المرض كمحاولة أخرى (أنا قادم أيها الضوء) - العدد #1

28 أكتوبر 2024 بواسطة البتول #العدد 1 عرض في المتصفح

المرض محطة يمر قطارها دون انتظار عند البعض ويمكث طويلاً عند آخرين أو يحملهم معه .

" واذا كان يمكن أن ننسى الموت فهل يمكن أن ننسى أي شيء آخر بما في ذلك المرض؟"

محمد أبو الغيط (2022). كتاب أنا قادم أيها الضوء. دار الشروق 

لا شك في أنه قدر مكتوب على كل من تحويه الروح مهما اختلف نوع الإصابة ولكن ماذا إن كان المرض هو محاولة لإعادة رؤية الأمور من زاوية أخرى ؟كالعائلة، المال، الأصدقاء، النفس وأعمالها في الدنيا و للآخرة، الصحة والشفاء، الربح و الخسارة ، فهو بحد ذاته ليس مجرد عَرض عابر، بل إعادة ضبط أمور حياتية من جوانب مختلفة تشترك معاً أو كلٌ على حدة لتعود للمسار الصحيح أو لحكمة لا يعلمها سوى الخالق جل في علاه. 

وكما أخذ المرض حيزاً في الأجساد فقد نال نصيبه أيضاً في مواضع أدبية عدة كأبيات المتنبي المشهورة التي قال فيها قاصداً الحمى

وزائرتي كأن بها حياءً 

 فليس تزور إلا في الظلامِ         

 بذلت لها المطارح والحشايا             

فعافتها وباتت في عظامي 



يقودنا هذا لكتاب (أنا قادم أيها الضوء) لكاتبه الطبيب والصحفي (محمد أبوالغيط) رحمه الله وغفر له، والذي روى فيه قصته مع الإصابة بمرض السرطان ابتداءً بحلم رواده أثار قلقه و شكوكه بالإصابة وانتهاءً بثبوت بتشخيصه به، وبينهما مسيرة مؤلمة وصف فيها صدمته الأولى ونزاعه مع أفكار تخص امتنانه لأصدقائه وعائلته و لزوجته إسراء وحرصه على استغلال كل لحظة في نسج ذكريات جميلة لابنه ولحظات التعب و مراحل العلاج ورجاء عدم الوصول لنقطة مجهولة قبل أن يتحقق شعور دنو الأجل منه .

يوجه الكاتب نظرة القارئ لزاوية أخرى، من زاوية المتفرج والمستمع إلى زاوية صاحب التجربة يعيش مشاعر متقلبة بين الفرح والحزن والتعاطف والقلق موصياً إياه قائلا "اسعدوا بكل يوم طبيعي, بالطبع اطمحوا واسعوا لأقصى الجهد للأفضل ، لأنفسكم ، وأُسركم، وبلادكم، لكن إن لم يحدث فلا بأس كل يوم من المعافاة هو إنجاز عظيم، حقاً وصدقاً (من اصبح منكم امنا في سربه ,معافًا في جسده, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا )" 

نور1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة مُستمَد البريدية

نشرة مُستمَد البريدية

مستمد من الأسطر التي نضع تحتها خطًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...