 الحلول غير الناجحة نسبيًا:

الكتابة (5/10): فكرة جميلة لإخراج ما في داخلك، لكن مع الجمود الإبداعي تتوقف الأفكار عن التدفق. قد تكتب شكواك، لكنها لا تصل إلى حل أو فكرة جديدة.

الاستراحة (3/10): ممتعة نعم، لكنها لم تكن حلًا فعّالًا. ليست فترةً للإلهام، بل مجرّد فترة نقاهة مؤقتة، مفيدة للإنهاك الإبداعي وليس للجمود الإبداعي.

🌿 الحلول النافعة بإذن الله:

1. العودة إلى الله (الإيمان): الحلّ الأمثل والأجمل دائمًا. سواء في الجمود أو في أي ضيق، فالإيمان ليس مجرّد حل، بل هو الأساس والعقيدة. كنت أتساءل: من أين أتى الإبداع أصلًا؟ حين وضعت السؤال تحت المجهر، أدركت أنه هبة من الله وكرمٌ عظيم. ويالها من عقوبةٍ لو نُزعت منا هذه النعمة!

قال تعالى: ﴿عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ — سورة العلق، آية 5

فلنذكّر أنفسنا دائمًا: لماذا أكرمنا الله بهذه الموهبة؟ سواء في الرسم، أو التصميم، أو الطهي... لكل فنٍّ سبب، ولكل موهبة رسالة. وليس ذلك بجهودنا وحدنا، فكل ما لدينا فضلٌ من الله، والحمد لله الذي أكرمنا بهذه النعم، وألهمنا طريق الإبداع.

2. الحديث مع الذات بصوت عالٍ (9/10): ابتكرت هذا الحلّ بنفسي، بتسجيل فيديو أو صوت كما لو أني أشتكي لشخص، لكنّه نفسي. دون وعي وجدت نفسي أسجّل لساعتين كاملتين! تفاجأت بكمّ الأفكار والمشاعر التي خرجت، والتي لم تقدر الكتابة على تحريرها. سماع صوتك الحقيقي، وهو يلومك ويواسيك وينصحك، تجربة مدهشة. أصبحت روتينًا يعيد لي توازني.
  
تفاجأت بكمّ الأفكار والمشاعر التي خرجت، والتي لم تقدر الكتابة على تحريرها. سماع صوتك الحقيقي، وهو يلومك ويواسيك وينصحك، ويوبخك، ويحبك في آن واحد، تجربة مدهشة. بل أصبحت روتينًا يعيد لي توازني.

3. التوقف عن التغذية البصرية (7/10): فكرة تبدو مناقضة تمامًا للجمود الإبداعي، لكنها نافعة جدًا. حين يقلّ تدفّق الإبداع، تصبح الأعمال التي نشاهدها بلا معنى. الإفراط في التصفح يُضعف وضوحنا الداخلي. تذكّر: لست بحاجة إلى مزيد من الإلهام، بل إلى حلّ عميق للمشكلة. أرح عينيك، وابتعد قليلًا عن الزخم البصري.

4. تجربة شيء جديد كليًا (8/10): الخروج من منطقة الراحة فعّال جدًا في هذه المرحلة. إعادة ترتيب مكتبي وصنع أثاث جديد له جعلاني أنسى المشكلة، واكتسبت مهارات جديدة نزعت مني الخوف والشك.

5. إعداد عقلية جديدة (8/10): حلّ غير ملموس لكنه بالغ الأهمية. أعد ترتيب أفكارك ووجهتك وأهدافك. في مرحلة ما أيقنت أنني كبرت، وأن أهداف بدايتي لم تعد تناسبني الآن. علينا تقبّل التغيير، فالحياة تجبرنا عليه أحيانًا.
وتذكّر: لست مجبرًا على الثبات. رحّب بالمرونة، وعدّل أهدافك لتناسب عمرك وظروفك، فهذا ما يساعدك على الانطلاق من جديد.

6. تخزين الأفكار (7/10): إن انشاء مصدر احتياطي للأفكار يُساعد جدًا في وقت الأزمات، قد لا يكون حلًا جذريًا، لكن حينما تشعر انك عالق وتحتاج لعمل شيء ما، فإن الأفكار التي دونتها بوقت الرخاء مفيدة جدًا تنفيذها بأوقات الشدة.

7. الروتين والعادات (9/10): قد تبدو نصيحة في غير محلِها ولكن صدقني إن للروتين سحر خفي، يُذكرنا بأهمية العناية بأنفسنا، فهو لا يقدم فائدة لأحد ولا يعطي دفعة إبداعية بل شيء شخصي بحت، ولو كان مملًا في بعض الأحيان، شيئًا فشيء يجعل للإبداع طعم ألذ عند ممارسته، لذلك لا تبدأ بالعمل فور استيقاظك  بل عش حياتك أولًا واعتني بنفسك جيدًا وانطلق حينها.

مبدئيًا قد لا تنجح كلها معك، وهذا طبيعي، فقصصنا ليست واحدة.
لكن تذكّر دائمًا أن جمال الحياة في تنوّع تجاربنا وحلولنا، وأنه لا حدود للإمكانات.

وربما أنت من يكتشف حلًا جديدًا لم يسبقه أحد ... فإن حدث، شاركنا إياه بالتعليقات ✨

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ✶ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

✦  جديد المتجر  ✦

ميدالية كروشيه كوب كيك وحيد القرن النجمي 
إن لهذه القطعة قصة، أقتبستها من تفاصيل روايتي التي أعمل عليها
قد يبدو هذا غريبًا ولكن لي امنيات ان اصنع واشارك روايتي، هذه القطعة محدودة
إذا كنت مهتم للحصول عليها او قراءة قصتها فيشرفني زيارتك للمتجر

باترون عثة الليل للتطريز اليدوي والنفاش 🪡✨
من أكثر القطع التي وقعت بغرامها، حولت هذه الرسمة للعديد من المنتجات
رسمتها قبل سنتين ولازلت متعلقة بها لذلك اشاركم طريقة صنعها

◆ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ✶ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ⋅ ◆

شكرًا على تخصيص جزء من وقتك الثمين 💎
إذا أحببت ما نقدمه شاركنا رأيك الجميل حول النشرة ✨
وإذا رغبت في مواصلة الرحلة معانا، تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

نراك على خير وسعادة بالنشرة القادمة .. دمت بحفظ الرحمن