زاجـــــل مـراح 🕊 - العدد #8

بواسطة متجر مرِاح #العدد 8 عرض في المتصفح
خلقت لأبحث عن نور ..

بدأت القصّة منذ اليوم الأول الذي تشكّلتُ فيه على شكلِ مضغةٍ 

في بطنِ أمي،

كم كان مظلماً بطنُ أمي

وأنا كم كان يقتلني الظلام!

ركلتُ أمي بشدّة.. تقلبّتُ يمنةً ويسرةً لأخرج عاجلاً،

 صرختُ بحركاتي المؤلمة:" ياأمي أخرجيني لذاك النور!"،

خرجتُ أخيرًا 

 حبوت مشيت نطقت ولا زال الظلامُ يؤرقني!

 لا تسعني غرف منزلنا أجمع إن لم تكن وضّاءه،

 ولا أزالُ في كل مرةٍ أهرب من كل تلك الأماكنِ المظلمة وكأنما 

خُلقت لأبحثَ عن نور،

كبرتُ أكثر.. تجاوزتُ خوفي القاتل من الظلام 

وأصبحتُ اطفئ أنوار غرفتي بنفسي،

ولكن مالبثتُ الكثير إلا وأدركتُ حينها 

أن الأشد ظلمةً من غرفِ منزلنا هي الظلمةُ التي تلمستُها في قلبي، 

لقد هربت في كل مرّة من تلك الغرف لمّا أظلمت، 

ولكن كيف أهربُ الآن والظلمةُ في جوفي؟ 

أينَ أجد مفاتيح الضوءِ هذه المرّة؟

كنت أدركُ مليّاً حجم غرقي ولكنني لم أجدّف كما ينبغي لأنجو،

كانت كل الأشياءِ من حولي مغرية،

 مغريةٌ إلى الحدِّ الذي لا يجعلني أظنُّ أنها ستغرقني بسوادها،

 لكن الحقيقة أنها في كل مرةٍ كانت تغرقني أكثر!

آه!

يالظلمتي هذهِ المرّة

فلا أمي ستخرجني، ولا صراخي سيكفيني..

 جدّفتُ حتى تعِبت

خارت قواي فلم أعد أقوى على التجديف احتمالا، غرِقتُ حتى تلطختُ بظلمة ذلك الغرق،

 نِمت عن صلواتي ولم أراعي يوماً خلواتي! 

نشِفت ، أحتاجُ من يرويني  أحتاجُ من ينقذني 

من ينجّيني 

من يخرجني ويعلّمني ويهديني!

أسوّدَّ الظلام في صدري حتى 

لم أجد حينها إلا روحي وهي تنادي بأعلى صوتِها"ياربّ"

ياربّ لا أملك الكثيرَ من المصطلحات لكن " نجنّي" 

يارب لا تسعفني كلماتي يارب لكن " أنقذني"

لم أكن أعرِف حينها أنني نجوت الآن، بذات اللحظة التي كنتُ أصرخ فيها بـ " ياربّ نجنّي"،

ولكن

كيفَ يقبلني وأنا الغارقةُ بكل تلكَ الظلمة؟

لكنني لا أملك الآن أملاً إلّا إيّاه، ولا نجاةً من فقري إلا بعطاياه، طرقتها طرقة العبِد الذي يحسُّ أن الباب لن يفتح له، طرقةَ القلبِ الذي يعلم أنه اخطأ حتى أسوّدت شظاياه،

 ولكن كان كل شيءٍ مختلفاً..

كان أكرمَ من أن يغلقَ الأبوابَ في وجهي وأنا أتيتهُ حبوًا 

من كثرة ذنوبي، 

كان أعظم من أن يذكرني بسوء أعمالي 

وأنا مقبلةٌ على بابهِ أرجو رحمته،

لقد ضمّني ربّي، ضمةً ملأت ذاكَ الفراغ في روحي، 

ضمةً أحيت قلبي

لأن من يعيشُ في حُبِّ الله يوماً في حياته

 ترهقه حياته من غير حُبّ الله، 

أن يحبّك الله يعني أن تنمّق كلماتك لمديرك ليقبل أعذارك،

 وتضحك في وجه هذا لأنه لايحتمِل حزنك، 

وتداري هذا بنظراتك،  

لكنك تعود.. تستلقي على أريكتك متجردًا من كل شيء

 وتنادي " ياربّ" ،

يارب أنا عبدك الذي تعرفه ولا يعرفه الناس 

أنا القلبُ الذي ذبل، والروح التي تصدأت فأروِ برحمتك قلبي 

وأجبر بجبرك ولطفك وعطاياكَ روحي،

 عندما تحبّه ستظل تعيشُ الأمور بطريقةٍ أجمل 

لن تصلي لأجلِ أن تصلي أو تقرأُ القرآنَ لأجلِ أن تقرأه

ستصلي لأنك تشتاقُ إلى أن تخاطبه،

 وتقرأ القرآن لأنك تشتاقُ جدًا لأن يخاطبك.. 

أحببتُ الله، فكانَ الله نور هذا القلبِ  وهذهِ الحياة

 ونور غرف منزلنا جمعاء ..

 ( اللَّهُ نُورُالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ونورُ كل شيء

انتهت القصة، وأصبحتُ لينـــة التي نوَّر الله لها قلبها

"ولا شيء بعد نور هذا القلبِ مظلم🤍"

-لينة الغفيلي

مشاركة
زاجـــــل مـراح 🕊

زاجـــــل مـراح 🕊

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من زاجـــــل مـراح 🕊