أهمية الرسالة التسويقية لنجاح منتجك - نشرة مَركز - العدد #01

أهلًا وسهلًا يا أصدقاء،

حياكم الله في نشرة مَركز البريدية

#موضوع_مَركز

أهمية صياغة رسالة تسويقية جيّدة للشركات الناشئة

تُعدّ رسالة منتجك/شركتك التسويقية وتمركزهما من أهم الأصول غير الملموسة التي تسهم بصورة كبيرة في رحلة النجاح أو الفشل لشركتك، فهي من تحدد صورتك الذهنية لدى العميل وانطباعه الأول، علاوة على تحديد مكانتك في السوق بين المنافسين، ولنا في منصتيّ «لووم Loom» و«درفت Drift» خير مثال.

بدأت منصة «لووم Loom» حياتها بإطلاق منتج عام 2015 برسالة تقليدية للغاية كالآتي: "Openvid أداة تسجيل الشاشة ومشاركة مقاطع فيديو" وعانت منذ انطلاقها في تحقيق النمو المرجو، حتى قررت تغيير توجّهها وإعادة تمركزها في سوق تنافسي ومتشبّع حينذاك.

الفكرة كانت في بناء منتج يساعد الناس على التواصل خلال أعمالهم لكن بصيغة أفضل من الاجتماعات الافتراضية المملة وغير المحببة لكثيرون، لأنها لن تتطلب من الجميع الانتباه في آنٍ واحد، على عكس آلية عمل أدوات أُخرى مثل مايكروسفت Teams وZoom حاليًا.

كانت رؤية Loom ترتكز على «جعل تواصل الفيديو في الأعمال سهلًا من خلال بناء طرق وأنظمة مشاركة الوسائط غير المتزامنة الفورية» و«تمكين التواصل الفعّال»، ومن هنا تغيّر كل شيء.

أدرك مدراء لووم عام 2020 التوجّه الجديد للأعمال، إذ حوّلت جائحة كورونا العمل بشكل دائم نحو بيئة عمل أكثر بُعدًا وغير متزامنة يكون فيها الاتصال الجيّد والسريع والفعّال أكثر أهمية وأصعب من أي وقت مضى في الوقت ذاته، وقد خلق هذا التوجّه الجديد سلوكيات جديدة تتطلّب أدوات تواصل مبتكرة بعيدًا عن الموجودة في السوق حاليًا.

أعادت لووم ابتكار نفسها ورسالتها التسويقية في عام 2020 لتصبح "منصة مراسلة فيديو غير متزامنة للأعمال" مبتعدة بذلك عن محيط أحمر (سوق شديد التنافسية) وخلقت محيط أزرق بنفسها (سوق قليل أو عديم التنافسية).

تمكّنت لووم، بعد 3 أعوام من اتخاذ هذه الخطوة، من الوصول إلى مليار ونصف دولار كتقييم للشركة، في حين أن كل منافسيها التقليديين لم يصلوا إلى هذا الرقم مجتمعين.

وعلى الرغم من أن تغيير التوجّه والرسائل التسويقية كان لهما أثر السحر على نمو لووم، إلا أنه لم يأتِ إلا بعد سنوات من العمل، أيّ بعد أن تكوّنت رؤيتهم الخاصة للسوق ووجدوا حالات استخدام (Use Cases) فريدة للمنتج، ثم ذهبوا بقوة نحو إعادة تموضع علامتهم التجارية وأخذوا بزمام المبادرة لتكون شركة لووم حاليًا واحدة من أكبر شركات قطاع المراسلة غير المتزامنة.

علاوة على أن تغيير الرسالة التسويقية والتموضع الجديدين ساعدهما لاحقًا في تعزيز التفوّق على المنافسين الجُدد في قطاعٍ بدأ يصبح محيط أحمر مجددًا، إذ أتاحت شركة Dropbox أدوات الجديدة لالتقاط مقاطع الفيديو وتحقيق الدخل من الملفات، أطلقت كذلك منصة سلاك منتجاتها الخاصة للمراسلة غير المتزامنة؛ وكذلك سيسكو التي أطلقت Vidcast.

لكن تبقى لووم هي من بدأت إدراك هذا السوق أوّلًا وغيّرت نهجها وطريقة عملها وأعادت تموضع علامتها التجارية من أجل ذلك، ونَجحت 👏.

وتعد شركة درفت Drift مثال آخر عن أهمية التمركز والرسالة التسويقية في فئة أعمال غير مخدومة، إذ عندما أُطلِقت عام 2016، كانت مجرد شركة ناشئة أخرى في مجموعة واسعة من برامج الدردشة المباشرة Live chat.

ولكون السوق الذي اختاروه تنافسيًا للغاية؛ عملوا بعد سنوات على إعادة تمركز العلامة التجارية وصياغة رسالتهم التسويقية من "برنامج الدردشة الحية" إلى "أداة التسويق التحادثي/التحاوري Conversational Marketing" وجعلوا رؤيتهم تتمحور حول ريادة هذه الفئة الجديدة من السوق.

هذا يبرز أهمية الاهتمام بتمركز منتجك ورسالته التسويقية. ولكن المهمة الأصعب تتمثل  في اختيار الكلمات المناسبة واستخدامها في سياقات صحيحة إذ أن الكلمات هي الطريقة الأكثر استخدامًا للإقناع والتواصل وبناء العلاقات الفعّالة في الأعمال.

لذلك يتعين عليك التأني في أثناء اختيار الكلمات وانتقاء المصطلحات قبل الدخول إلى السوق، وهذا ما يُسمّى في عالم ريادة الأعمال والشركات الناشئة بـ"تطابق اللغة مع السوق Language-Market Fit".

تذكَّر أن وراء كل رسالة تسويقية ناجحة جهد وعمل شاق ومنظم من فرق متكاملة.

قد يستغرق أمر صياغة رسالة تسويقية ساعات عمل وأسابيع طويلة. استغرقنا في إحدى المرات أكثر من 40 ساعة عمل لصياغة رسالة منتج. ويحدثنا زميل مختص تسويق علامات تجارية بأن عملية صياغة رؤية شركته استغرقت اجتماعات عديدة تراوحت مدة الاجتماع الواحد 3 ساعات متواصلة مع فرق العمل الإدارية والتسويقية والمنتجات والمبيعات وخدمة العملاء.

* سنضيف قريبًا فقرة جديدة إلى أعداد النشرة وهي فقرة "#توصيات_مركز" تتناول أهم الأخبار وأبرز الرؤى في مجاليّ المحتوى والتسويق للشركات الناشئة.

إلى هنا ينتهي عدد اليوم من نشرة مركز البريدية، انتظرونا في العدد المقبل،

سلام!