الفتيات في طبعهن رقة - العدد #1
|
|
بواسطة هاجر مُصطفىٰ إسماعيل.
•
#العدد 1
•
عرض في المتصفح
|
|
|
|
الفتيات في طبعهن رقة؛ يتأثرن بالنظرة ويؤَولن الفعل والكلمة، قد يضعن الافتراضات على سراب، ويبنين الأحلام على وهم، ويتعلقن باللاشيء الذي لا وجوده له إلا في رؤوسهن.
|
|
ولأن المرأة جُبلت على سرعة الميلان؛ فكان حفظ ديننا لقلبها قائمًا في إبعادها عن مواطن الخِلطة والاحتكاك، وجعل التعامل بينها وبين الأجانب في أضيق الحدود لحاجة ويتجلى المعنى في قوله تعالىٰ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
|
|
والله سبحانه فاطر هذه النفس وعالمها هو أعلم بالذي يستميلها والذي يفسدها والذي يفتنها ويوقعها، ولم يحرم أمرًا أو يضبطه بضابط شرعي إلا لحكمة.
|
|
وقد وقع كثير من الكريمات في زماننا في إشكالية بينة؛ هي وهم التعلق بالصورة، فتجدها تقول: «زميلي فلان في الجامعة يلمح، وعِلان في العمل يبادر، والذي أحسبه على خير في المواقع لديه من الصِفات التي أنتظرها ما لديه». تظل المسكينة على حالها تمني نفسها بأن تصرف فلان استمالة لها، ونظرة فلان رغبة بها وتعريض فلان تمهيد لطريق إليها؛ حتى توقع نفسها في غياهب تعلقٍ مهلك يستنزف منها ما يستنزف ويجثو على روحها جثو جبلٍ على ريشة، وإما أن تظل في أحلامها عمياءً تستجدي فيها أوهامها أو يمن الله عليها برحمته فتفيق من أضغاث الوهم وتتدارك ما بقي لها من نفسها التي أكل من ثباتها الشتات ما أكل.
|
|
وإني لأنصح لكن من فرط ما تداول عليَّ هذا المقام ورأيته رأي العين ينغص على الكثيرات معيشتهن: أن عليكن قلوبكن واتقين الله فيها، واسألن الله من فضله ولا ترمين بأنفسكن إلى التهلكة. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
|
|
#هجيريات.
|
|
التعليقات