عـمـــــــــق - العدد #7

بواسطة مريم الهاجري #العدد 7 عرض في المتصفح
إنني أصيح بكل حب.. انزع الشوكة!!

أتأمل كثيرًا في واقع أحبابي ومن حولي؛ وتبهرني صلابتهم في مقاومة التغيير الذي لم أكن أعرف سبب قوتها! فبحثت في ذلك وخلصتُ إلى نتيجة مؤلمة، وقد تكون في كثير من الأحيان صلبة أيضًا! 

ما خلصت إليه هو أن مخالطة الناجحين تساعدك على أن تكون ناجحًا، وتحفزك؛ مخالطة الأثرياء، والمتفائلين، والإيجابيين والطموحين إنهم كصاحب المسك؛ إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة.

ومخالطة السلبيين والمتشائمين الواقفين في أماكنهم لا يتحركون، هم كصاحب الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة.

وليست المشكلة في مخالطتهم وحسب، بل المشكلة أن الناس لا تحب أن تكتشف تأثير الآخرين عليهم فضلًا عن الاعتراف به! وكأنّ التخدير الذي يعيشونه أهون عليهم من معايشة الواقع المؤلم ومن ثَمَّ العمل على التخلص منه بتغييره!

أترى حينما تنغرز شوكة في قدمك -أجلّك الله- إنّ وجودها مؤلم، وكذلك نزعها مؤلم، ولكننا نسارع في التخلص منها بحثًا عن العافية بنزعها، المشكلة أننا في حياتنا نرفض هذه العافية -دون شعور- خوفًا من ألم النزع، لذلك أصيح بكل حب: انزع الشوكة!!

أنت يا أخي الفاضل لست مجبرًا أن تعيش حياة البؤساء وقد هيّأ الله لك أن تعيش حياةً كريمةً. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:

{المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ}

لازلتُ أتعجّب من القدرة على تغليف العقول وحجبها عن ضوء الشمس الزاهي!!

ربما يرفض البعض قولي بقوة تأثير جلسائه وندمائه ومن يتابعهم عليه ؛ أحترم رفضهم هذا، ولكني سأخاطبكم بقراءة لواقعكم، وتحليل للمثل القائل: الطيور على أشكالها تقع!

عادةً ما تكون هناك قواسم مشتركة شديدة الشبه بين الجلساء والندماء، وسواء كانت قواسم إيجابية أم سلبية، وبما أن الواحد منا يعتريه ما يعتري البشر، فقد يكون في الإيجابي أمور سلبية، وفي السلبي أمور إيجابية، ولكن القاسم المشترك الأكبر يبقى هو المؤثر الأقوى في حياة وشخصية المجموعة شعروا بذلك أم لم يشعروا.

وقبل أن تفنّد -أخي القارئ الكريم- قولي هذا تأمّل في وضعك ووضع جلسائك وندمائك، ما هي القواسم المشتركة الأكبر بينكم؟

هل تتغير حياتك -من خلال علاقتك بهم- إلى الأفضل، أم مكانك سر -كما يبدو لك وهو بالمناسبة غير حقيقي!-

الناس تعتقد أنهم ما لم يتطوروا فإنهم يعيشون في ثبات، في حين أنّ مبدأ التغيير هو المبدأ الوحيد الثابت في هذه الحياة، يقول ابن القيم رحمه الله:

"العبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، وإما إلى أمام، وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتّة".

أحب أن تعي هذا، فلا تتوقع أنك تعيش في ثبات صحي، أو مالي، أو اجتماعي، أو ديني.. إما أن تتقدم خطوة، أو تتراجع للأسف.

لذلك علينا جميعًا العناية بانتقاء الناس في حياتنا، لأنهم يُسهمون بشكل كبير في نجاحتنا وسعادتنا، أو يرسمون لنا ملامح الحزن!! إنهم يؤثّرون في حياتنا -دون وعي منّا- وذلك بزرع القناعات والأفكار، فإما أن يحفزوننا ويدعموننا ويساعدوننا، أو يحبطوننا بتأجيج الشعور السلبي فينا، ألا ترى أن اهتماماتهم تؤثر في اهتماماتنا، ونشاطنا يتأثر بعباراتهم وأفعالهم، وحتى نفسياتنا وأرواحنا!!

حينما يوجد الشخص الإيجابي في المحيط السلبي هنا تكمن الكارثة إن لم ينتبه لها، فهذا الإيجابي ذو الاهتمامات العظيمة، المهتم بتطوير مهاراته والتخطيط لمستقبله، والمكافح لمستقبل عظيم، والذي يعيش في محيط سلبي، يهمّش اهتماماته وطموحاته وقدراته، ويقلل من نجاحاته، ويشعره بل يقنعه بصعوبة ما يحلم به واستحالة تحقيقه، لأن الظروف الصعبة المحيطة به لا يمكن تغييرها.

في الحقيقة هذا المحيط السلبي لا يبقيه ثابتًا في مكانه بل يسحبه إلى الوراء، إنهم يدمرونه وهم لا يشعرون أحيانًا.

إن الناجحين يعرفون أنهم يمرّون بظروف صعبة ولكنهم يتحدونها ويبتكرون طرقًا لتجاوزها والاستمرار في درب النجاح حتى يصلون إليه بتوفيق الله.

كل التحديات التي تواجهك، قد مرَّ بها أُناس أقل إمكانيات منك، وتجاوزوها حتى حققوا أحلامهم. إنهم يثقون بأنفسهم ويشعرون بالمسؤولية تجاه أحلامهم، الأشخاص المسئولون يحققون النتائج التي يحلم بها الآخرون فحسب.

3 طرق تساعدك في التخلص من "مقاومة التغيير":

1- الثقة بالله والتوكل عليه دائمًا، وطلب رضاه.

2- البحث المستمر عن كل شيء سيُمثل نقلة في حياتك ويحقق نجاحك (معلومات، أفكار، تطوير).

3- الإصرار وعدم الاستسلام للصعوبات والمثبطين.

سُئل أحد الناجحين: ما الفرق بينك وبين الناس؟ لماذا أنت الوحيد الذي نجح في محيطك؟

أجاب: لأن معظم الناس كسولين، يبذلون جهدًا بسيطًا ثم يتعبون، كنت أبذل جهدًا مضاعًا وهم مرتاحون، لذلك وصلت وحققت النجاحات فيما بقوا هم في أماكنهم.

تغيير إيجابي جميل أرجوه لكم.. إن أعجبك هذا العدد فهذا مما يسعدني، وإن استفدت منه وساعدك في التغيير فهذا ما أرجوه،، وإن شاركته مع الآخرين لينتفعوا فأنا لك من الشاكرين.

عفاف الأحمد1 أعجبهم العدد
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق