رمضان والبدايات الجديدة - العدد #8

دائما قبل بداية شهر رمضان المبارك , يكون الجميع متحمس لإنجاز بعض الأمور العالقة لديه , أو بداية خطط جديدة , ويكثر الحديث عن هذا الأمر في وسائل الإعلام من حيث أن رمضان فرصة للانطلاقة القوية لأي أمر في حياتك 

فالبعض سيبدأ ممارسة الرياضة وآخر سيبدأ رحلتة في قراءة الكتب وأخر سيبدأ بإنقاص وزنه ورابع سيبدأ بحضور دورة تدريبية , وأحدهم سيعكف على كتابة خطة حياته وتجهيزها . 

جميعهم على حق وأشد على أيديهم لأن بركة شهر رمضان متعدية الأثر وهو من المواسم التي ينتظرها الجميع .

لكن أشد ما أخشاه أن يشتتك هذا الأمر عن العيش مع القرآن الكريم وتدبره والغوص في آياته والإرتواء من بركته وفضله , فشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم .

ما أجمل أن يكون لك طريقتك الخاصة مع القرآن الكريم في شهر رمضان .

مثلا أن تراجع حفظك , تحفظ بعض السور , تقرأ بعض تفاسير الآيات وأوصيك بتفسير الشيخ السعدي رحمه الله فهو بسيط وواضح في لغته , الإستماع إلى تفسير بعض السور , تكون لك أكثر من ختمة خلال الشهر , التدبر والعمل به . 

الأمر واسع في ذلك وكل شخص ومقدرته وما تفضله نفسه .

رمضان شهر التسابق إلى الله والمنافسة للحصول على برضوانه وعفوه والعتق من النار , أري الله منك ما يحب خلال هذا الشهر , ولا تتشتت في بعض الأمور فإنه لا يزال لديك بقية أشهر السنة ورمضان مرة واحدة في السنة .

أكثر من النوافل وأكثر من الدعاء في كل حين ووقت واجعل لسانك دائما رطبا بذكر الله , فتارة إجعل لك نصيباً من الإستغفار وتارة من الحمد والشكر , وتارة من قول لا إله إلا الله وتارة من الحولقة , وإبحث عن الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

عش مع القرآن الكريم وأعطيه النصيب الأكبر من يومك خلال هذا الشهر , وجزٌء تلاوتك ومدارستك للقرآن الكريم خلال يومك لكي لا تستثقل نفسك الأمر وتلهيك بالتأجيل حتى ينتهي اليوم .

ما أجمل أن يأتي عليك العيد وأنت قد أديت حق هذا الشهر فحينها ستكون فرحتك ليست ككل الأعياد , وسيكون الأمر متعدي على بقية حياتك .

فكر في الأمر وقم بتأجل الأشياء التي يمكن تأجيلها إلى بعد شهر رمضان وعش مع القرآن الكريم واستغل كل ثواني هذا الشهر فأنت لا تدري كيف سيكون رمضانك القادم .