نشرة نجوم الثُريَّا البريدية - العدد #4 |
بواسطة مرام العوفي • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
حديث الصمت
|
|
![]() |
إن الصمت هو الصوم عن الكلام والحديث المسموع، إن الصمت فن إن اتقنته ابدعت في كلامك، الصمت متعة في زمن الفوضى، انه ينبوع من السكوت اللامتناهي الذي يدع الروح في تألق، وثبات وشموخ.إن الصمت أفضل حديث وأفضل سكوت وأحسن جواب، إن للصمت جمائل عديدة، منها أنه مدعاة للراحة، وأفضل صديق، وأرقى وسيلة للرد على الكلام. إن الامان يكمن بالصمت، بالصمود أمام الكلمات، الصمت هو الصديق الذي يحضر مبكرًا كلما فقدت الكلمات. ومن لا يشعر بصمتك لا يفهم حديثك.إن الفرد لا يندم ابدًا على صمته ولكنه يندم على كلامه، على تعبيره ، على إجابته عن أمور كان من المفترض عندها السكوت.للصمت لغة فريدة، ابلغ من المفردات، فإن اخترت الصمت لغةً كان لك نصيرًا. إن كثيراً من الأشياء تجبر المرء على الصمت، منها الواقع المرير، والمجتمع المتخلف، والفهم الخاطىء للآخرين، والندم على الأفعال. إن قلة الحديث يخلف من وراءه الحكمة والفوز بالجدال مهما كانت النتيجة، إن الصمت يقهر الآخرين عندما يريدون إجبارك عن البوح. إن الصمت أروع صفه قد يتصف بها الإنسان بالوقت المناسب والحدث المناسب، إنه يدعك تتفوق مهما كان موقفك. إن حضر الصمت مات التبرير. وإن أبلغ لغة لفهم الصمت هي العيون، فالعيون تفهم بمجرد النظر إليها، إنها تبرر الموقف، ولغة الجسد أيضًا، فاليدين قد تدلك على موقف الشخص من توتره او ثقة العالية بنفسه، إن حركة الجسد تدعك تفهم موقف الشخص من عدمه، والصمت ضمان للقوة. إن وقفت الكلمات في حلقك، غير قادرة على الإفلات من الخنقة، فلا مفر لها في العبور او الولوج في الفم من اجل إخراج تنهيدة معبرة. يجعلنا ذلك نكره الصمت ونشمئز منه. إن الصمت هو الصديق والعدو بنفس اللحظة، انه يقف في صفك يومًا وفي يومٍ آخر هو يصفعك.. |
التعليقات