أين نجد أفكار التصميم؟

كيف تصير لدي عين فنان؟ وكيف افهم أين أضع الأشكال وكيف أختار الألوان وما إلى ذلك؟

لا تخف، أنا هنا لأساعدك في كل هذا.

لتصنع عين الفنان لديك، عليك التدرب على رؤية التصاميم ونقدها، والتعلم منها.

أما الخطوة العملية الأولى فهي في المحاكاة.

كل فنان بارع، رساما كان أو موسيقارا، فقد أقرّ الجميع أنهم انطلقوا بمحاكاة عشرات الفنانين قبلهم، بعدها استطاعوا الانطلاق في رسم لوحاتهم وتأليف مقطوعاتهم.

أتعلم لماذا؟

ببساطة لأن عقلنا البشري لا يخلق شيئا من العدم، هذا غير ممكن أبدا!

لذلك يعمل عقلنا بنظام تشبيه الأشياء ببعضها البعض، وهذا ما شرحته بإسهاب نظرية الجشطاليت في علم النفس، وهذا أحد مبادئها الأساسية، مبدأ التشابه.

كم مرة رأيت شيئا جديدا، آلة مثلا، انت لم يسبق لك أن رأيت مثلها، أول شيء تفعله لتفهم ما هي، تحاول البحث بتقليبها بين يديك عن أي شيء يشبه شيئا تعرفه من قبل، فإن كانت فيها دائرة كبيرة شبهتها بالكاميرا، وإن كانت مسطحة مثلا شبهتها بالماوس وهكذا.

لو تفكر قليلا كيف أنت تفهم الأشياء من حولك، ستعرف كيف عليك أن تقوم بها.

الآن لتتعلم عليك أيضا أن تبتكر أشياء شبيهة بأشياء أصلا موجودة من قبل.

ارشح لك وبقوة موقع بيهانس، معرض معروف للتصاميم الجميلة وغيره الكثير: كبينتريست.

اختر أي تصميم منها وحاول محاكاته، غير فيه ما تريد، ولكن حاول أن تستخرج منه بعض الأفكار لتنطلق منها.

عندما تتعلم المحاكاة، عقلك سيتعلم طريقة ذكية في تعامله مع التصاميم.

سيحاول كل مرة يرى تصميما، أن يفكر كيف يمكنه استعمال بعض أجزائه في تصاميمه، ويبدأ عقلك حينها في تخزين العديد من الأفكار التي يراها في تصاميم الآخرين.

وعندما تنطلق أنت في تصميم تصاميمك من الصفر، يكون لديك مئات الأفكار في رأسك والتي تستطيع بدمجها مع بعضها خلق تصميم أنيق لا مثيل له، وستستطيع أيضا ابتكار أفكار جديدة بمزج بعض الأشكال والأفكار وهكذا.

هذه هي حقيقة صناعة الفن.

لا أتذكر بالتحديد، إن كان صاحب المقولة بيتهوفن أو موزارت، حيث يذكر أنه قال وبصريح العبارة أن كل ما ألفته هو في الحقيقة مقاطع كنت قد سمعتها من قبل، فقط قمت بجمعها وتركيبها بطرق مختلفة وغيرت ما رأيت أنه علي تغييره من اجل الحفاظ على النغمات وهكذا.

وهذا أمر يؤكد عملية صناعة الفن التي ذكرتها في الأسطر السابقة.

الحقيقة أن هذه أوّل مرة أكتب فيها هذه الأشياء بهذا العمق وهذا التفصيل، والصراحة أيضا، على الرغم من أنني ذكرتها لعشرات الأشخاص من قبل، لكل من طلب استشارتي أو لأعضاء أندراس خلال تدريبهم.

لكنني سعيدة ان هذه الفرصة قد جمعتني بكم لأخبركم بما يجول في عقلي، وتكتشوفوا نظرياتي وفلسفتي البسيطة في عملي.

أتمنى أنني فعلا قد ساعدتكم.

في درس الغد سنتعلم كيف نحقق دخلا مربحا ومستداما من ممارسات التصميم البسيطة.

إلى ذلك الحين، أستودعكم الله

د. شروق بن مبارك | مؤسسة مجتمع أندراس التدريبي

زرّ موقعنا الرسمي

تابعنا على تويتر/ X

تابعنا على لينكد ان

شاهد ما نقدمه من ورشات على قناتنا على يويتوب

انضم لمجتمعنا واشترك معنا.