عـمـــــــــق - العدد #3

بواسطة مريم الهاجري #العدد 3 عرض في المتصفح
"أقصى هزيمة يشعر بها الإنسان، هي أن يجد فرقًا بين ما كان يستطيع فعله، وبين ما أصبح عليه بالفعل!"الأخصائية: نورة الصفيري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء سعيد ومشرق لأرواحكم الطاهرة.. وحياكم الله في العدد الثالث من عـمـــق.

رسالتي اليوم ستكون عميقة نوعًا ما؛ فأرجو قبولها بقبولٍ حسن، كما أني أرسلها لكم إرسالًا حسنًا.

مما يعلمه الكثير -ويغض الطرف عنه- أن قرارات الإنسان وأعماله سواءً في حياته الخاصة، أو العائلية، أو العملية، أو الاجتماعية تدفعها رغبة بالتنفيذ من عدمه. وبناءً على هذه الرغبة تكون أغلب الأعمال، وما الفعل إلا حالة تنفيذ لهذه الرغبة.

فأنا حينما اعتمد نظامًا صحيًا، فلقد سبقت الفعل ومرحلة التنفيذ رغبة باعتماد هذا النظام؛ يدفعها محفزات ترغيب بالحصول على صحة جيدة وقوام رشيق، أو ترهيب خوفًا من الأمراض، عدم اللياقة عند التقدم في السن، أو نظرة الناس -عند بعض الشخصيات التي تحتاج إلى مزيد ثقة_.

إذًا فالرغبة هي الدافع الرئيسي لتنفيذ/ عدم تنفيذ أي عمل، والاستجابة لها هنا طوعية بإرادتنا، وعلى عكسها من ينفذ أمرًا يكرهه ولكنه مجبرًا عليه، فهذه استجابة قسرية لتنفيذ رغبات الآخرين وأوامر الغير.

وهناك نوعٌ ثالثٌ للاستجابة وهي الاستجابة شبه القسرية للمؤثرات الخارجية، كمن لا يقاوم الظروف -التي من الممكن مقاومتها- في سبيل تحقيق أهدافه، فيخضع لتنفيذ رغبات الآخرين، مع أن بإمكانه أن يقول لا.

والعامل الأساسي في ذلك هو أنه إما لا يملك الشجاعة لتحقيق أهدافه، أو رضي باستمرار الحالة التي يعيشها على أن يخرج من منطقة راحته إلى منطقة مثيرة تتطلب شيئًا من الجرأة والقوة في اتخاذ القرار.

فأنت بالاستجابة للمؤثر أو الرغبة تحدد طريقة العمل أو التنفيذ. وكذلك الآخرين؛ طريقة استجابتهم للمؤثر تحدد طريقتهم في التعامل معك أو مع غيرهم أو مع الأحداث (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ).

مثلًا: صديق يحدثك أنه يحبك ويسعى كثيرًا للقائك، لكن الظروف لا تسمح، بينما تجدها -أي الظروف- تسمح أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة أن يلتقي بغيرك ممن يملك نفس ظروفك أنت. فهل ستظل تنتظره أن يتصدق عليك بلقاء أو اتصال؟! (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً). هل يُعقل أن الظروف في كل مرة تمنعه من لقائك على الرغم من شدة حبه لك، ولكنها تتنازل له في كل مرة ليلتقي بغيرك؟ أم أنه اهتم بأمرهم فأعد العدة للقائهم أما أنت فإذا سمحت الظروف!!

وقسْ على ذلك كل أمرٍ تريده.. إن كنت صادق الرغبة والعزيمة في تحقيقه فإنك ستعد له عدة لتبلغه، وإن كنت تنتظر الوقت المناسب لتقرأ كتابًا، أو تزور صديقًا أو قريبًا، أو تبدأ مشروعًا تجاريًا، أو نظامًا رياضيًا أو صحيًا، أو دورة تعليمية، إن كنت تنتظر الوقت المناسب فإنه غالبًا لن يأتي..

إشراقة

الأشخاص المسؤولون هم الذين يحققون النتائج التي يحلُم بها الآخرون فحسب

إن وجدت في رسالتي هذه شيئًا من القسوة فأهديك قول الشاعر:

فقسى ليزدجروا ومن يكُ راحمًا                    فليقسو أحيانًا على من يرحمِ

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق