كيف تتجاوز ألم إلغاء الاشتراك أو فقدان عميل أو خروج شخص من مجموعتك أو قناتك؟

بواسطة يونس بن عمارة #العدد 11 عرض في المتصفح
من عافنا عفناه لو كان غالي 

جمعة مباركة، 

السلام عليكم.

أبشروا. لا إشهارات اليوم. لا دعايات. لا رعاة. ليس لأن ذلك خطأ بل لأني رغبتُ اليوم في هذا العدد أن يكون خاليًا من أي دعايات أو إعلانات.

ستجدون فقط محتوىً أعدُّه جيدًا في تفصيل موضوع العدد وروابط ضرورية لأني أحب الاستشهاد بما أقوله وأضع له الدليل. 

يونس وهو يرى الساعة وقد حان وقتُ نشر عدد الشهر من النشرة البريدية

يونس وهو يرى الساعة وقد حان وقتُ نشر عدد الشهر من النشرة البريدية

لنشرع في موضوعنا بعون المليك ذي الطَوْلِ. وهو موضوع أرى تقصيرًا في المحتوى العربي في الحديث عنه ألا وهو: كيف تتجاوز ألم إلغاء اشتراك عميل في خدمتك أو مجتمعك أي كيف تتجاوز فقدان عميل أو خروج شخص من مجتمعك. أيًا كان مجتمعك ذلك مدفوعًا أو مجانيًا، صوتيًا أو نصيًا…

لماذا قلت صوتيًا؟ لأن البعض (يا عيني) يحزن حتى لما يغادر الناس مساحته الصوتية.

فيسأل نفسه:

  • لماذا خرج من مساحتي الصوتية في تويتر؟ هل قلت شيئًا خاطئًا؟ هل صوتي -وكما خمّنتُ مرارًا- بشع؟ هل أتحدث من أنفي؟… هل سمع صوتَ قطتي وهو لديه حساسية من القطط؟
  • لماذا غادر البعض مجموعتي في كلوب هاوس؟ هل هو نسويٌّ هل هو ملحد؟ هل هو ابن *%#؟

إن كنتَ من هذا الكوكبِ المسمى الأرض، وكنت إنسانًا ذا مشاعر طبيعية فمن الطبيعي للغاية أن تشعر بالحزن والأسى عندما:

  • يُلغي أحدهم اشتراكه بنشرتك أو قناتك على يوتيوب أو مدونتك الصوتية (بودكاست)
  • يلغي أحدهم اشتراكه بخدمتك المدفوعة
  • تخسر عميلًا
  • يغادر أحدهم مجتمعك (قناتك، مساحتك الصوتية، مجموعتك…)

والحلُّ السريع والأنجع لمعالجة هذه المشاعر: أن تتحول إلى القرش الحوت وهي سمكة لديها أَسْمَكُ بَشرة على الأرض، حيث يصل سُمك بشرتها (جلدها) لـ15 سنتمترًا

لكن ولأنك لا ترغبُ أن تقع بين يدي مجنون يحوّلك لسمكة القرش الحوت كما حوّل أحدهم هذا المسكين لحيوان فظٍ [لا تشاهد الفلم لأنه سيؤذيك نفسيًا وأنا أيضًا لم أشاهده]:

سترغب في توصيات عملية لكي تتجاوز هذه المشاعر. أبشر. 

إليك هذه التوصيات:

توصية تمهيدية: الجهل هنا نعمة فإن لم تستطع فتغافل

حاول أن لا ترى من ألغى اشتراكه، أو في حال كان ذلك غير ممكن (في حالة المساحات الصوتية وإلغاء الاشتراكات المدفوعة إذ ستعرف ولا شك) تغافل عن ذلك.

وهذه النصيحة استقيتها من شخصين. 

الأول هو بن عربي حيث استشهد في كتابه فصوص الحكم بهذا المثل عين لا تَرى، «قلبٌ لا يُفجع». وهو واضح إذ يقول أنك عندما لا ترى ما يسبب الأسى: لا يُفجع قلبك.

والثاني هو بول جارفيس (صاحب كتاب شركة الشخص الواحد والذي أنصحك بقراءته) وأنا أتابع نشرته البريدية من فترة ومن مبادئه أنه لا يتابع من ألغى الاشتراك ولا من غادر ولا من حظره إلخ…وهذا فعلًا مريح للنفس عمليًا.

ملاحظة جانبية: أعتقد أن بول جارفيس سعيد الآن. لأن لديه منتجًا هو Fathom Analytics منافس لخدمة إحصاءات Google التي أصبحت لا قانونية الآن في بعض البلدان

طبعًا في حال لم يكن من الممكن ألا ترى مغادرة الناس في بعض الحالات مثل إلغاء الاشتراكات المدفوعة أو فقدانك لعميل. تغافل. وامضِ قدمًا.

بقية التوصيات:

  • في غالب الأحيان يُلغي الناس اشتراكهم ليس لأنهم يكرهونك فلا تفكّر في ذلك، يعني 99 بالمئة من الحالات لن يكون سبب الإلغاء هو شخصك. وهذا وفق تجربتي. أما الأسباب الحقيقة وراء إلغاء الاشتراكات فهي متعددة منها:
    1. الانشغال: وهو أكبر الأسباب
    2. فقدان الاهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه
    3. خطأ تقني أو برمجي
    4. خطأ بشري أو سهو
    5. حسد (نعم هو موجود وإن كان صنّاع المحتوى لا يحبون مناقشة هذا الموضوع لئلا يقال لهم: وأنت ماذا عندك كي تُحسد؟)
    6. أن يكتشفوا فجأة أنك لستَ ضمن طائفتهم أو دينهم أو فِكرهم أو مذهبهم...
  • ليس الناس فحسب من يُلغون اشتراكهم لديك. أنت كذلك تغادر المجموعات وتلغي الاشتراك وتلغي متابعة بعض الناس. ومن الطبيعي أن تكون لديك أسبابك. ولذلك لديهم أسبابهم هم أيضًا. وهذا هو الإنصاف. 
  • على فرض أن لديك القدرة على جعلهم لا يلغون الاشتراك أو المغادرة. لن تسعد بوجود شخص لا يرغب بوجودك معه في فضاء رقمي مشترك. لذا كما يقول المطرب من عافنا عفناه لو كان غالي.
  •  حتى لو كان لديك قدرة خارقة وجعلت مثلًا الناس كلّهم يشتركون في قناتك يوتيوب مثلًا دُفعة واحدة فما إن يلاحظون ذلك ستخسر المليارات منهم. لماذا؟ لأنه وعلى أية حال لن يحبّك جميع الناس كما أنك لن تحبّ جميع الناس وقالوا في المثل إرضاء الناس غاية لا تُدرك. وما لا يُدرك -ففي الغالب- من العبثِ السعي له. 
  • وآخر توصية وهي فعّالة ومن أهمّ التوصيات أن يكون لديك أصدقاء يفهمون عملك ووضعك فتحكي لهم مشاعرك سواء بخصوص إلغاء الاشتراك أو غيره مما يشغل بالك فتستريح نفسيًا إذ تلقى عن كاهلك هذا العبء المعنوي. 

بوصولك هنا تكون قد أنهيتَ مطالعة عدد فبراير من نشرتي البريدية. سأسعد بقراءة ردودكم وتعليقاتكم على البريد وفي تويتر. فبادروا بها. 

نلتقي شهر مارس بحول الله وقوته ومشيئته.

مشاركة
نشرة يونس

نشرة يونس

في هذه النشرة سأشارككم كل شهر تقريبًا مستجداتي في العمل والحياة. أدير حاليًا مجتمع رديف الرقمي المخصص لتعليم الكتابة على الإنترنت وتبادل الخبرات والمعارف.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة يونس