لماذا على المستقلّ العربي العمل بصفة موظفٍ لدى الشركات لبعضِ الوقت؟

بواسطة يونس بن عمارة #العدد 9 عرض في المتصفح
إليك 6 أسباب وجيهة

هذه العدد برعاية نشرة ذا مورننق برو (اضغط الرابط واشترك بها فهي تستحقّ)

إن كنت تريد أن تظلّ متقدمًا على غيرك في الاطلاع على مجال المال والأعمال ومستجدات التقنية وما يدور بين صنّاع الاتجاهات الرائجة، مع معلومات قيّمة ونافعة وروابط تؤدي لمقالات ثريّة، وكل ذلك لن يكلّفك إلا خمسَ دقائق من وقتك صباح كل يومٍ و0 دولار تكلفة: لا تفكّر مرتين، انضم لثلاثة ملايين شخصٍ آخر واشترك في نشرة ذا مورننق برو سيرسلون لك كل صباح ملخصًا موجزًا ودقيقًا عما يحدث في العالَم ويجدرُ أن تعرفه. 

الوظيفة والعمل الحرّ

قرأتُ مرة في موقع ريديت أن أفضل طريقة لتكون مديرًا ممتازًا هو أن تتذكر أمنياتك لمّا كنت موظفًا عن ما كنتَ تريد لمديرك أن يكون عليه، ثم لمّا يمنّ الله عليك وتكون مديرًا أنت ذاتك كُن بتلك الأوصاف التي تمنيت أن يكون عليها مديرك… إلا أن…

إلا أنّ... ماذا؟ تسألني... فأجيبك:

إلا أن الكثير من المستقلين العرب لم يمروا بالوظيفة العادية لدى الشركات وهذا نقص. 

لماذا هو نقص؟ لهذه الأسباب الوجيهة بنظري. 

في ملّتي واعتقادي من المفترض أن يقضي المستقل العربي بعض الوقت في العمل لدى الشركات، أي شركة كانت، فإن لم يجد وظيفة فليأخذ تدريبًا عمليًا (Internship)، فإن لم يجد فليتطوع معهم. 

تابع القراءة لتعرف الأسباب لكن قبل المتابعة لنتحدّث قليلًا عن راعي العدد:

تُريد هجر الشبكات الاجتماعية لكن لا تريد أن يفوتك شيء ذو بال من الأخبار المهمة؟ تحدثتُ في مقالي كيف أستخدم الشبكات الاجتماعية بحيث لا تؤثر على إنتاجيتي ولا حالتي النفسية؟ عن قوة النشرات البريدية في إبقائك مطلعًا على المستجدات دون التعرّض لصداع الشبكات الاجتماعية.

ومن هذه النشرات الممتازة: نشرة ذا مورننق برو (Morning Brew)، وهي نشرة بريدية يومية تُبقيك مطلعًا -وبها مسحة من التسلية والمرح- على أهم ما يجري في العالم. والأجمل: مجانية 100%.

اشترك في نشرة Morning Brew الآن -اضغط على اسمها في النصّ.

هذا العدد برعاية نشرة ذا مورننق برو

هذا العدد برعاية نشرة ذا مورننق برو

6 أسباب وجيهة لتقضي وقتًا بصفتك موظفًا قبل خوض عالم العمل الحر

في وقتنا الحالي، وفي ظل رغبة استقالة الموظفين من وظائفهم؛ ودعوات صارخة حماسية بأن تكون مدير نفسك، وإغراء كلمة "مستقل" بتضمنها معنى الاستقلالية سيكون من الصعب تقبل دعوتي لقضاء وقت في العمل لدى الشركات. 

لكن هذه هي النصيحةُ الأجدر أن تُتبع ذلك أن المستقل العربي لا سيما في بداياته لن يكون مستقلًا إلا بالاسم فقط فهو -وعلى مدار سنوات- سيعاني من:

  1. العملاء السيئين وهم مرحلة معروفة في بدايات أي مستقل
  2. تأمين تدفق مستمر من العملاء لكسب ما يكفي من المال 
  3. المعاناة في التسويق لذاته 
  4. ضعف شبكة علاقاته المهنية

ومعنى أن تكون مستقلًا بحقّ هو وصولك لمرحلة يمكنك قول لا فيها والتعامل فقط مع الشركات والأفراد في مشاريع تستهويك؛ هذه هي الاستقلالية بحقّ. وهي للأسف ليست في متناول جملة وافرة من المستقلين والمستقلات العرب. 

وها هنا أزعم أن العمل في إحدى الشركات عاملٌ -من بين جملة عوامل- يوصلك للاستقلالية الحقة التي تنشُدها. 

فيما يلي أدناه ستّ أسباب وجيهة لتتوظف لفترة من الزمن لدى إحدى الشركات: 

لا يعرف طعم الحلاوة من لم يذق طعم المرارة 

معظم الذين يفهمون نعمة شيء هم من فقدوه؛ أما إن كنت مستقلًا من أول يوم فأنت لن تعرف بصورة عميقة ما يعنيه سوء الإدارة والإحساس بأنك مُجرد مُسنن في ماكينة الشركة الضخمة إلا إن جرّبت ذلك؛ فإن جربت المرارة والسجن الوظيفي قدّرت الحرية والحلاوة حقّ قدرها، والامتنان والشكر الذي ستشعر به وقتها سيجعلك منيعًا ضد المتاعب النفسية ويقوّي صحتك العقلية ومقدار صمودكَ.

الأمور الإدارية: التقارير، الفواتير، أوراق العمل، العقود 

نستطيع تسمية هذه الشؤون بـ"المواد المملة"، فالشركة تقوم بها نيابة عنك غالبًا، وقد تستخدم الشركة التي تعمل لديها برنامج CRM أو أحد أدوات تنظيم عمل الفرق مثل Trello، إن لم تكن تعلم ما معنى CRM أو أول مرة تقرأ فيها عن أدوات تنظيم عمل الفِرق: فهذا ما نحكي عنه بصفته أحد منافع العمل لدى الشركات. 

ولن أشرح لك ما هو الـCRM لكن إن كنت عملت في شركة تستخدمه، واستقللت بنفسك ولمست بحق قوة مثل هذا البرنامج فأول ما ستفعله في أول يوم في حياتك بصفتك مستقلًا سيكون البحث في غوغل بعبارة Personal CRM.

أرأيت الآن ملمحًا من منافع العمل لدى الشركات؟

التعامل مع الآخرين، العمل ضمن فريق 

غالبَ الأمر أن من مُغريات العمل بصفة مستقل أنه يتيح لك أن تبقى انطوائيًا مع نفسك وألا تخرج من منطقة الراحة، لكن التعامل مع الآخرين من غير العملاء والعمل ضمن فريق من أهم المهارات التي ينبغي أن تضيفها لعُدّتك وهذا ما توفره الشركات. 

وحتى وإن لم تكن تحب التعامل مع عدد كبير من الناس ولا العمل مع فريق فإنك في ارتقائك لسلّم الاستقلالية وذيوع صيتك وحُسن سمعتك ستطلب منك الشركات مثلًا تدريب مجموعة من موظفيها أو حضور لقاءات عمل أحد فرقها العاملة على المشروع الذي تعاقدوا معك لإنجازه.

أخذ لمحة عما يدور في شركة عملائك المستقبليين 

إن عملائك لن يكونوا أفرادًا فحسب، بل قد يكونون شركات، صحيح أنها قد تكون شركات صغيرة ومتوسطة في البداية لكن قد يتعامل معك أصحاب الشركات الكبيرة، والعمل في أحد الشركات يعطيك لمحة أساسًا عن كيف تُتخذ القرارات وتُمنح المشاريع وعن طبيعة الإدارة فيها، وهذا ما يجعل التعامل مع الشركات الأخرى والتعاقد معها مستقبلًا سهلًا يسيرًا عليك ذلك أن لديك معرفة ودراية بما يحدث "داخلها" إلى حدٍ ما. 

شبكة علاقات مهنية فعالة 

أثناء قضائك وقتًا في العمل لدى إحدى الشركات احرص على تكوين صلات طيبة بزملاء عملك ومدراءك وعملاء الشركة. 

حتى لو استقلت لاحقًا من الشركة، أبق على هذه الصلات حيّة قوية، بالسؤال عليهم، وذكرهم في محتواك بالخير، وإهدائهم إن استطعت وما إلى ذلك من ضروب البرّ والخير فأن تكون إنسانًا يحب الآخرون التعامل معه نافع كذلك في عملك بصفة مستقل.

ومنفعة شبكة العلاقات معروفة إذ تتيح لك الحصول على أعمال ممتازة ومشاريع مُجزية وتُبقي حسابك البنكي موجبًا ومعنوياتك مرتفعة فنحن البشر على أية حال نحب -بين الحين والآخر يقول الانطوائيون معترضين عليّ- التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.

صقل المهارات وخروجك من منطقة الراحة وتوسيع مجال معرفتك وحصيلة معلوماتك 

لا ريب أن عبارة "العمل تحت الضغط" مرّت عليك، وفكرة أن يضغط عليك المدير ويكلفك بمشاريع كثيرة وأخرى خارج مجالك، مع أنها في البداية تبدو مريعة وسيئة ومرهقة نفسيًا وبدنيًا إلا أنها إن لم تستمر لفترات طويلة (إذ أنك لن تقضي حياتك كلها في تلك الشركة على أية حال) وكانت صعبة لكنها معقولة على أية حال: تُعزز من مهاراتك وتكشف لك عن ملامح من نفسك وقدراتك لم تكن لتُكشف لولا هذا الضغط من العمل.

وسنلخص منافع هذا السبب في نقطتين:

  • عند إنجازك مهامًا صعبة في مجالك في ظرف قصير ستكتشف بالقسر: طرقًا مختصرة لفعل الأشياء وأدواتً لتسهيل الأمر عليك: استغلها فأكيد أنك لست المستقل الوحيد في العالم الذي ينجز مثل تلك المهام ولا ريب أن هناك مستقلًا آخر لحظ المشكلة ووفّر لها حلًا يختصر الوقت والجهد، إن وفّرها بثمن اشترها لا بأس وأضفها لفواتير الشركة بعلم المدير. وهذا من منافع الشركات. فكثير منها توفّر دورات وأدوات وورش عمل وما إليه مجانًا لك.
  • عندك إنجازك لمهام خارج مجالك طلبها منك المدير: ستستكشف ميادين أخرى، وتتعلّم (بسرعة) وتطبّق ما تعلمته مما يجعلك بعد الخروج من تلك الشركة مستقلًا أكثر جذبًا للعملاء ويعزز ثقافتك ومعرفتك ويزيد من معلوماتك.

بنهاية المقال قد تقول اقتنعتُ نسبيًا بالعمل لدى شركة قبل أن أستقل كليًا بتقديم خدماتي، كم أظلّ موظفًا فيها؟ يعني ما كم المدة الكافية؟ 

الإجابة المختصرة: من عامين لخمس سنوات. 

الإجابة المفصلة: تختلف حسبَ المجال وتخصصك. لذا أوصيك باستشارة من سبقك في تخصصك وكان مستقلًا فتسأله فيجيبك بالفترة الدقيقة. لكن عمومًا هي ما بين العامين لخمسة. 

شكرًا للقراءة، وأخيرًا اشترك في نشرة ذا مورننق برو لدعم ما أصنعه من محتوى.

ألقاكم في العدد المقبل إن شاء الله. 

مشاركة
نشرة يونس

نشرة يونس

في هذه النشرة سأشارككم كل شهر تقريبًا مستجداتي في العمل والحياة. أدير حاليًا مجتمع رديف الرقمي المخصص لتعليم الكتابة على الإنترنت وتبادل الخبرات والمعارف.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة يونس