زاجـــــل مـراح 🕊 - العدد #7 |
| 1 يناير 2025 • بواسطة متجر مرِاح • #العدد 7 • عرض في المتصفح |
|
أسيرُ وحدي؟
|
|
|
|
تمرُّ على مخيلتي في كلِّ مرةٍ مواقفهن.. أعجزُ عن نسيانها أو حتّى تجاهلِ عظيمِ صبرهنَّ وثباتهنّ، |
|
أتأملُّ في كلِّ مرةٍ أخرجُ فيها من منزلي شعوري الغريب، ألتفتُ يمنةً ويسرةً لأبحثَ عمّن يشبهني.. ولا أجده، |
|
هل أنا على حقّ؟ لمَ أبدو وأنا بينَ كلَّ هذهِ الجموع.. أسيرُ وحدي؟ |
|
يعتري قلبي نورٌ يآنس وحدتي و يخبرني بأنَّ الدربَ حقٌ فطوبى للصابرين، وتغمرني ذكرى نساءِ الأنصارِ |
|
الذين نزلت عليهم آيةُ الحجابِ فخرجوا مستسلماتٍ |
|
(كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ)، |
|
وفي كلِّ مرةٍ أتمنّى، وفي كلِّ لحظة، |
|
لو كنتُ من النساء المهاجرات الأول، فترفعُ عائشةَ كفّيها |
|
لتضمَّني بـ :" يَرحَمُ اللَّهُ نساءَ المُهاجراتِ الأُوَلَ، |
|
لمَّا أنزلَ اللَّهُ: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شقَّقنَ |
|
أكنف مروطَهُنَّ فاختمرنَ بِها" |
|
يرحمُ الله يا عائشة؟ أيرحمُ اللهُ محاولاتي، وجهادي، |
|
حُبّي لذاك الجمال، ويضّمني معكنّ؟ |
|
يعتريني في كلِّ مرَّةٍ الثبات.. |
|
كما أنَّ الرغبةَ في الإفلات تعتريني تاراتٍ أخرى، |
|
يُتخطَّفُ الصحبُ من حولي، الأقاربُ والأحباب.. |
|
أمضي خطوةً معهم لأظفَر بقلوبهم، عدا أنني بنورهِ أدركُ بأنها خطوةٌ للخلف، فأقف.. تهبُّ نسائمُ رحماتهِ عليَّ فتملأني |
|
بأينَ أنا من كلِّ هذا؟ |
|
أينَ أودُ بهِ أن أصل؟ |
|
وأيني من حالِ فاطمة رضي الله عنها.. تلكَ التي تسيرُ |
|
بقلبِ فتاةٍ مثلي، أمانيها تشبهُ ملامحَ أمنياتي، تؤانسها |
|
أغاريدُ الطيور.. |
|
تحبّ الجمال وتحملُ في قلبها حُبًا للزهور، لكنَّها -وبالرغمِ من كلِّ ذاك- تهمسُّ فيَّ، و في كلِّ مرة.. بأنها تفوقني كثيرًا، |
|
تفوقني بملءِ كلِّ شيءٍ، فأجدها تحمَلُ همَّ أن تُرى ملامحَ جسدها |
|
وهي مكّفَّنة، متوفاةٌ، أنتهى عمُرها، وفي طريقها لأن تدفَن بالتراب.. |
|
كيفَ يا فاطمة؟ |
|
كيفَ ظفَرتِ بالهمِّ العذب ذاك؟ |
|
وكيفَ أحببتِ رضى اللهِ عنكِ حتّى في الوفاة؟ |
|
أينَ أنا منكنَّ يا فاطمة ويا عائشة، يارقيّة ويا أم كلثوم، ياخديجة ويا أسماء، أينَ أنا منكِ يا أمُّ سلمةٍ ياعذبَةَ الروحِ |
|
حينما أوصيتِ بأن تُدفني ليلاً لألا يكشِفَ النهارُ جسدكِ الطاهر! |
|
ما حالُ همّي أمامَ همِّكن؟ |
|
وحالُ يديَّ الظاهرة.. وموطئ رجليّ، عينيَّ الكحيلة، وألواني، ماحالُ ضحكاتي المتعاليةِ في كلِّ صوبٍ وجانب، نظراتي، |
|
ومشياتي، وحديثي، ماحالُ خصلاتي الناعمة، |
|
وخواتمي وأسواري، |
|
ماحالُ قلبي الذي يغتَّرُ في كلِّ مرةٍ بجمالٍ من خراب، |
|
ماحالُ دربي الذي يُفتنُ برحيقٍ من سرَاب.. |
|
يا صابراتٍ في دُجى الجهلِ المتين.. |
|
ما حالُ منزلتي بينكنَّ في الجنّة، يا أمهاتَ المؤمنين؟ |
|



التعليقات