فُصحاء العرب.. حين كانت الفصاحة مقامًا

6 مايو 2025 بواسطة ابتهال احمد الغامدي #العدد 1 عرض في المتصفح
مرحبًا بك في “هُنا العربية”في هذا العدد، نُصغي لصوت أولئك الذين كانوا إذا نطقوا أدهشوا، وإذا قالوا سادوا… فُصحاء العرب

في عدد هذا الأسبوع، نطوي صفحة من التاريخ ونفتح أخرى من الإلهام: قصة الفصاحة حين كانت تاجًا لا يُهدى إلا لمن يستحقه.

في زمنٍ كانت فيه الفصاحة دليل الحكمة، وجواز المرور إلى قلوب الناس ومجالس السادة، وُلد أولئك الذين إذا نطقوا أدهشوا، وإذا قالوا أنصفوا، وإذا جادلوا غلبوا.

كانوا يُعرفون بفصحاء العرب.

لم تكن الفصاحة عندهم زخرفَ قولٍ، بل شهادة صدق، ومرآة عقل، وسلاح نجاة في سوق الحياة.

خذ مثلًا: قس بن ساعدة الإيادي، من أوائل من خطب على المنابر. يقف في سوق عكاظ ويقول:

“أيها الناس، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت… في السماء خبر، وفي الأرض عبر. ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضَوا بالمقام فأقاموا؟ أم تُركوا فناموا؟

وفي زمن الخلافة، يقف الحُطيئة أمام عمر بن الخطاب، فيُطلق بيتًا يظل حيًّا:

“ماذا تقول لأفراخٍ بذي مَرَخٍ… زُغبُ الحواصِل لا ماءٌ ولا شجرُ؟”

فيعفو عنه عمر، وتنجو رقبة الشاعر ببيتٍ واحد.

الفصاحة كانت فنًا لا يُدرّس، بل يُتنفّس.

سليقة لا تُجامل، وصوتُ قبيلة، وسِمة هوية.

في “هُنا العربية”، نعيد تذكير أنفسنا بأن الفصاحة ليست من الماضي.

إنها ما تبقى لنا من نورٍ في زمن الضجيج.

سؤالنا لك:

مَن مِن فُصحاء العرب الذين ترى أن حكايتهم تستحق أن تُروى أكثر؟

شاركنا ردك، وربما نكتب عنه في عددٍ قادم.

هُنا العربية تمدّ يدها إليك، لا لتُمتحن في اللغة، بل لتُبصر بها أكثر.

مشاركة
نشرة هُنا العربية البريدية

نشرة هُنا العربية البريدية

أنا ابتهال الغامدي اكتب هُنا عن العربية هويةً وأدبًا و ثقافة، احكيها واحكي عنها حتى تبقى هُنا و هُناك حيه.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...