كيف تعرف هل فكرة مشروعك مُجدية فعلًا ؟

تحياتي

لطالما وصلني استشارات كثيرة، ونقاشات عدّة على شاكلة، لديّ فكرة رائعة، وأنا متحمّس للاستثمار بها، وكنت لازلت اطالب أصحاب الأفكار بالتروّي، فإعجابك بفكرتك ليس كافياً لجعلها فكرة رابحة حقاً.

اليوم وقع نظري على فيديو مميز للمستثمر الشهير جاري فريدمان، وجاري لمن لا يعرفه هو  الشريك في مسرعة الأعمال «Y Combinator» التي ساهمت في تخريج شركات كبرى مثل «Twitch» و«Airbnb» و«Reddit»، والفيديو له ضمن فيديوهات تعليمية مميزة في مسرّعة الأعمال الشهيرة 

من خلال تجربته الطويلة في تحليل آلاف الأفكار ومتابعة تطور المشاريع الناجحة، استنتج فريدمان مجموعة من المعايير التي يمكن أن تكشف إذا ما كانت الفكرة واعدة حقًا أم مجرد فكرة براقة خالية من العمق.

هاكم أبرز هذه المعايير:

1. مشكلة حقيقية وليست متخيلة: يجب أن تكون الفكرة حلًا لمشكلة واقعية يعاني منها المستخدمون، وليس مجرد "حل يبحث عن مشكلة". الكثير من المؤسسين يقعون في فخ بناء حلول تعتمد على تقنيات مثيرة مثل الذكاء الاصطناعي، دون التأكد من وجود طلب حقيقي على هذه الحلول. المشكلة يجب أن تكون ملحة وكبيرة بما يكفي ليتطلب حلًا مبتكرًا.
2. الملاءمة بين الفريق والفكرة: يُطلق عليه "المواءمة بين المؤسسين والسوق" (Founder-Market Fit). هل الفريق المؤسس هو الأنسب لحل هذه المشكلة؟ يمتاز الفريق الناجح بالخبرة أو الفهم العميق للصناعة أو السوق الذي يعمل فيه، مثلما فعلت «PlanGrid» التي أسسها فريق يمتلك خبرة في قطاع الإنشاءات والتطوير البرمجي، مما جعلهم الفريق الأمثل لتنفيذ فكرتهم.
3. حجم السوق: من الضروري أن يكون السوق المستهدف كبيرًا بما يكفي لتحقيق نمو قوي، أو في طريقه للنمو بسرعة. إذا كان السوق صغيرًا الآن، لكن من المتوقع أن يتسع بشكل كبير في المستقبل، كما حدث مع شركة «Coinbase» التي دخلت سوق البيتكوين عندما كان صغيرًا لكن مع توقعات لنمو هائل.
4. مشكلة حادة وجوهرية: يجب أن تكون المشكلة التي تحلها الفكرة غير قابلة للتجاهل. مثال على ذلك هو شركة «Brex» التي حلت مشكلة كبيرة للشركات الناشئة في الحصول على بطاقات ائتمان، حيث كانت البنوك التقليدية ترفض منحها للشركات الجديدة.
5. المنافسة: لعلّ وجود منافسين ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، بل قد يكون دليلًا على وجود سوق جيد. المفتاح هو تقديم رؤية جديدة أو تحسينات على الحلول الموجودة، كما فعلت «Dropbox» التي دخلت سوقًا مزدحمًا بخدمات تخزين الملفات، لكنها تميّزت بتحسين واجهة المستخدم وتجربة الاستخدام.
6. الرغبة الشخصية: هل هذه الفكرة تهمك شخصيًا أو تعرف أشخاصًا يهتمون بها؟ الفكرة التي تأتي من تجربة شخصية أو من حل مشكلة تواجهها أنت أو من حولك تكون غالبًا أكثر واقعية وملائمة للسوق.
7. الجاذبية طويلة الأمد: هل هذه فكرة يمكنك العمل عليها لسنوات؟ حتى الأفكار التي تبدو مملة قد تتحول إلى نجاح كبير إذا كانت قابلة للتوسع وتحل مشكلة حقيقية، مثل البرامج المحاسبية أو البرمجيات الإدارية.
8. قابلية التوسع: يجب أن يكون المشروع قابلًا للنمو بسرعة، خاصة إذا كان يعتمد على البرمجيات، التي يمكنها أن تتوسع بسهولة وبدون تكلفة كبيرة مقارنة بالخدمات التي تعتمد على العمالة البشرية أو الوكالات التقليدية.
9. اختيار المجال الصحيح: بعض المجالات تكون أكثر خصوبة لتوليد الأفكار الناجحة من غيرها. مجال التكنولوجيا المالية (Fintech) مثلًا شهد ازدهارًا كبيرًا وولادة العديد من الشركات الناجحة في السنوات الأخيرة، بينما هناك مجالات أخرى مثل الأجهزة الاستهلاكية أو شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر تحديًا.
10. الابتكار في مجال يبدو مملًا أو تقليديًا: كثير من الأفكار الناجحة جاءت من مجالات مملة تقليديًا مثل الرواتب (Payroll) أو الضرائب. الابتكار في هذه المجالات يعطي فرصة كبيرة للنجاح لأن الكثير من المؤسسين يبتعدون عن هذه المشاكل لعدم إثارتها للاهتمام.

معايير اساسية لتقييم فكرتك

ختاماً

فكّر بصدق وتحليل مع نفسك، أو ربّما من الملهم أن تعطي تلك المعايير لـ تشات جي بي تي وتعمل على بناء مساعد مخصص لك يساعدك في التقييم مع الأمر الصحيح، للتأكد من أن فكرتك تستحق المتابعة، عليك - أو على المساعد الذكي - أن تقيّمها بناءً على هذه المعايير.

لا يكفي أن تكون الفكرة مثيرة (sexy)، بل يجب أن تكون قائمة على مشكلة حقيقية، وأن يتناسب فريق العمل مع السوق، وأن يكون السوق واعدًا وقابلًا للنمو. أما عن أفضل طريقة للتأكد من ذلك؟ قم بإطلاق نسخة أولية مصغّرة واختبرها في السوق الحقيقي، وراقب هل سيدفع زبون لك حقاً.

دمتم بود

فادي