عـمـــــــــق - العدد #8

بواسطة مريم الهاجري #العدد 8 عرض في المتصفح
أحب التبسيط في كل شيء، كل الأمور ستبدو أجمل وأسهل إذا ما اتخذت طريقة بسيطة في التعامل معها

بدأتْ إجازتنا الصيفية هنا في السعودية قُبيل العيد، وفي مثل هذه الأيام يتنحى التخطيط والعمل كثيرًا لإضفاء جو السعادة والفرح على النفوس والأسر.

أمامنا الآن قُرابة شهر ونصف حتى تبدأ الدراسة من جديد؛ فهل خططت كيف ستقضي إجازتك، وكيف سيقضيها أبناؤك؟ هل هناك تصورٌ ولو بسيطًا لإحراز تغيير بسيط في إجازتنا لهذا العام؟

بالنسبة لي فقد رسمت الملامح العريضة لإجازتي المليئة بالأحداث، ثم حددت الأولويات والخطة الأسبوعية، والتدوين اليومي للمهام، وسعيدة بذلك، فقد بدأت بالأمس في التنفيذ، وهو أول يوم للعودة للروتين بعد العيد، وكان يومًا حافلاً بالإنجاز كالعادة 😊

بالنسبة لأبنائي، ما أُخططه لهم هو شيء إضافي بسيط، لا أحب أن يكون البيت نظامًا عسكريًا يتولى فيه شخص واحدٌ زمام القيادة، الأبناء يحتاجون أن تكون معهم دائمًا، وأن عينيك ترعاهم، هذا يشعرهم بالأمان أولًا، وكذلك يحفزهم لاتخاذ القرار، لأنهم يشعرون بالثقة التي توليها لهم، حينما تكون معهم، وتمنحهم الحرية في ذات الوقت.

جلستُ أيامًا أفكر في موضوع هذا العدد، ثم طرحت ذلك على بناتي، فأجابتني نورة ذات 12 ربيعًا: "اكتبي عن التخطيط". في الحقيقة لا يمكنك المقارنة بين سعادتي أني وجدت عنوانًا اكتب عنه، ومقدار سعادتي بروعة اختيارها ومبادرتها في عرض ذلك علي ومساعدتيّ في اختيار عناويني. هذا تطور ملحوظ بالنسبة لشخصيتها الخجولة، فعلًا لقد نجحت -بفضل ربي- في استنطاقها أخيرًا.. شكرًا نوره.. سأكتب عنه ولن أُطيل بإذن الله، ولكن قبل ذلك أحب أن أقول:

أبناؤنا يملكون عقولًا كبيرة، تختبئ وراء صمتهم ونظراتهم الوادعة،لا تغفلوا عنهم، لا تحتقروهم أو تستصغروهم، ولا تتوقعوا القليل منهم، فبداخلهم طاقات عظيمة، ارعوا هذه العقول لتسعدوا، وترتقي أوطاننا، لا تسلموها لغيركم بالغفلة عنها.

https://twitter.com/Malhajri_2/status/1678317762970566656?s=20

ماذا خططت للإجازة؟، هذا السؤال ورد كثيرًا في تويتر هذه الأيام، وكذلك، هل أنت ممن يخططون لأعمالهم بشكل دائم أم متقطع؟.. وأشياء كثيرة مما يدور حول التخطيط والمهام بين مُقلٍ منها ومُستكثر.

أرى أنه لكل فترة من الحياة نوعية خاصة من التخطيط، حتى فترة الأعياد والإجازات، كي تتمكن من استغلالها بالشكل الصحيح.

ولا أدري لماذا يرتبط التخطيط غالبًا بالعمل؟ التصور الواضح للفترة المقبلة -أيًا كانت- يساعدك في استغلالها والشعور بالسعادة فيها بشكل كبير.

عمومًا من وجهة نظري أن الإجازة هي فترة نقاهة للأبناء والأسر، هذا صحيح، إلا أن قضاءها بدون أي عائد نفسي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو اقتصادي يجعل العودة للدراسة مثقلة وغير محببة، ولكن مع الإنجاز في الإجازة تصبح العودة للدراسة ذات طعم وشعور مختلف؛ جربوا ذلك، فما زلنا في بداية الإجازة، أنصحكم بذلك بكل حب.

وأفضّل التخطيط المرن للإجازة، مع التركيز على عمل ما لا يمكن عمله أثناء العام الدراسي، أو يصعُب ذلك فيه، لإن إنجازًا كبيرًا ستحصل عليه بانتهاء ذلك العمل وزوال همه.

وبالنسبة لإجازة الأبناء لا أرى أن يتدخل الأب أو الأم في تخطيطها بشكل مباشر، إلا أن وقوفهم بجانبهم، وإرشادهم بلطف، ودون توبيخ -يصل إلى حد التنمر أحيانًا- سيساعدهم على نجاح التخطيط وكذلك تقبل أفكارنا 😉

لنتحدث معهم عن رؤيتهم للإجازة، وكيف سيقضونها، عن أهدافهم، مشاعرهم، ومن ثَمَّ عرض بعض الخطط عليهم -دون فرضها- ليتولوا هم إكمال الباقي.

ولأني من عشاق التدوين والتخطيط فلقد جربت كثيرًا منها سواءً رقميًا أو كتابيًا، سأعرض لكم بعضًا منها، وبالإمكان استخدامها للتخطيط للعام الهجري الجديد الذي سيطل علينا بعد أسبوع بإذن الله.

  1. من الخطط رسم خطة عامة للإجازة والأهداف المرجو تحقيقها فيها، مع تحديد مدة بداية الهدف وانتهاءه، والأسبوع الذي سيتحقق فيه.
  2. ومنها التخطيط الأسبوعي، ويكون ذلك مساء السبت أو صباح الأحد غالبًا، بوضع أهداف الأسبوع كاملة، ثم تحديد أيام العمل لتحقيقها.
  3. أحب مع التخطيط الأسبوعي التخطيط اليومي، وذلك قبل الذهاب إلى النوم كل ليلة، -وبالمناسبة أسلوبي في التخطيط واحد طول السنة، ولكن الأعمال وضغطها يختلف بحسب المناسبات والأوقات-.

على ماذا تعتمد في التخطيط؟

أنا في الحقيقة معتمدة على مفكرة "الخطة الشخصية أنا 2023" لـ د. عبدالله آل دحوان، رائعة وتقسيماتها جميلة، اشتريتها من مطبعة "ألوان ريشة" بالرياض، وقد وفرها المؤلف مشكورًا بصيغة pdf للطباعة، وقد تحدثت عنها وعن أدوات أخرى ممتازة أعتمدها في مقالي (كيف تتمكن من إدارة الوقت لتحقيق الهدف الكبير)  أنصحك بالاطلاع عليه. 

كما أعجبتني فكرة التخطيط بأسلوب (+،-، التالي)أو "زائد، ناقص، التالي" المشروحة في المقال المرفق بالرابط، وكي أُبسطها سأُرفق لك رسمتي الجميلة هذه 🙂

فكرتها باختصار: تدوين مهام الأسبوع، ثم ما أنجزته تضعه في خانة (+) وما لم يتم إنجازه تضعه في خانة (-)، وفي خانة (التالي) تضع مهام الأسبوع القادم وما ترى أنه من المناسب ترحيله من مهام هذا الأسبوع غير المنجزة.

إنني سعيدة بوصولك معي إلى نهاية العدد، تخطيط جميل وجيد أرجوه لكم.

إن أعجبك هذا العدد فيسعدني إخباري بذلك، وإن استفدت منه فستزيد سعادتي بمشاركته للآخرين.

وإن كانت ثمة عناوين تحب أن أكتب عنها فيسعدني تواصلك معي لذلك.

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق