مساحة هيفاء ✍🏻 - العدد #1 |
25 يونيو 2025 • بواسطة هيفاء • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
سدف الشمس 🌅
|
|
من تجليّات الضياء، كنتُ — ولا أزال — من أولئك الذين استمالتهم فتنة الإصباح، وسَكَرت أرواحهم بوهج الشمس المتسلّل كأنّه إفاضة سماوية تُغدِق على القلب برداً ونوراً. |
كلُّ إشراقةٍ عندي ليست محضَ تقليبٍ لدورة النهار، بل بعثٌ وجودي يحمل من البهجة ما يعيد ترتيب اليقين في جوارحي. |
كنتُ أتصفّح “التيك توك” في لحظة شرود، استوقفتني مشاهد فوتوجرافية تُؤطّر تسرّب الشعاع الشمسيّ بين تعاريج الأشجار في صورةٍ تنبض بهالةٍ لا توصف. |
ساءلت نفسي: هل لهذا الجمال اسمٌ في لسان العرب؟ |
فإذا بي أعثر على وصفٍ بديع يُكنّى بـ “سدف الشمس”؛ وهو ذاك الوهج اللطيف المتخلّل عبر الفُرج. |
![]() سدف الشمس 🌅 |
وفي معجم الغربة (اللغة الإنجليزية)، صادفتني كلمة "Heliophilia"، وهو مصطلح يصف افتتان المرء بالشمس، وتوقه السرمديّ إلى دفئها وإشراقها. |
وفي سياقٍ موازٍ، يطرأ على ذاكرتي بيتٌ للشاعر البليغ ناصيف اليازجي، جاء فيه نعته للشمس، وتنبيهٌ إلى أن النور — وإن حجبته الأكدار — لا تنطفئ هيبته: |
هَبْ أنكَ الشَّمسُ في الأفلاكِ طالعةً |
هل تسلمُ الشَّمسُ من كَسفٍ وأكدارِ |
والشَّمسُ في برجِها شمسٌ ولو كَسَفَت |
فلا يَحُطُّ عُلاها كسفُ أنوارِ |
للدَّهرِ يومٌ علينا لا يدومُ كما |
يومٌ لنا لم يَدُمْ في حكمهِ الجاري |
لا يلبَثُ الغصنُ عُرياناً بلا ثَمرٍ |
حتَّى تراهُ بأوراقٍ وأثمارِ |
سَيفتَحُ اللهُ باباً ليسَ تعرِفُهُ |
ومنهَجاً غيرَ ملحوظٍ بأبصارِ |
إذا قطعنا رجاءَ النَّفسِ مِن فَرَجٍ |
فإننا قد قطعنا رحمةَ الباري |
التعليقات