نشرة حوار نفس البريدية - العدد # |
24 يونيو 2025 • بواسطة افتتان أحمد • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
اتساق حتى الممات
|
|
اتِّساقٌ حتى الممات |
في تلك الليلة، سكن قلمي، وذرفتْ عيناي. |
كنتُ في سريري واجمة، وشعورٌ وهواجسُ تلاحقني، وتفتُّ عضُدي. |
غادرتُ مرتفعاتي، وتسللتُ إلى داخلي، |
وهكذا وجدتُ! |
وهمستُ: لا، لستُ جبَلًا، |
إنما أنا وتدٌ صغيرٌ، |
سرعان ما تقلعه الريح، |
وتتكسرُ الركائز، وتطيرُ الخيام. |
لا، لستُ جبلًا عظيمًا، فلقد هدّني التقليلُ والتحقير، وبَخْسُ الحقوق، وظلمُ الأنام، والازدراءُ، وقلةُ الاحترام. |
نعم، نحن مأمورون بالتواضع، وخفضِ الجناح، ولكن هذا الزمانَ لا يفهمُ إلا لغةَ الذئابِ وصراعَ الغابات، ولا يفهمُ إلا المصالحَ، والأثرةَ، وتحقيقَ الرغباتِ على حسابِ القيمِ، والمبادئِ، والأخلاق. |
غادرتْ أفكاري، ودخلتُ إلى دواخلي، لأجدَ نفسًا منهزمةً، منكسرةً، محبطةً، يائسةً، باكية. |
دخلتُ أبحثُ عن نفسي التائهةِ المضطربة، سِرتُ يمينًا ويسارًا، وحلّقتُ، وطفتُ في دائرة، باحثةً عن نفسٍ قاست الأهوالَ، وانجرحت من الأشواك، ولكني لم أجدها... ولن أجدها! |
وأخيرًا، سمعتها تنادي، تطيرُ مع السحب، وتلحقُ بالآفاق، وترددُ: هل ظننتِ بي السوء؟ فأنا هنا، أُحلّق في ملكوتِ الرّحمات، وقد عاهدتُ نفسي على الصلاحِ والإصلاح، ولن يُغيِّر الدهرُ خُلُقي، مهما عاثرتْنا الكُرُبات، فلقد عاهدتُ ربي على الاتِّساقِ حتى الممات. |
![]() |
٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ |
٢١ حزيران ٢٠ |
![]() |
التعليقات