عـمـــــــــق - العدد #5

بواسطة مريم الهاجري #العدد 5 عرض في المتصفح
بما أن السعادة قرار.. هل قررت أن تكون سعيدًا اليوم؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح جديد مملوء بالتفاؤل والأسئلة...

هل مرّ بخلدك يومًا أن صورتك الذاتية قد تصبح صديقًا يدفعك لنجاح منقطع النظير، أو عدوًا يشعرك باليأس والفشل؟!

في الحقيقة.. نعم! وهذا يرجع إلى كيفية رؤيتك لها؛ لأنها العدسة التي من خلالها ترى العالم، فإذا كانت العدسة مشوهة، ستكون سلوكياتك غير مناسبة ومتوافقة مع الواقع والعكس صحيح.

إذًا لتحقيق النجاح، والفوز بالسعادة والرضا، علينا عقد صداقة وعلاقة جيدة مع صورنا الذاتية 😊

كيف حالك يا ذاتي.. كيف أصبحتِ يا روحي الجميلة؟!

هل يكفي ذلك!! هل تكفي عبارات التوكيد الرائعة.. لا بالطبع، الأمر أعمق من هذا.. ولكنه بفضل الله ليس صعبًا، إن قررنا نحن ذلك.

ولتكوين صورة ذاتية جيدة؛ علينا أولًا أن نكون على قدرٍ كافٍ من الوعي بذواتنا.

قد تتساءل: ماذا تقصدين، وكيف نكون على وعي بذواتنا؟ وهل نحن نجهلها فعلاً؟!

لنستوضح أكثر.. تابع معي هذه الأسطر..

ما هو الوعي؟

من أبسط معانيه الانتباه، والمعنى المعاكس للوعي هو "الغفلة"، كالغفلة الدينية حيث يغفل المرء فيباغته الموت دون استعداد كما قال تعالى: (وهم في غفلة)، أو غفلة عن الأفكار في عقولنا، أو غفلة عن المشاعر في دواخلنا، أو غفلة عن السلوكيات التي نمارسها، سواء في النظرات، أو اختيار الكلمات، أو حتى مستوى الصوت، أو الجلوس، أو المشي، أو الهيئة، أو طريقة الأكل أو الكلام.

لماذا يجب أن أكون واعيًا بذاتي فاهمًا لها؟

أكبر نعمة يجنيها المرء من فهمه لذاته هي الوصول إلى السلام الداخلي، فيكون شخصًا متنورًا، ويعيش قلبه في جنة حين وصوله إلى السلام الذاتي، لأنه بذلك سيعيش في سعادة حقيقية بغض النظر عن الظروف والأوضاع الخارجية، وأدل شيء على ذلك ما قاله الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: 

ما يفعل أعدائي بي.. أنا جنتي وبستاني في صدري.. أين ما رحت فهي معي.. أنا حبسي خلوة.. ونفيي سياحة.. وقتلي شهادة.

أي سلام داخلي كان يعيشه رحمه الله حتى لم تؤثر فيه الأحداث العظام التي كان يمر بها؟ لقد كان يمتلك القدر الكافي من الوعي بالذات، إذ لا سلام داخلي بلا وعي. فبالوعي تكون الحياة الحقيقية، وبه نكتشف أن السعادة الحقيقية لا تحتاج إلى أسباب خارجية، لأنها تنبع من السلام الداخلي الذي تنعم به روحك، لذلك ستجد أن أبسط الأمور تجعلك سعيدًا، وأنك ستكون مبتهجًا مشرقًا دائمًا.. وهذا هو ما يبحث عنه كل أحد.. 

فهل نحن ممن يمتلك القدر الكافي من الوعي بالذات لكي نكون سعداء؟

إليك هذا التمرين الذي سنعرف معه -بحول الله- مدى معرفتنا ووعينا بذواتنا.

بعد معرفتك لمدى وعيك بذاتك، قد تتساءل..

كيف أكون واعيًا بذاتي أكثر؟

هناك أمور لابد من معرفتها والعمل بها حتى نحقق القدر الكافي من الوعي بالذات، منها:

1- احترام الحقيقة والواقع، فلا إنكار ولا قمع ولا إسقاط لما نكره، ولا هروب منه، ولا تعويض، بل علينا تقبل وقوعها، وكذا عدم إنكار الحقائق المؤلمة، إذ أن تقبلها والاعتراف بها هو أول خطوة نحو التخلص من قوة سيطرتها علينا.

2- التقييم الدقيق للذات دومًا، والسعي إلى اكتشاف أغوار النفس عن طريق التأمل والبحث.

3- التحرر من الأفكار والمعتقدات الزائفة عن الذات والحياة، فالواعي ليس لديه معتقدات زائفة ولا برمجيات قديمة، وإنما يرى ويفهم نفسه كما هي عليه الآن، بدون أي مؤثرات خارجية.

4- الانفتاح على المعرفة الجديدة وتقييمات الآخرين وآرائهم، مع التمتع بعقلية متفتحة لفحصها، وتقييمها ونقدها؛ لذا تجد الواعي دائمًا في نمو وتطور وتعلم مستمر.

ذاتي والمشكلات حولي

حينما لا يكون لدينا وعي بذواتنا، فإننا نمضي في الحياة بطريقة فوضوية، منتظرين أن تأتي الحلول لمشكلاتنا من الخارج، غير واعين أن الحلول الحقيقية لكل ما نعاني منه تكمن في دواخلنا، فعوضًا عن سعينا اللاهث إلى تغيير الخارج والتعديل عليه، كان أحرى بنا أن نعوّل على دواخلنا حيث يقبع الخلاص الحقيقي.

تبدأ الحلول لكل شيء من حوارك مع ذاتك؛ لذا يجب أن يتحوّل هذا الأمر إلى طقس مميز لديك، وبمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا كحد أدنى.

ومن نافلة القول أن محاولة أن نكون واعين بذواتنا متفهمين لها، مثله مثل أي مهارة نريد اكتسابها، ستكون مرهقة في البداية، لكن مع التوكل على الله والاستعانة به، والصبر والاستمرار سيعيننا الله وسنرى الحياة من منظور أجمل وأفضل يليق بنا 🤩

حياة مفعمة بالوعي أرجوها لكم.

إن أعجبتك نشرتي هذه فأكرمني بإخباري بذلك.

وإن أعجبك هذا العدد فأكرمني بمشاركته.

وأن أحببت أن أكتب عن مواضيع بعينها فيما يتعلق بالذات وتنميتها فاكتب لي بذلك في التعليقات وأبشر بحول الله.

يسرني وصولك معي إلى هنا.. أستودعكم الله.

عفاف الأحمد1 أعجبهم العدد
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق