عـمـــــــــق - العدد #15

بواسطة مريم الهاجري #العدد 15 عرض في المتصفح
(أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك، وستكون غدًا حيث تأخذك أفكارك) جيمس ألن.

تكلمنا في العدد 13 عن صورة الذات، وهل تعرف نفسك بحق؟ وكيفية عملها.

وكنت قد وعدتكم باستكمال الحديث من أجل معالجة أي نقص قد نعاني منه في نظرتنا لذواتنا، وكيف نبني علاقة جيدة معها، فعلى بركة الله ننطلق.

دائمًا ما نسمع الأحبة يقولون لنا: "اعتنِ بنفسك"، "اهتم بصحتك". فهل يعني هذا فقط الصحة والبدن؟! أم أنهم يشعرون أننا بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والاعتناء بذواتنا أيضًا؟!

إن نقص الاعتناء بالذات يؤثر سلبًا على الاعتناء بالصحة وأي شيء آخر، فمهما بذلت ففاقد الشيء لا يعطيه، وإن أعطاه لابد أن يتخلله نقص.

في هذا العدد سأتناول معكم -بحول الله- بعض الأفكار المهمة لبناء صورة ذات إيجابية:

1. الحرص على المعلومات الإيجابية:

نحن نعلم أن الله خلقنا أطفالًا متساوين في البنية الجسدية، بعقول خامٍ صافية، والفوارق التي بين الناس -في الغالب- جاءت نتيجة للمعلومات المختلفة التي تلقوها منذ ولادتهم، وخلال فترة نموهم. ودورنا الآن وقد أصبحنا واعين راشدين أن نحرص ألا يؤثر علينا إلا المعلومات الإيجابية.

2. اعرف نفسك:

يؤكد الفيلسوف اليوناني أرسطو القول الشائع: "اعرفوا أنفسكم". فالأشخاص الناجحون يثقون بأنفسهم، لأنهم يعرفون قدراتهم وإمكاناتهم، وينظرون لأنفسهم من خلال تجاربهم الناجحة، ويصرفون النظر عن تجاربهم المخفقة، وحالات الضعف لديهم، إنهم يرفضون أن يسوطوا أنفسهم بسياط المشاعر التعيسة.

تعرّف على قدراتك ومهاراتك وصفاتك الإيجابية، لابد أنك مميزٌ في شيء، فقط اكتشفه.

3. لا تقارن نفسك بأحد:

إنك تظلم نفسك بمقارنتها بالآخرين، أعلى أو أقل شأنًا منك. لقد ميّز الله خلقه عن بعضهم بقدراتهم وظروف معيشتهم، فكيف ترهق نفسك بالمقارنة، وحينما ترى نفسك مقارنًا لها بالآخرين، تذكر أنهم بشر مثلك يصيبون ويخطئون، وأن لديهم جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فلا تتصور أن الناس أحسن منك حالًا وتقلل من قيمة نفسك.

4. تكوين عادات إيجابية:

عادات الشخص في مجموعها تشكل شخصيته وصفاتها، وكما أن عاداته الإيجابية تقوده للنجاح، فإن عاداته السلبية -لا شعوريًا- تقوده إلى مراكمة الإخفاق على نفسه. فاسعَ جاهدًا إلى أن تكون عاداتك السلوكية إيجابية، وابذل مجهودًا للتخلص من العادات السلبية السيئة؛ لأن العادات في مجموعها تجسد صورة ذاتك.

5. الصدق والواقعية:

إن الصدق والواقعية مع النفس توجدان صورة ذات متماسكة. فلا تحاول إخفاء حقيقتك، تقبّل ذاتك، أصلح عيوبك، لا تعش وفق ما يريده الآخرون، فالإنسان يحقق النجاح حينما يتعلّم كيف يعيش حياته وفقًا لما يريد هو، لا ما يريده الناس له.

6. تقبّل نقاط ضعفك:

لا يمكن تحقيق صورة ذات إيجابية إذا كان الإنسان دائم التفكير في نقاط ضعفه ومواقفه المخفقة. تقبل مواطن الضعف على أنها مؤقتة -وهي في الحقيقة كذلك- وركّز على نقاط القوة في ذاتك. تقول د. جيني جراهام سكوت في كتابها (تريده.. تصوره.. تحصل عليه):

أعرفُ كثيرًا من الأشخاص الذين استطاعوا تغيير حياتهم بشكل كامل وأصبحوا ناجحين في المهن التي اختاروها، عن طريق إحداث تغيير في توجهاتهم الفكرية، وذلك عن طريق تركيزهم على سماتهم الإيجابية؛ ورؤية أنفسهم كأشخاص ناجحين بفضل جهودهم وإنجازاتهم

7. العفو عن الماضي:

الوصول إلى صورة ذات إيجابية لا يمكن أن يحدث إذا كنت دائم التفكير في الماضي، وما ارتكبته فيه من أخطاء! إن العفو والصفح عن كل ما حدث منك في الماضي يجعلك قادرًا على تغيير صورة ذاتك إلى صورةٍ مشرقة. فالفرد الذي لا يرتكب أخطاءً هو فرد خامل لا يقوم بعمل شيء!

والآن.. وبعد اقتناعك بضرورة بناء صورة ذاتك بطريقة إيجابية، يسرني أن أقدم لك هدية العدد، وهي طريقة عملية تساعدك -بالإضافة إلى الأفكار السابقة- في بناء صورة ذات إيجابية -بحول الله-:

* اصنع قائمة تضم كل مميزاتك الشخصية.

* راجع هذه القائمة يوميًا، وأضف المزيد، كلما زادت معرفتك بنفسك.

* تذكر أن حديث النفس له تأثير قوي على أولئك الذين يمارسونه. يؤدي حديث النفس السلبي إلى السلبية، ويؤدي حديث النفس الإيجابي إلى الإيجابية. لذلك اعرض التأثيرات الإيجابية عن نفسك كل يوم، وتتبع عدد المرات التي تمارس فيها حديث النفس الإيجابي. كن إيجابيًا مهما كان الظرف حولك قاسيًا.

أشكرك حيث وصلت معي إلى هنا، تبقّى من هذا الموضوع عدد واحد فقط نسأل الله أن ييسره لنا.

إن أعجبك هذا العدد فلله الحمد من قبل ومن بعد، وإن رأيته مفيدًا فشاركه مع الآخرين كي نتقاسم الأجر، وإن كنت ضيفًا جديدًا فلا تنس زر الاشتراك كي يصلك جديد عمق كل اثنين.

وإن كان لديك ما تقترحه عليّ فاكتب لي في التعليقات.. شكرًا لك مرة أخرى.

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق