نشرة طاهر البريدية - العدد #17 |
بواسطة طاهر • #العدد 17 • عرض في المتصفح |
بسيط جدا، يلبس ما وجده من الثياب، أعطيه ثيابي ويلبسها، ينتعل أي حذاء، ولا يغير الحذاء حتى يستهلكه، لا أذكر أنه كوى ملابسه عند المكوجي، يكتفي بما تفعله أمي تجاه الثياب، يعتمر غترة العطار، ولديه نظارة ذهبية استحال إطارها إلى الفضي.في صغري كنت أتذكر أنه كان يحمل زجاجة صغيرة لكلونيا “بترا” وعندما اختفت من السوق استبدلها بدهن عروق الخس.كان أبي يجلس في مجلسنا الصغير، ببابه الخشبي المشقور من المنتصف ينتظر الضيوف، جالسا على زولية حمراء وطنية سحلت بسبب الضيوف والشمس، قبل أن أدخل المجلس أضع حذائي النظيف بجوار حذائه الشرقي الذي تظهر عليه آثار دمنة من حلقة الغنم، أمامه براد الشاهي الأصفر ودلة السيف النحاسية وتمر صفري، ويقلب بين يديه كتاب لعاتق البلادي ليتأكد من معلومة تتعلق بقبيلة هذيل، ثم يأتيه أثناء ذلك بعض أعيان الحارة لمشورته في قضية تتعلق بحل مشكلة ما، أو إصلاح بين الناس.
|
|
كان أبي - طاهر الزهراني6aher.com |
التعليقات