عـمـــــــــق - العدد #10

بواسطة مريم الهاجري #العدد 10 عرض في المتصفح
(المرء هو ما يؤمن به) أنطون تشيخوف

أين تبحث عن ذاتك؟

الكثير يبحث عن ذاته.. ولكنه لا يعلم ذلك للأسف!!

قد يكون السؤال أعلاه غريبًا؛ حسنًا ليكن السؤال أكثر لطفًا:

أين تجد ذاتك؟

بعض الناس يبحث عن ذاته في أعين الآخرين، وأفواههم!! وهذا لا يشعر بالسلام الداخلي، ولا السعادة الحقيقية، لأن آراء الناس تختلف، وقد يكون هناك من يحبه ويقدّره بالفعل، ولكن أيضًا يوجد من يبغضه، ويحتقره، أو لا يهتم لأمره على أقل تقدير. وبالتالي فإن آراءهم عنه قد تصيبه في مقتل وتهز ثقته بنفسه، وهذا ما يؤثر على حياته برمتها.

ولكي تعرف مستوى تقديرك لذاتك، أجب عن هذه الأسئلة الخمسة التي وضعها أ. ياسر الحزيمي في كتابه "الشخصية القوية":

إن تقدير الذات هو الشعور بأن لك قيمة، وأنك ذو أهمية كما أن للآخرين قيمة وأهمية، فإن سلبت قيمتهم فهذا هو "الكبر"، وإن سلبت قيمتك فهذا هو "الاحتقار"، والذي يقدّر ذاته لا يفعل هذا ولا ذاك.

إذن فأنت لن تبحث عن ذاتك عند الآخرين، ولا تنتظر رأيهم وثناءهم، بل أنت تجد ذاتك وتُقدّرها وفقًا لنظرتك لها، وطريقتك في اتخاذ قراراتك وسير حياتك.

حين تُقدّر ذاتك فانت تشعر بأن لك حقوقًا كغيرك، ولا أحد له الحق في أن يمنعك حقوقك، إنك مثل من يشبهك من الناس، لك ما لهم وعليك من الواجبات ما عليهم، لا تحتقر ذاتك ولا تبخس حقك، ولا تحط من قدرك.

إن تقدير الذات يشعرك بحقوقك، وأهميتك، وقيمتك. وتوكيد الذات يترجم هذا الشعور إلى قول أو فعل. ومن يقدّر ذاته فإن لديه تقبل عالٍ لذاته، لا تهمه الأشكال والقشور، بل هو معنيٌ باللب.

من يقدّر ذاته مثابرٌ، لا يستسلم بسرعة، ولا يعنيه رأي الناس فيه، له أهداف عظيمة، يعترف بجهلة ولا يرتضي أن يبقى جاهلًا، لا يجد حرجًا من الاعتذار إن أخطأ، ولا يتحسس من النقد، راضٍ بماضيه، فاعلٌ في حاضره، متفائلٌ بمستقبله، يحترم نفسه وغيره، يشعر بأهميته، ويُشعر الآخرين بأهميتهم، لا يحتقر ولا يخاف، يواجه ولا يتهرب.

هل بإمكاني أن أزيد ثقتي بنفسي لأكون مُقدّرًا لذاتي؟

نعم.. وذلك باتباع الآتي:

1. تحديد مستوى ثقتك بنفسك من خلال الإجابة عن الأسئلة التي أعدها أ. ياسر الحزيمي في التمرين التالي: 

بعض الأشخاص يثقون بأنفسهم في كل المواقف، وآخرون يثقون بأنفسهم غالبًا، ونوع ثالث يثق بنفسه أحيانًا، ورابع لا يملك الثقة بنفسه للأسف.. وأنت الآن أي واحد منهم بعد هذا التمرين؟

2. تحديد الأفكار التي تتوارد بذهنك، وتُضعف ثقتك بنفسك، وتسجيلها كتابة؛ وهي الأفكار المتعلقة بالرؤية السلبية للذات، ثم العمل على التشكيك في صحتها والتخلص منها .

3. تحديد الصفات السلبية والعادات التي ينبغي التخلص منها، ومعالجتها باكتساب عادات وصفات إيجابية جديدة تحل محلها.

4. تنمية الرؤية الإيجابية للنفس من خلال التركيز على جوانب قوتك ومهاراتك، ورؤية نفسك من خلالها؛ وعدم التركيز على نقاط الضعف.

5. أن يكون حكمك على نفسك نابعًا من داخلك، وليس نتيجة لكلام الناس وأحكامهم عنك.

6. الاعتماد على الله في كل شيء مع بذل الجهد، وتوقع الخير من الله سبحانه، قال تعالى في سورة الطلاق: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.

7. حسن التعامل مع النقد وتمحيصه، والتدقيق في سببه قبل الاقتناع به.

8. الاعتناء بالمظهر في كل الأحوال.

9. أنت مثل غيرك لا أعلى ولا أقل منهم، فلا تقارن نفسك بأحد.

10. التطوير المستمر للذات يمد الإنسان بالكثير من الثقة.

11. استقلالية التفكير، فتكون قناعاتك وآراؤك نتاج عقلك وقدراتك، وليس تقليدًا للآخرين، أو تأثرًا بالأفكار الهشة والمبنية على أسس غير راسخة.

ممتنة لوصولك معي إلى ختام هذا العدد، مع أطيب الأمنيات لك بأن تكون ممن يحظون بتقدير عالٍ لذواتهم.

إن أعجبك هذا العدد فيسعدني إخباري بذلك، وإن رأيت أنه مفيدًا فيسعدني أن تشارك الأجر في نشره، فكم من أُناس هم بحاجة إلى ومضة أمل تضيء لهم دروبهم.

من المكتبة:

1. كتاب الشخصية القوية. أ. ياسر الحزيمي

2. دورة الشخصية القوية. أ. ياسر الحزيمي. يوتيوب

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق