الصندوق 🧰: أنت لست مميزًا .. ولا حتى أنا!

بواسطة عباس صحراوي #العدد 1 عرض في المتصفح
والآن -بربك- أخبرني: هل وجدت طريقة تعارف أغرب من هذه؟ 🤓

لم أرغب قط في إنشاء علامة تجارية شخصية. هل ستتجه كل هذه الأنظار نحوك؟ هل سيختبئ الكارهون وراء حسابات مجهولة؟ هل سيحكم الغرباء على أي خطأ ويلصقونه بشخصيتك؟

لا شكرًا.

تغيّرت نظرتي عندما أطلقت وكالة (نكتب لك) للتسويق بالمحتوى عام 2016. أصبحت مسؤولًا عن إدارة مدونة الوكالة وحساباتها على شبكات التواصل والعملاء (ونشرتها البريدية الآن). باختصار: أصبحت وجه العلامة التجارية.

وصدقني: بعد 8 سنوات وعشرات العملاء، لم يفاجأ أحد .. أكثر مني! إذ لا يمكنك تخيّل روعة شعور أن تنعكس الدروس -التي اكتسبتها بشق الأنفس- نتائج مذهلة في مواقع عملائك.

ولكن بينما أعترف بنمو قاعدة عملائنا، فأنا أدرك تمامًا الحقيقة المرّة: لا أحد يهتم.

ولا حتى أنت، عزيزي القارئ

بمجرد الانتهاء من قراءة هذا العدد، ستنتقل إلى تطبيق آخر وتنسى على الفور ما قرأته للتو. ستعود إلى التمرير السريع، وتنجز بعض المهام، و(آمل) أن تلعب مع أطفالك أو تقابل أصدقاء قدامى لتناول العشاء.

أقول هذا لأنه من السهل جدًا أن ننشغل بعوالمنا الرقمية الصغيرة:

  • تنشر تغريدة وتهنئ نفسك -سلفًا- لتجاوزها 5000 إعجاب (ولكن في العالم الحقيقي، تطلب منك زوجتك إفراغ غسّالة الأطباق).
  • تخيب آمالك، وتنتهي حياة التغريدة بإعادة تغريد وحيدة .. من حساب خاص لا يمكنك رؤيته؛ تريد الانزواء في غرفتك (لكن تذكّرك زوجتك أنك لم تُفرغ غسالة الأطباق بعد).
  • تظل في العالم الافتراضي لبعض الوقت، وتبدأ في رؤية المعايير الاجتماعية. يطابق دماغك الأنماط ويفك شفرة التفاعلات. وربما يبدأ -حتى- في بناء الافتراضات: [تمت إعادة مشاركة هذا المنشور 100 مرة ⬅️ لا شكّ أنه مفيد للغاية] - [يُتابع هذا الشخص 30,000 متابع ⬅️ من الواضح أنه جدير بالثقة]

دون أن ندرك، نبني قصة كاملة من منشور أو تغريدة. 

تلك الفتاة [المؤثرة] التي يحبها الجميع، وبالتالي ستبيع أي منتج بمجرد "مراجعتها" له. وذاك [يوتيوبر] مخضرم، تنهال على فيديوهاته الإعجابات من كل حدبٍ وصوب، أنا متيّقن أنني لو استثمرت معه 1000$، فستعود عليّ بـ 10,000$ على الأقل!

وأنت؟ البطل الذي يهاجمه المنافسون، المرة تلو الأخرى، لكنه يقف لهم بالمرصاد.

لكن كل هذا ليس حقيقيًا. إنها قصة لم تكن تعلم حتى أنك اخترعتها.

أنت مجرد شخص عادي منحني فوق لوحة المفاتيح. تحب المشي لمسافات طويلة ولكنك لا تفعل ذلك كثيرًا، وتحب الآيس كريم ولكنك تريد مراقبة وزنك، ونسيت تفريغ غسالة الأطباق مرة أخرى.

أنت لست مميزًا..

ولست أحد هؤلاء المحتالين، "محاضريّ التنمية البشرية"، ممن يبيعونك الوهم في باقاتٍ مدفوعة.

أنا صديقك. ومن واجب الصداقة عليّ أن أخبرك بالآتي:

توقف عن اللعب وفقًا لقواعد خيالية واتباع معايير اجتماعية غريبة على الإنترنت. عالمك الرقمي ليس المسرح الذي تعتقد أنك تقف عليه، ولا يوجد ضوء مسلط نحوك.

أريدك أن تكون أكثر تسامحًا مع نفسك ومع المجتمع الرقمي. أودّ لو تسمح لذاتك الحقيقية بالظهور. وحينها -فقط- سترى أن امتلاك علامة تجارية شخصية ليس مخيفًا على الإطلاق.

ما علاقة العلامة التجارية الشخصية بزيادة مبيعاتك؟

سأُطلعك على الإجابة .. إنما في العدد القادم.

***

من داخل الصندوق 📩

نعم. أنت لا تحتاج لأفكار من خارج الصندوق؛ بل لما في داخله مما أثبت فعاليته.

واليوم، سأقدم لك استراتيجية محددة تساعدك على كتابة نص تسويقي أفضل لـ:

  • موقعك الإلكتروني.
  • صفحات مبيعاتك.
  • حساباتك على شبكات التواصل.
  • أعداد نشرتك البريدية.

إذًا، ماذا لدينا في الصندوق من نصائح تسويقية؟ … ممم .. "اكتب كما تتحدث" و "اكتب كما يتحدث عملائك"

بما أنه اللقاء الأول بيننا، فلا أعلم صراحةً كيف تتحدث صديقي!لذا سأركز على النصيحة الثانية؛ فرغم من أننا نسمعها كثيرًا، لكنني أفترض أنك تتساءل "كيف أفعل ذلك في نصي التسويقي؟". 

"هل أستخدم مصطلحاتهم أو لغتهم الدارجة؟ وماذا لو استخدموا كلمات بسيطة فقط وأردت أن أبدو شخصًا عميقًا؟"

أسئلتك جيدة. وإجاباتي باختصار:

  1.  "نعم" 
  2.  "استخدم كلمات بسيطة إذن".

دائمًا ما أُردد لعملائي (ولنفسي في المرآة): 

يبدأ النص الجيد من فم عميلك، لا فمك.

مبدأ تعلمته من تجربة شركة Groove في مضاعفة نسب التحويل 100%. وأودّ لو نطبّقه سويّة على موقع الشركات المليارية في السعودية: لوسيديا Lucidya.

أفردت المنصة صفحة مستقلة -بعنوان "قصص شركاء النجاح"- لآراء عملائها. فإليك النقاط التي أبحث عنها:

  • هل استخدموا جملًا قصيرة أم طويلة؟
  • هل استخدموا اللهجة الدارجة أو أي مصطلحات خاصة؟
  • كيف أشاروا إلى خدمة الشركة؟
  • هل استخدموا علامات ترقيم معينة (مثل علامات التعجب)؟
  • ما الكلمات التي تكررت؟
  • كيف تحدثوا عن المشاكل التي تجاوزوها بفضل خدمات الشركة؟

عبارات "النص التسويقي الجيد" حرفيًا

لنأخذ الإشادة المٌشار إليها، ونسلّط الضوء على بعض عبارات "النص التسويقي الجيد". 

أرى إحداها في جملة [مزايا متقدمة وذكية وسريعة]؛ يمكن أن يكون هذا عنوانًا جيدًا.

يمكننا رؤية كيف أكدّ العميل على قوة "الأداة". فلم يستخدم مصطلح (برنامج) مثلًا. قد يبدو هذا بديهيًا، لكن العديد من الشركات تخطئ في استخدام المصطلحات، فتخسر مَن يستخدمون المصطلح (الشائع) على محركات البحث.

يستخدم العميل جملًا طويلة، وكذلك باقي العملاء. لذا، سأكتب جملًا كاملة ووصفية حول الميزات والفوائد.

الشيء الأخير الذي سأُشير إليه: لا أرى الكثير من المصطلحات الدارجة، وإنما وصفًا مميز ًا [تفرّدها بمزايا ___ ]، وتركيزًا على [تطوير المنصة]. وهذا يُنبئ بمواجهته صعوبة في التوافق مع منصات أخرى؛ تلك نقطة جديرة بالاهتمام إذًا.

سأتوقف هنا. فهدفي أن أعرض لك طرقًا يمكنك من خلالها تحليل مراجعات العملاء للمساعدة في كتابة نص تسويقي مؤثر.

📬 تذكر
هناك الكثير من جواهر النص في مراجعات العملاء. احرص على استخراجها عندما تودّ [الكتابة كما يتحدث عملائك].

***

ماذا وجدت داخل القرص المرن 💾؟

لا شيء يمنحك نشوة أكثر من بناء إطار عمل مميز، لدرجة أنك تستمر في تطبيقها لشهور أو حتى سنوات بعد إنشائها. صحيح؟ 😌

وقبل بضعة أيام، وجدت ضمن ملفاتي القديمة (*) إطار عمل للتسويق بالمحتوى استخدمه منذ عام 2018 وحتى الآن. أسميه [لذيذ]، وآمل أن تأخذه وتقولبه مع احتياجاتك بمجرد الانتهاء من القراءة. أما استغرابك من الاسم، فسيزول خلال لحظات..  😉

تذكير سريع بأهمية إطار العمل للمحتوى

يتألف إطار العمل Framework من الأفكار والمعلومات والمبادئ التي نستخدمها للتخطيط أو حسم قرارنا بشأن شيء ما. باعتبارك مسوقًا بالمحتوى، يمكنك استخدامه كبوصلة لإعادة توجيه جهودك وجهود فريقك عندما تحتاج إلى:

  • تحديد أي المحتوى (ضروري) وأيّه (مُستحسن).
  • إلزام نفسك -والآخرين- بقواعد محددة.
  • تحرير / تقديم ملاحظات على عمل الآخرين.
  • إضفاء الاتساق على قطع المحتوى المختلفة.

كما ترى، يوفر عليك إطار عمل المحتوى الوقت، ويساعدك على توضيح وجهتك، ويحافظ على وحدة الجميع؛ وهذا بدوره يجعل عملك (وحياتك) أسهل.

إطار العمل [لذيذ]

مجموعة من أربعة مبادئ تضمن أن تحقق كل قطعة محتوى -مهما كان طولها وصيغتها- أهدافك التسويقية. 

فالـ"لام" تعني: لبيب، و الـ "ذال" : ذكي، أما الـ "ياء" فتعني: يسير، وأخيرًا الـ "الذال" بمعنى "ذاتي".

1. لبيب

📌 المبدأ: اعتمد على خبرتك -أو خبرة متخصصي المجال الذي تعمل معهم- لتزويد جمهورك بالمعلومات المحددة التي يحتاجون إليها. استخدم معرفتك لتوقع اسئلتهم وفجواتهم المعرفية. احرص على ألّا يبحثوا عن مصطلح ذكرته، أو يتساءلوا بينهم: "ماذا تعني هذه الكلمة؟"

💡 مثال عملي::

ما عليك تجنبه: لا تستخدم مصطلحات عامة أو غامضة أو ترسم صورة غير كاملة تجعل جمهورك يشك فيما قد تقصده:

ما عليك فعله: أزل الغموض واملأ الفجوات. قارن غموض الفقرة أعلاه بخصوصية الفقرة أدناه، حيث استخدمنا خبرتنا في تحليل السيو -والتي نراها بشكل متكرر- لكتابة أمثلة على المشاكل التي لا يحلّها (مُحاطة باللون الأخضر):

2. ذكي

📌 المبدأ: امنح محتواك أعلى مستوى فائدة بحيث يساعد جمهورك على أداء شيء مهم بالنسبة له. لا تتركه يتسائل "حسنًا، ولكن كيف أفعل هذا بالفعل؟"؛ اشرح لهم الأمر.

💡 مثال عملي::

لقد نشرنا مؤخرًا دليلًا شاملًا لفهم وتحسين محركات البحث (SEO) للمبتدئين. وأضفنا في نهايته مصادر تعلّمه بالاسم (مُسطّر بالأخضر أدناه):

3. يسير

📌 المبدأ: ادخل مباشرة في صلب الموضوع. وتجنب المصطلحات غير الضرورية والتعبيرات الاصطلاحية والتفاصيل المملة. ويتلخص الأمر في هذا: احترم جمهورك ووقته، لا تجعلهم يعملون لفهمك.

تحذير: على عكس اسمها، فإن هذه الخطوة هي الأصعب. تتطلب كتابة محتوى مُحكم ومدروس بعمق جهدًا عظيمًا. لا تسمح لأحد بخداعك/إخبارك بخلاف ذلك!

💡 مثال عملي::

فيما يلي أحد الخطّافات hooks المفضلة لدي التي عملت عليها مؤخرًا: لصفحة بيع كورس التسويق بالمحتوى 

كان من الممكن أن يكون أكثر إطنابًا، لكنه يدخل مباشرة في الموضوع ويرسم صورة كاملة في 3 أسطر فقط. لا تدع بساطته الظاهرة تخدعك، فقد استغرق نصف ساعة كاملة من التنقيح والتعديل للوصول إلى هذه الصيغة!

4. ذاتي

📌 المبدأ: استخدم صوتك وخبرتك الفريدة لإنشاء تواصل مع جمهورك. اجعل كل قطعة محتوى تبدو بحيث يستحيل أن تصدر إلا منك.

💡 مثال عملي:: 

يعتمد مفهوم "الذاتي" بشكل كبير على العلامة التجارية وعلى شخصيتك الفريدة. توجّهت بوكالة (نكتب لك) نحو السوق العربي في وقت رآها الجميع: خطوة عديمة الفائدة. لذا، إن صادفت مدوّنًا يُعبّر بحرقة عن مظلومية المحتوى العربي وكُتّابه، فهناك احتمال بنسبة 97% أنك تعرف من هو 😉

خلاصة الخلاصة: إطاري لإنشاء محتوى لذيذ كما ترى. كلما عملنا مع عميلٍ عزيز، أسأل نفسي: هل المحتوى [لـ.ـذ.يـ.ـذ]؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأعلم أننا نسير على النحو الصحيح؛ وإذا كانت الإجابة بالنفي، فأعلم -بالضبط- ما عليّ إصلاحه.

هل ستجربه؟

(*) تعلم أن لا أحد يستخدم الأقراص المرنة بعد الآن! 😋 

***

ألعابي القديمة 🧸

***

صندوق الصندوق 🗳

هل نحن أصدقاء حقًا؟ 👈👉

أقصد .. هل تأذن ليّ بطلب؟ .. بالأحرى، هو سؤال، وأريد إجابته فعلًا: هل أعجبك العدد؛ بحيث تشاركه مع أصدقائك؟

محمود ماهر (مدير نشرة ماهر)1 أعجبهم العدد
مشاركة
الصندوق 🧰

الصندوق 🧰

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الصندوق 🧰