نشرة أمل عبدالله البريدية - العدد #1

17 يناير 2023 بواسطة أمل عبدالله #العدد 1 عرض في المتصفح
متى ستحين الفرصة ؟

أنا أمل عبدالله، اكتب الان أول تدوينة لي بهدف تحقيق طموح الطفولة في جدارية خاصة للتدوين ونفض الندوب .. ومشاركة الخيالات البسيطة والإفضاء كُل الإفضاء عن هذا الدولاب المتسارع من الأفكار الخيالية التي تجوب هذه المُخيلة المتسعة والمُمتدة كفضاءٍ رَحب ..

متى ستحين تلك الفرصة وتأتي إليّ ؟ دائما ما كنت أنتظر الفرصة في كل أمور حياتي إذ لم أذكر حتى الآن أنني بادرت وارتجلت في اتخاذ قرار او أمر من تلقاء نفسي، بنظري كانت الحياه فرصة وأحداثها تأتي كما هي وكيفما سنحت الفُرص ولكن ! لم أكن اسعى بشكل جدي، كنت امارس الاعتياد والتعايش كنوع من التقبل للحياه ليقيني ان هذا قدر وعليّ ان اقبل به، ولكن هذا يتنافى مع وقع الحياه ويتنافى مع الطبيعة البشرية التي جُبلت عليها وجُبل عليها الإنسان وبعد التفكر الطويل بسير حياتي حتى هذه اللحظة اكتشفت انني مازلت ادور في نفس الدائرة وذات المنطقة "منطقة الراحة" او ما تُسمى بـ الأمان، واعتقد انها مجرد فخّ ..!

فخ له وجه ملائكي، تعتقد من خلاله ان هذه حياتك وانه لابد من عيشها كما هي بدون سعي لأن السعي ضروره عند بعض الاشخاص الذين خلقهم الله بتكوينة مهيأه للسعي والبذل والنجاح ؛ بينما حتى انت وأنا مهيئين اصلا للسعي ولا احد مستثنى مادامت لدينا فرصة الحياة

من السهل جداً تقبل حياتك ولكن من الصعب الشعور بأنها حياه غير مثالية، وانها لابد ان تتغير وتأخذ مجرى آخر ذو معنى تشعر من خلاله بقيمتك، بعد تخرجي وتحديداً تلك الفترة الفاصلة بين حياه طويلة من الدراسة والإلتزامات والواجبات والاحتكاك بالناس والعلاقات المتينة والهشّة الى مرحلة خالية من كل شيء فعلياً، حياه تصحو فيها بلا هدف وتنام بلا هدف .. كنت اعتقد سابقا ان حياه العطالة حلوه، وان الحرية مُنية كل شخص واني لو "بس أتخرج بفللللها" ولكن اكتشفت ان "الفلة" مجرد شهر شهرين او ثلاثة اشهر حتى يضيق بك نفسك، لمّا تشعر بأن قيمتك لاشيء واني لابد أقدم شيء وأعطي شيء واخذ شيء، ان اكون رقم ضمن المجتمع، ان اعيد برمجة حياتي، اول ماشعرت بهذا الشعور رفضته، لكن بعد 3 سنوات من التخرج اكتشفت اني ضِعت، حياه سريعة مرت من التخرج لدخولنا بأزمة كورونا والتي كانت مباشرة بعد التخرج حتى هذا اليوم الذي قررت وبعد امتداد سور المقارنة بيني وبين الاخرين ان أتغير ..

هنا نُقطة مميزة، اذكرها وانا على يقين انها نقطة مُتشاركة بيني وبين احدهم في مكانٍ ما، اللحظة الموجعة والحلوه في آنٍ واحد .. اللحظة التي تكتشف فيها انك مازلت متوقف وغيرك ماض، انك أهم من أي مخلوق كان، ان هذه الذات التي خلّفتها ظروف الحياه مازالت قوية وقادرة على ان تنهض من جديد، رغم الصعوبة والضغوط قادره، لديها حُلم وطموح .. اول ما شعرت بهذا الشعور كان فعليا بعدما قارنت نفسي بغيري، اكتشفت ان وجه المقارنة هذه عادل ان اقارن حتى اتغيّر، وأن أغير هذا الانسان الذي كنته من فتره وأن أصبح أنا .. كان من الصعب، من الصعب ان تنهض وعلى كتفيك ثِقل لكنك نهضت

نهوض لم يكن عادي، او حتى اسطوري .. نهوض مُتثاقل، مازال لدي المزيد من الخُطط حتى انهض بطريقة مثالية وبسيطة بحيث لا تخلّف هذه الطريقة اخطاء قد تكلفني سقوطا مدوياً، ولكن مازلت احاول، وارسم، وأخطط وأكتب وأدوّن وأسجل، فالحياه حلوه وتستحق ان تمضي فيها دونما تأجيل او تسويف ..

كتبتهُ أمل وحُرر بدون تنقيح او مُراجعة .. آمله ان يحوز هذا النص على رِضاك وان يلمس بخفة أملك في الحياه.

مشاركة
نشرة أمل عبدالله البريدية

نشرة أمل عبدالله البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...