كيف تنتقل من التشتت والتوهان إلى وضوح الوجهة وتجلّي الغاية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بكم يا أصدقاء.

لمن التحق بنا حديثًا: شكرًا للاشتراك، ولمن لا يعرفني بعد: أنا يونس بن عمارة، مؤسس مجتمع رديف وهو مجتمع لتعليم الكتابة والترجمة وأساسيات العمل الحرّ عبر الإنترنت. هذه قصتي: رحلتي من جحيم البطالة والتيه إلى فردوس العمل الحر ووضوح الرؤية؛ وهذه سيرتي الذاتية: يونس بن عمارة.

هذا العدد كتبته خصيصًا للمشتركة حديثًا معنا في مجتمع رديف: الأستاذة شهد، بارك الله فيها. 

اشتركوا أنتم أيضًا في مجتمع رديف لأننا نعتني بكل أسئلتكم واستفساراتكم اعتناء خاصًا ونوليها أعظم اهتمامٍ وانتباه في عصر ذاكرة السمك الذي نعيشه.

وصلتني الآونة الأخيرة استفسارات كثيرة عن التشتت، وعدم وضوح الوجهة، وهي حالة طبيعية في عصرنا. ولديها حلّ وسأعرضه لك في هذا العدد من النشرة إن شاء الله.

☣️ 6 أسباب للتشتت 

بعد تدريبي المباشر الشخصي لأكثر من مئة شخص بحمد الله في فنون مختلفة من: كتابة المحتوى، وتقنيات تحسين محركات البحث، وإدارة المجتمعات الرقمية وتسيير تجارة قائمة على المحتوى. خلصتُ إلى أن أسباب التشتت ما يلي:

1. كثرة المصادر: أي طوفان المعلومات والخيارات الذي نعيشه
2. أفكار مسبقة خاطئة عن المجالات: لكل مجال وجه مظلم لا يريه من يبشّر به غالبًا فيطلب المرء وجه المجال الحسن ولا يحب أن يعرف وجهه المظلم
3. عدم وجود حمية معلوماتية تحدد ما يستهلكه المرء
4. التسويف والمماطلة 
5. عدم تنظيم الوقت
6. عدم وجود لا مصفوفة قيم ولا أهداف وفق منهج سمارت

وإليك 👇

🗝️ 6 حلول لكل سبب من أسباب التشتت

1. كثرة المصادر: اشترك في رديف. وخُذ حصتك الخاصة معي وألزم نفسك فقط بالمصادر التي أرشدك لها لا غير. وتجاهل سواها إن أردت الفلاح
2. غيّر وجهة نظرك بشأن المجال الذي تودّ دخوله: اعرفه على حقيقته: كل المجالات متعبة بمرور الوقت، ولا يوجد مجال ليس له وجه مظلم، وما من مجال تنبت فيه النقود فوق الأشجار. لكل مجال محاسنه ومساوئه
3. اتبع حمية معلوماتية وإليك كيف تفعل ذلك: كيف تستخدم الشبكات الاجتماعية بأقل قدر ممكن من التشتت وتستخلص منها أكبر قدر من المنفعة؟
4. تجاوز التسويف والمماطلة بقراءة هذا المقال: وصفتي [التي قد لا تنفعك] للقضاء على التسويف
5. نظّم وقتك جيدًا بهذه الطريقة: لماذا طرق التخطيط والتنظيم لا تعمل معك؟ جرّب هذا لعلّ وعسى!
6. أنشئ لنفسك مصفوفة قيم وأهدافًا وفق منهجية سمارت

✔️ لماذا حلّ رديف للقضاء على التشتت يعمل ومُجدٍ حقًا؟

الجواب لأن كثيرًا من الطلبة عانوا من هذا وحُلَّت مشكلتهم بالاشتراك في رديف. 

ودعنا نأخذ مثالًا واقعيًا هو الأستاذ هارون بوكي. هارون بوكي كاتب محترف الآن لديه العديد من العملاء من خارج دولته (اللهم بارك وزد) ولديه ثقة فيما يقدّمه الآن ويعرف جيدًا ما يريد أن يعمل عليه وما لا يريد أن يعمل عليه. هارون بوكي مشترك في رديف ونفخر بوجوده معنا. 

تواصل معي الأستاذ هارون بوكي وكانت أشدّ مشكلة يعاني منها هي التشتت، وبعد الاشتراك في رديف وبعض الحصص معي. اتضحت الصورةُ وانطلق في دربه في العمل الحرّ مسترزقًا بمهاراته القيّمة في رصف الحروف. 

إليك تجربته بأنامل الأستاذ هارون بوكي نفسه 👇

والآن لنتحدث عن 👇

🧹 كيفية التخلّص من التشتت من ناحية كتابة المحتوى واختيار مجالك فيها

الإجابة المختصرة في هذه الصورة. صممتها بكانفا (إن قررت الاشتراك في برنامج كانفا اشترك عبر رابط إحالتي وشكرًا للدعم).

👨‍🏫 شرح الصورة

• المشروع: المقصود به أي قطعة محتوى 
• مرشّح الواقع: يعني نشرها في المنصة التي تنشط فيها الآن
  
• النتائج: هي من تحدد أي مسار تكمل فيه فإن حصلت سلاسل تغريدك على تفاعل وصفقات أكثر من تغريداتك ذاتها، كثّر من سلاسل التغريد
  

🧰 كيفية التطبيق 

1. اختر 10 أنواع من أنواع المحتوى من هذه القائمة: ليس هناكَ نوعٌ واحدٌ أو نوعين أو ثلاثة من المحتوى: إليك مئة نوع من أنواع المحتوى مع أمثلة عربية
2. إن لم تكن تعرف كيف تكتبها اشترك في رديف كي نعلّمك أو تعلّمها ذاتيًا عبر الإنترنت. لكن رديف أفضل
3. انشر ما كتبته فيها في المنصة التي تنشط فيها الآن. مثل تويتر أو لينكدإن أو فيسبوك…إلخ
4. حلّل النتائج من تبويب التحليلات في المنصة التي تستخدمها، ونوع قطع المحتوى الذي حقق لك أكثر تفاعل وتواصل في الخاصّ وصفقات وفرص عمل امضِ فيه قدمًا

🤔 لماذا تعمل هذه الطريقة؟

لأن تجارب البشر ودراساتهم خَلُصَت إلى هذه الطريقة. على سبيل المثال ولكي تعرفَ شركة تيك توك ميولاتك وماذا تريد من محتوى ماذا تفعل أول ما تسجّل لديها؟ 

وفي سياق حديث: أطلق مؤسسا تطبيق إنستغرام كيفن سيستروم ومايك كريجر تطبيقًا جديدًا اسمه أرتيفاكت (لا زال بالدعوات وعندي 4 دعوات متاحة فاشترك عبر الرابط للوصول المباشر لتطبيق أرتيفاكت).

يترجم فيسبوك رسميًا كلمة فيد (Feed) بـ "الموجز" وهي ترجمة موفّقة. إذن ترجمة ما في الصورة أعلاه من تطبيق أرتيفاكت: 

يمنح تطبيق أرتيفاكت نفسه فسحة من الوقت للتعلم وحتى تقرأ نحو 25 مقالًا كي يفهم ما تريد أن تستهلكه من محتوى نصيٍّ، وهو يفعل ذلك حتى مع أنه عندما تشترك فيه لأول مرة يفرض عليك اختيار 10 مجالات (ولا يقبل أقل من 10) لك اهتمام بها.

طَوَّر خوارزميات هذه التطبيقات أناس أذكياء ولا شك وأُنفقت فيها مبالغ ضخمة، بالمثل وبالطريقة أعلاه من نشر عدد من أنواع المحتوى والمضيّ قدمًا مع ما أفلح منها ستزيح عن كاهلك عقبة كؤودا اسمها التشتت والتوهان وضبابية الرؤية.

💡 المغزى من أني أحكي لك هذا أن تلك الخوارزميات ومع أنها دُرّبت على كميات لا حصر لها من البيانات وأُنفق في تطويرها المليارات، إلا أنها لا زالت بحاجة لفهم كل إنسان وفق تفضيلاته، وهي لا تحقق هذا إلا بالتجربة. 

فأنت كذلك:

• لن تعرف حتى تُجرّب 
• الفعل ترياق الشكّ والحيرة والتشتت ففعل واحد فقط وإن قلّ (مثل نشر تغريدة أو تعليق أو المشاركة بمساحة صوتية في تويتر) سيقشع عنك جحافل من جيوش القلق والتشتت والتفكير المفرط والضباب الفكريّ

ونختم بميم من الحكيم حزلقوم 😂

أراكم في العدد المقبل إن شاء الله.