زاجـــــل مـراح 🕊 - العدد #5

بواسطة متجر مرِاح #العدد 5 عرض في المتصفح
ينابيـعْ


 فتِّشِ عن ينابيعَِ الخيرِ فيكَ فإنَّ مشاغِلَ الأيّام كفيلةٌ بسدِّها،

كمثلِ منبعِ ماءٍ كانَ يروي الظمآن، ويغيثُ العطشان، ويسقي

 الأشجارَ والوديان..فتجمّعّت عليه الأشجارُ والأحجارُ يومًا

على يومٍ حتّى منعت سقايته، وأوقفتْهُ عن غايته، وتسببّت من خلفهِ

بفسادِ الثمرِ والبستان..

فإن رأيتَ ينابيعكَ قد تكدّس عليها ما يمنعُ إلى الخيرِ كائنًا 

ما كانَ بذلَها، ورأيتَ مياهَك الساقيةِ قد اعتادت السكونَ، 

وألِفتْ الرُكاد، فلتعلَّمن أن النجاةَ من اختناقكَ هذا هو أن تدفعَ بماء ينبوعكَ أقوى وأقوى؛ لتُزاحَ عنك الركائم، ويُنقَّى منبعُكَ من العودِامِ 

فيعودَ ماءك صافيًا متصفيًّا يسقي ويستسقَى بهِ

وينفعُ وينتفعُ بتدفقِّه، 

وكلُّ ذلكَ ماهوَ إلا محصِّلةٌ لصدقِ غايتكَ مع ربِّكَ، 

وإلحاحكَ في طلبكَ لأن تعودَ إلى حالكَ الذي أعتدت، 

ونوركَ الذي ألِفت،

وتذكَّر أن الشجَر سيظلُّ يتساقطُ عليكَ، وأنَّ العواصفَ

لن تمنعَ عوادمها عنك..

فادفعْ ما استطعتَ عنكَ ما بهِ قد فُتِنت

وقاوِم ما قدِرت ما بهِ أُحزِنت

و تسلَّحَ بالعلمِ والعملِ ما دُمت حيّا..

وتذكَّر أن تنقيتكَ لينابيعكَ مِرارًا أخفُّ عليك،

فلا شيءَ أصعبُ من أن يعودَ النبعُ صافيًا وقد اختَّلَ

صفاءهُ، ولا يوجدُ آلمَ من توقفِهِ وقد كانَ إلى 

المعاني الجلّيةِ منهملا.

-لينة

مشاركة
زاجـــــل مـراح 🕊

زاجـــــل مـراح 🕊

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من زاجـــــل مـراح 🕊