كيف توسّع حقل معارفك الشخصية بصفتك عاملًا حرًا؟

بواسطة يونس بن عمارة #العدد 16 عرض في المتصفح
وكيف يساهم ذلك في جذب المزيد من العملاء؟

مقدمة من يونس

مرحبًا يا أصدقاء. كاتب هذا العدد هو الزميل المتميز طارق ناصر. بارك الله فيه وقد كتبَ هذا الموضوع خصيصًا لنشرتي وبناء على طلبي وهو نافع وُمثرٍ وعمليّ.

راعي عدد هذا الشهر موقع إنجليزي من المملكة المتحدة عبارة عن حاسبة رهن عقاري، الحاسبة متقدّمة بالفعل وهي أداة لا يستغني عنها أي مهتم بالعقارات نظرًا لنفعها العميم.

هذا العدد برعاية mortgagecalculator.uk

هذا العدد برعاية mortgagecalculator.uk

تلقّي الرعايات من الأجانب شيء طيّب. لكن أريد أن أتلقى رعايات أكثر من الشركات العربية والعرب من الأفراد. بالتالي إن كنت صاحب شركة أو منتج ولديك ما تقوله لنحو ألف شخص من المهتمين بصناعة المحتوى والكتابة وريادة أعمال المحتوى والعمل الحرّ فإن نشرتي هي المكان الأنسب لذلك. تصفّح ملف رعاية محتواي هنا وردّ على الرسالة إن كنت مهتمًا بالموضوع.

الآن دون إطالة لأمنح الكلمة للأستاذ طارق ناصر.

كيف توسّع حقل معارفك الشخصية بصفتك عاملًا حرًا؟

لعل أول سؤال يطرحه الذي ينوي دخول عالم العمل عبر الإنترنت، هو كيف أجد زبائنًا لخدماتي؟ وهو سؤال في محله، لأنك بصفتك شخصًا جديدًا في الميدان، لا أحد يعرفك، أنت فقط الذي يعرف أنك كفؤ في مجال معيّن، ومستعد لمساعدة العملاء وتلقي أجر مقابل ذلك.

لكن دائمًا في مجال العمل الحر، البداية صعبة. أو لنقل في جميع المجالات، البداية هي أصعب شيء. أن تبدأ مسيرتك بصفتك عاملًا حرًا من الصفر أصعب من أي مجال آخر.

في هذا العدد سنتحدث عن بعض النصائح العمليّة البعيدة عن الهراء لكي توسّع حقل معارفك الشخصية لإيجاد عملاء باستمرار.

سلّط الضوء على نفسك

بما أنك في الإنترنت، فواجب عليك أن تنضمّ لجميع المواقع المتاحة التي تجد فيها أشخاصًا من نفس مجالك. هذا فقط؟ لا طبعًا، لو كان الأمر بهذه السهولة لما كتبت هذا العدد.

أن تنضم إليها + أن تكون نشطًا فيها.

الانضمام وحده لا يكفي، طبعًا عليك وضع اسمك الشخصي وصورتك والنبذة التعريفية الخاصة بك، نعم يجب أن تهتم بهذه الأمور جيدًا، لكنها غير كافية. الفعالية في هذه المنصات هي ما يصنع الفارق.

كيف تكون نشطًا وتبرز نفسك؟

إليك بعض الطرق:

  • إضافة تعليقات وردود مفيدة ومساعدة للغير في المنشورات أو الاستفسارات التي تتقاطع مع اهتماماتك والمجالات التي يمكنك أن تقدم المساعدة فيها.
  • المساهمة بمنشورات ثريّة وأيضًا مساعدة الآخرين، والأهم أن تكون في مجالك الشخصي وما تبرع فيه، لكي يعرف الناس أنك فلان الفلاني المتخصص في مجال كتابة المحتوى مثلًا.

هذه الأمور قد تبدو بسيطة، لا تأخذ من وقتك الكثير ربما، ولا الكثير من الجهد أيضًا، لكنها ذات أهمية كبيرة خاصة عندما تداوم عليها ولا تتوقف عن كونك نشطًا وبارزًا في الأماكن المناسبة.

في القريب العاجل أو الآجل، سيكون هناك شخص في مكان ما في هذا العالم الفسيح بحاجة إلى كاتب محتوى، ثم يجلس فوق كرسيٍّ في زاوية ما ويفكر في شخص معيّن يمكنه كتابة المحتوى ومساعدته في هذا الأمر.

هذه اللحظة هي أثمن اللحظات التي تأتي بثمارها، لأنك إذا سلّطت الضوء على نفسك كفاية، فلن ينساك الناس بسهولة، وعندما يرون اسمك سيربطونك بالمجال الذي ربطت به نفسك.

ففي تلك اللحظة سيتذكركَ شخصيًا لأنه كان يتابع جديد منصة كورا مثلًا، وكنت أنت تنشط هناك وتنشر نصائحك حول الكتابة، وتساعد الآخرين قدر المستطاع لكي يدخلوا هذا المجال بسهولة.

مساعدة الآخرين والإجابة على استفساراتهم تمنح للآخرين شعورًا أنك شخص معطاء وطيّب ولا تبخل والكثير من الصفات الحسنة الأخرى، بدون أن نعرج على أن مساعدة الغير تعود عليك بالنفع دنيويًا (سعادة وشعور طيب للنفس) وأخرويًا (أجر مكتسب)، والعميل بصفة عامة يفضّل أن يتعامل مع شخص متعاون وذو صفات حسنة، لا العكس.

اُترك أثرًا طيبًا على العميل

بعد أن تحصل على عميلك، هنا أنصحك أن تكافئ نفسك بشيء ما، لأنك قضيت شوطًا كبيرًا وجنيت ثمار ما كنت تفعله في المدة الماضية من تسليط للضوء على نفسك.

هنا تبدأ رحلة أخرى، ومهمة أصعب يجب أن تكون متميزًا فيها أيضًا، وأن تبذل قصارى جهدك فيها، وهي أن تجعل العميل لا ينسى جودة عملك.

كيف يمكنك ذلك؟

يحب أن تتقيد بالمهمة المطلوبة بجميع تفاصيلها، لا تنسى شيئًا منها، ولا تسأل كثيرًا حول مدى أهمية تلك التفصيلة أو غيرها من التفاصيل، عادةً ما يحب العميل أن يرى النتيجة كما يريدها هو دون نقصان. قد تعتبر ما قلته الآن أمرًا بديهيًا، لكنني تعلمته شخصيًا بالطريقة الصعبة.

تلقيتُ عرضَ عملٍ في بداياتي بصفتي عاملًا حرًا حول إعادة صياغة مقالات باللغة الإنجليزية ونشرها بالعربية، إعادة الصياغة تتضمن ألا تتقيد بالنص الإنجليزي حرفيًا، لكنني قمت بالعكس وتقيّدت به.

 كان صاحب العمل يقول لي: "أقوم بالكثير من التعديلات على عملك"، ما يعني أنني لم أتقيد بالمطلوب وأنك جعلت العميل يقوم بعمل مضاعف رغم أنه يدفع مالًا من أجل توظيفك. 

وفي العناوين، كنت أكتب عناوين ذات صياغة لغوية جميلة، لكن المطلوب كان هو تحسين المقال لكي يظهر على محركات البحث، وذلك يتضمن أن تضع الكلمة المفتاحية أولَ كلمةٍ في العنوان، لا تهم إن كانت الصياغة سيئة إذا ما بدأت بالكلمة حسب رأيك، لأن رأيك أصلًا لا يهم كثيرًا عندما تتلقى عملًا ما، ما يهم هو أن تتقيد بجميع التفاصيل التي طلبها العميل.

أنهى العميل عمله معي في المنتصف دون أن نكمل المطلوب، كنت حينها لا زلت أعتبر العميل مخطئًا وأنا المحق في الموضوع، ولكن مع مرور الوقت أدركت أن رأيك وما تريده أنت يجب أن تتركه جانبًا عندما تتلقى عملًا ما، وأن تتقيد بالمطلوب كما هو دون نقصان. 

فوق هذا، يجب أن تبهره بجودة عملك، أن تراجع المقال المطلوب جيدًا، تقرأه أكثر من مرة، تصحح الأخطاء بعناية، وتبذل كل جهدك لتقديم أفضل ما يمكنك تقديمه في ذلك المقال. والمقال هنا مثال فقط لأننا بدأنا سلسلة الأمثلة بمجال كتابة المحتوى.

عندما تفعل ذلك ويسعد العميل بالنتيجة، فاعلم أنك في غالب الأحيان قد تحصلت على عرض خاص مقدم من السماء يتضمن: عميلًا وفيًا لك + بعض العملاء الآخرين.

مهلًا، ماذا تقصد؟

"عميلًا وفيًا لك" يعني أنك قد أضفت إلى حياتك شخصًا سيطلب منك المزيد من الخدمات مستقبلًا خاصة إذا كان شخصًا يحتاج إلى الكثير من المساعدة، صاحب شركة مثلًا أو صاحب موقع أو أيًّا كان.

فأنت هنا بإبهارك له أصبحت خياره الأول مستقبلًا، وقد تصبح صديقه في حالات أخرى، لأن العملاء يعرفون جيدًا أن السوق مليء بالنصّابين والأشخاص الذين يقدمون جودة متدينة، عندما يجدون شخصًا مثلك محترفًا في عمله، ومتعاون في تعامله، فأنت بالنسبة له كنز يجب الحفاظ عليه والتشبث به بدون أي مبالغة.

العملاء يحبون هذا النوع من الأشخاص، ولا يفرّطون فيه.

وفي نفس الوقت، العملاء لهم أصدقاء، بل أي شخص في العالم لديه أصدقاء أو معارف شخصية، وهؤلاء المعارف سيحتاجون مساعدة سواء آجلًا أم عاجلًا، تذكّر أننا بشر، ولا نستطيع العيش بدون مساعدة بعضنا للآخر.

فعندما يحتاج الشخص الفلاني خدمة كتابة محتوى، يذهب إلى صديقه الذي يعرف أنه صاحب شركة أو أيًّا كان، ويقول له: "اِنصحني بشخص توصي بخدمته في مجال كتابة المحتوى"، مباشرة دون تردد سيحيله إليك ويوصيه خيرًا بك، وهذه التوصية ثمينة جدًا في حياتك بصفتك عاملًا حرًا، وهكذا مباشرةً تتحصل على عميل جديد تضيفه إلى قائمتك، وقد يكون احتمالًا جديدًا لأن يكون عميلًا وفيًا، أو حتى عرضًا جديدًا مثل الذي تحدثنا عنه سابقًا: "عميلٌ وفيٌّ + بعض العملاء الآخرين".

كوّن صداقات باستمرار

تتذكر النقطة التي تحدثت فيها عن ضرورة كونك نشطًا في المواقع الإلكترونية وأن تسلّط الضوء على نفسك؟ في خضمّ ذلك أنت بحاجة إلى تكوين صداقات. حتى لو كنت انطوائيًا، يجب عليك أن تتحلى ببعض الصفات الاجتماعية، سيساعدك هذا كثيرًا في حياتك على الإنترنت بصفتك عاملًا حرًا.

وهذا يعتبر سهلًا في المواقع الإلكترونية، فأنت لست مضطرًا لكي تبتسم باستمرار أو تختار تعابير وجه معيّنة أو تلبس بشكل جيد وتضع عطرًا فاخرًا لكي تكوّن صداقة في أرض الواقع.

أنت فقط بحاجة لأن تكون شخصًا طيّبًا، تعرف كيف تتواصل مع الآخرين إلكترونيًا، تعرف كيف تكتب ما يسمى بالرسائل الباردة، وأن تكون ذكيًا عاطفيًا، فتراعي أحاسيس الآخرين، وتختار الكلمات بعناية، والرموز التعبيرية (الإيموجيات) المناسبة، وترد في الوقت المناسب، وغيرها من الأمور.

تكوين الصداقات أيضًا قد يكون من خلال مساعدة الآخرين، مثلًا أن يأتيك شخص في نفس مجال كتابة المحتوى، ويسألك عن كلمة ما، أو مصادر حول مجال ما، أو رابط مقال ما بحاجة ماسّة إليه، أو غيرها من الأمور، فأنت هنا يجب أن تكون شخصًا غير بخيل بمعلوماته وما يملكه من موارد، لأن البخل المعرفي شيء سلبي جدًا ولن يفيدك بشيء.

مساعدة الإنسان = كسبه بسهولة. لأن الإنسان لا ينسى من يساعده بسرعة، خاصة في الحالات الصعبة أو الحرجة، فعندما تفك كربة شخص ما، وتزيل الضيق عنه بتقديمه الحل المناسب لمشكلته، فأنت هنا قد حفرت اسمك في عقله، وكسبته شخصًا في دفتر معارفك.

مستقبلًا، ستحتاج مساعدة أنت أيضًا، وغالبًا ستجده معطاءً ويفك حاجتك.

ويوجد سر خفيٌّ، وهذا ما نود الوصول إليه من تكوين العلاقات، وهو عندما يكون لديك أصدقاء يعملون عبر الإنترنت، سواء في نفس مجالك أو غيره، لا يهم. لكن الأهم أن يكون صديقك أو أصدقائك أو قائمة معارفك تعرف جيدًا أنك شخص كفؤ ومتخصص في مجال كتابة المحتوى مثلًا. 

وهنا تكمن أهمية تسليط الضوء على نفسك، أو ما يسمى بالتسويق الشخصي. فعندما يكون لديك أصدقاء، لكن لا يعرفون أنك كاتب محتوى وعامل حر، فهنا لم نستفد بشيء. تسليط الضوء له أهمية كبيرة هنا أو في النقاط السابقة التي ذكرناها.

السر الخفيُّ هنا، هو عندما يأتي صديقكَ المبرمج عميلٌ ما بحاجة لمساعدة في كتابة المحتوى، سيحيله إليك لأن صديقك يعرف يقينًا أنك كاتب محتوى كفؤٌ وجدير بالثقة. 

أو توجد حالة أخرى، عندما يكون صديقك ينشط في نفس مجال عملك، ولكنه مشغول ولا يملك وقتًا لكي يقبل عرض عمل جاءه من عميل جديد، فيحيله إليك مباشرة ويوصيه بكَ.

أو قد يأتي صديقك عرض عمل يحتاج لأكثر من شخص، فيوصي صاحب العمل بك وتنضم إلى صديقك وتنجز العمل معه، والكثير من الحالات المشابهة الأخرى.

العملاء عادةً لا يجدون الوقت والجهد لكي يبحثوا عن عامل آخر كفؤ ويقدّم عمله بجودة عالية، فيسألون نفس الشخص الذي قصدوه سابقًا، ويطلبون منه الإحالة لشخص آخر يوصي بخدماته، وهنا سيأتيك عميل جديد إذا كنت الشخص المناسب الذي يجب الإحالة إليه.

هذا فقط، وبمثابة خلاصة لما قلناه سابقًا:

  • حاول أن تسّلط الضوء على نفسك، أن تتعلم التسويق الشخصيّ.
  • يجب أن تدرك حقيقة أن الإشهار لنفسك ليس بعيب، بما أنك في الإنترنت فلا توجد طريقة أخرى لكي تحصل على مرادك دون تسويق جيد لما تستطيع القيام به.
  • تكوين الصداقات مهم جدًا.
  • دائمًا كن جادًا احترافيًا في عملك، ولا تسمح لنفسك أن تقدم عملًا ذو جودة متدنيّة، فالفرص نادرة خاصة في البدايات. 
  • الجودة العالية كفيلة بكسب العميل، وكسب العميل يساوي كسب عملاء آخرين، لأن التوصية الإيجابية بك كنزٌ ثمين يجب الاستثمار فيه.

والله وليّ التوفيق للجميع.

يونس: أشكر الأستاذ طارق ناصر لكتابته عدد يونيو 2022 من نشرتي. وأسدي شكرًا مستحقًا لراعي العدد الحاسبة المتقدّمة للرهن العقاريّ. كونوا بخير ونلتقي في شهر عدد يوليو إن شاء الله تعالى.

مشاركة
نشرة يونس

نشرة يونس

في هذه النشرة سأشارككم كل شهر تقريبًا مستجداتي في العمل والحياة. أدير حاليًا مجتمع رديف الرقمي المخصص لتعليم الكتابة على الإنترنت وتبادل الخبرات والمعارف.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة يونس