صلاتك صلاتك - العدد #12

بواسطة أحمد محمد #العدد 12 عرض في المتصفح


لقراءة المقال بتنسيق أفضل من هنا 

تكرار الكلمة أثناء الحديث أو الخطاب يدل على أكثر من معنى منها :

1-التوكيد

2- التهويل

3- التعظيم

حينما يتحدث أحدهم عن الصلاة تجد أنه يكرر الكلمة أكثر من مرة مرات متتالية لأن الكلمة تشرح مضمونها ومبتغاها .

يالله فقط كلمة الصلاة كفيلة بتحريك كثير من الأشياء بداخلك ومنها حلاوة الصلاة والوقوف بين يد الله عز وجل .

كلمة الصلاة كفيلة بزجرك عند التقصير والتخاذل في أدائها .

كلمة الصلاة هي من أجمل وأبلغ الكلمات .

الله أكبر عندما تبدأ في الصلاة معلناً إنشغال القلب والروح والعقل بخالقه ,

الله أكبر من كل أمر ومن كل هم ومن كل عمل ومن كل شيء .

الله أكبر هي رحلة صفاء ونقاء لروحك ولجوارحك .

الله أكبر هي أجمل لحظات العمر عندما تقف بين يدي خالقك .

الله أكبر من ضعفي وعجزي وكسلي .

كان الحبيب صل الله عليه وسلم إذا أحزنه أمر أو أصابه الهم لجأ إلى الصلاة , وكان يقول صل الله عليه وسلم أرحنا بها , "وكأنَّ دُخولَه فيها هو الرَّاحةُ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةٍ للهِ تعالى وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ" .

وفي الحديث روي عنه صل الله عليه وسلم أنه قال "وجُعِلَ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاةِ" "وهذا بيانٌ لعظيمِ محبَّتِه لها؛ وذلكَ لِما فيها مِن القُرْبِ مِن المولَى عزَّ وجلَّ؛ فلا شيءَ يُسعِدُه ويُدخِلُ عليه السُّرورَ بمِثْلِ ما تُدخِلُ عليه الصَّلاةُ؛ فقُرَّةُ العينِ يُعبَّرُ بها عنِ المَسرَّةِ ورؤيةِ ما يُحِبُّه الإنسانُ".

الصلاة هي الحبل الوثيق بينك وبين الله وهي أول ما تحاسب عليه فإذا صلحت صلح سائر عملك وإذا فسدت فسد سائر عملك.

للأسف في بعض الأحيان تكون صلاتنا مجرد حركات لا أكثر , فالشيطان يأخذه حقه منها , والتفكير يأخذ حقه منها , وكثرة الحركة تأخذ حقها منها , فماذا بقي لك من صلاتك !.

قال الله تَعَالَى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، وقال تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5].

1/1074- وعن ابنِ مسعودٍ قالَ: سَأَلتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِها قلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: بِرُّ الوَالِدَيْنِ قلَتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الجهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ متفقٌ عليه.

2/1075- وعن ابنِ عمرَ رضيَ اللَّه عنهما قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: بُنِيَ الإِسَلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه، وأَنَّ مُحمدًا رسولُ اللَّهِ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمضانَ متفقٌ عَلَيهِ.

3/1076- وعنهُ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ الناسَ حتَّى يَشْهدُوا أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَة، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلُوا ذلكَ عَصمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وَأَمْوَالَهمْ إِلاَّ بحقِّ الإِسلامِ، وَحِسَابُهْم على اللَّهِ متفقٌ عَلَيهِ.

وقال الشيخ إبن باز رحمه الله في شرح الأيتان والأحاديث الثلاثة "فهاتان الآيتان مع الأحاديث الثلاثة كلها تدل على عظم شأن الصلاة، وأن الواجب المحافظة عليها والتواصي بها لأنها عمود الإسلام وأول شيء يفقد من الإسلام، فالأمر عظيم، ولهذا قال جل وعلا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، وقال تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5] دل على أن الذي لا يقيم الصلاة لا يخلى سبيله بل يقتل، وقال جل وعلا: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، وقال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، وقال : إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:19-23] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۝ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج:34، 35]، وقال جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ [المؤمنون:1-4] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۝ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:9-11] فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بالصلاة وإقامتها والمحافظة عليها في أوقاتها مع الطمأنينة فيها والخشوع فيها وعدم العجلة لأنها عمود الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة فالواجب على كل مسلم أن يعتني بها وأن يحافظ عليها، ولما سئل ﷺ أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها فأفضل الأعمال بعد التوحيد الصلاة على وقتها، كونه يؤديها في الوقت كما أوجب الله هذا أفضل الأعمال بعد الشهادتين أن تؤدى الصلاة في وقتها، قلت: يا رسول الله ثم أي؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله وهذا يبين لنا عظم شأن بر الوالدين وأن برهما عظيم حتى قرنه بالصلاة، فالواجب على كل مسلم أن يبر والديه وأن يعتني بذلك، ولذا أوصى الله بذلك في كتابه العظيم في مواضع كثيرة قرن الوصية بالوالدين مع الوصية بالتوحيد وترك الشرك وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36] فالإحسان للوالدين من أهم الفرائض، ثم الجهاد في سبيل الله لما فيه من إعلاء الدين وقمع المشركين وإظهار شعائر الإسلام.

الحديث الثاني

والحديث الثاني: يقول ﷺ: بني الإسلام على خمس يعني على خمس دعائم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هذا الركن الأول وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت فالإسلام الذي هو دين الله كما قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19] دين الله مبني على هذه الأركان الخمسة: الشهادتين وهما أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، الشهادة بأن الله المستحق للعبادة، وإفراده بالعبادة دون كل ما سواه، والشهادة بأن محمدًا عبد الله ورسوله، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، هذه أركان الإسلام الظاهرة، وأركانه الباطنة المتعلقة بالقلب: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، فلا بدّ من هذا وهذا، لا بدّ من إيمان القلب بالله وأنه ربك وإلهك الحق ومبعودك الحق، والإيمان بملائكة الله وكتبه المنزلة على الرسل التي أعظمها القرآن والإيمان بالرسل والملائكة، والإيمان بالقدر أن الله قدر الأشياء وعلمها كل شيء بقدر الله الخير والشر قدره وعلمه، وأمر المؤمنين بتوحيده وطاعته ونهاهم عن الشرك به ومعصيته، وأعطى العقول والأسماع والأبصار والأدوات حتى يعمل المؤمن بما يرضي الله ويبتعد عما يسخط الله سبحانه وتعالى.

فالصلاة شأنها عظيم وهي أعظم الأركان وأهم الأركان بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، فالواجب على المسلمين العناية بها والمحافظة عليها، ويقول عليه الصلاة والسلام: أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر.

الحديث الثالث

حديث ابن عمر كذلك مثل ما تقدم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام فالذي يترك الصلاة دمه هدر يجب على ولاة الأمور أن يستتيبوه فإن تاب وإلا قتل، لهذا قال تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، وقال ﷺ: نهيت عن قتل المصلين، وكان عمر يكتب إلى عماله ويقول : (إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع)، ويقول عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، ويقول ﷺ أيضًا: العهد الذي بينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر فالواجب على المؤمن أن يعتني بذلك مع أهله وأولاده وجيرانه لا يغفل يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6] ومن أعظم الوقاية أن يستقيموا على الصلاة وأن يحافظوا عليها، هذا من أسباب الوقاية، وأن يقوم ولي أمرهم عليهم بذلك حتى يكون هذا الجهاد من أسباب وقايتهم من عذاب الله.

وفق الله الجميع، ولا حول ولا قوة إلا بالله."

فالصلاة شأنها عظيم وعلينا الإهتمام بكل الأمور المتعلقة بالصلاة , ولاتكن فقط مجرد حركات نجهل الكثير عنها ولا نؤديها حق أدائها .

مشاركة
نشرة الثلاثاء البريدية

نشرة الثلاثاء البريدية

كل يوم ثلاثاء .. أفكار .. إلهام .. خواطر .. تساؤلات .. والكثير من كل بستان

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة الثلاثاء البريدية