الاحتراق الوظيفي: عندما يصبح العمل مصدراً للألم

30 نوفمبر 2025 بواسطة نظام التخطيط العبقري #العدد 166 عرض في المتصفح


تشير الإحصائيات إلى حقيقة مقلقة: واحد من كل ثلاثة موظفين يعاني الاحتراق الوظيفي.

هذا الرقم الصادم يطرح سؤالاً جوهرياً: لماذا أصبحت المعاناة جزءاً لا يتجزأ من تجربة العمل؟ وكيف تحول النشاط الذي يمثل مصدر الرزق الأول والهوية الاجتماعية للكثيرين إلى مصدر للألم والإرهاق؟

قد تتبادر إلى الذهن إجابات سهلة: المدير السيئ، بيئة العمل السامة، ضغط المهام اللامتناهي.

رغم أن هذه العوامل الخارجية حقيقية ومؤثرة، إلا أن التنقل بين الشركات نادراً ما يكون الحل الجذري، فالدراسات تشير إلى أن نسبة الشركات التي تتمتع ببيئة عمل صحية بالفعل لا تتجاوز 5%. إذن، المشكلة أعمق من مجرد تغيير المكان.

ما هو الاحتراق الوظيفي حقاً؟

الاحتراق الوظيفي ليس مجرد شعور بالإرهاق، بل هو حالة من الاستنزاف العاطفي والجسدي والعقلي الناجم عن التعرض لضغوط مطولة ومفرطة. يُعرّفه الخبراء من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية:

1. الإرهاق الكامل: شعور بالاستنزاف التام للطاقة، حيث يصبح النهوض من السرير للذهاب إلى العمل تحدياً بحد ذاته.

2. التجرد والتشاؤم (Cynicism): حالة من الانفصال الذهني عن العمل، والنظر إليه بسلبية وازدراء، وفقدان أي شعور بالانتماء أو الشغف أو المعنى.

3. تضاؤل الكفاءة المهنية: شعور متزايد بعدم الإنجاز، والشك في قيمة العمل الذي تقوم به، والإحساس بأنك لم تعد فعالاً كما كنت.

عندما تجتمع هذه الأبعاد الثلاثة، يتحول الموظف إلى إنسان يعمل بلا روح، ويصبح العمل مصدراً للألم بدلاً من أن يكون مصدراً للمعنى.

أين تكمن المشكلة الحقيقية؟ أزمة الوعي الداخلي

المشكلة الحقيقية لا تكمن في العالم الخارجي فقط، بل في عالمنا الداخلي. إنها أزمة وعي متعددة الأبعاد:

  • غياب الوعي بالذات: عدم فهم قيمك الحقيقية، حدودك الشخصية، وما الذي يحفزك بالفعل.
  • غياب الوعي بقوانين العالم: الجهل بأنظمة الحياة وكيفية تفاعل الأسباب والنتائج.
  • غياب الوعي بالمشاعر: العجز عن فهم مشاعرك وتسميتها والتعامل معها بصورة صحية.
  • غياب الوعي بالآخر: سوء فهم الديناميكيات البشرية والعلاقات المهنية.
  • ضيق الأفق في مفهوم الحياة والوجود: حصر الهوية والقيمة الذاتية في نطاق الوظيفة والترفيه فقط، مما يؤدي إلى هشاشة نفسية شديدة، حيث يصبح أي تهديد للوظيفة تهديداً للوجود بأكمله.

هذه الحياة الضيقة، التي نبحث فيها عن توازن وسعادة مؤقتة، لا تنسجم مع قوانين العالم ولا تمنحنا الصلابة لمواجهة التحديات.

الحل يكمن في التحول نحو الحياة الشاملة

الحياة الشاملة هي حياة تبحث عن المعنى من خلال فهم مجالات الحياة المتعددة وتحديد الأولويات الحقيقية. في هذا النموذج، ندرك أن المعاناة ليست شراً مطلقاً، بل هي فرصة لتحقيق رسالتنا وإيجاد المعنى. غياب هذا الفهم هو ما يولد الشعور بالملل والرتابة، أو التوتر والقلق الدائم.

انضم إلى ورشة العمل "التخطيط للحياة الشاملة"

  • يوم الثلاثاء 02 ديسمبر. 
  • الساعة 6:00 مساءً. 
  • بتوقيت مكة المكرمة.
انضم لمجموعة الواتساب الخاصة بورش العمل
مشاركة
نظام التخطيط العبقري

نظام التخطيط العبقري

المخطط التقليدي لديه أهداف ويخطط، ولكنه لا يحقق ويشعر بالقلق واللاجدوى وغير راض عن حياته. مع "نظام التخطيط العبقري" ستتحول إلى المخطط العبقري الذي ينجز بشغف وانغماس، ولديه تركيز عال، ويعيش حالة من الرضا.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نظام التخطيط العبقري