إذن دعونا نتحدث عن الميتافِرس مع 7 ملاحظات شخصية بشأنه

بواسطة يونس بن عمارة #العدد 6 عرض في المتصفح
توقّعي: لن ينجح مارك في بنائه! 

أهلًا ومرحبًا بكم،

بعد أن اِقترح الزميلُ محمود عبدربه موضوع الميتافِرس لأكتب عنه، اقترحته الأستاذة ميس أبوصلاح كذلك، وهكذا أصبح لزامًا علينا أن نكتب عن هذا الموضوع.

بدايةً وقبل حتى أن ندخل الموضوع، نقول أن موقع منشور والكاتب محمد جمال (الذي يقول وصفه في الموقع أنه يحب ركوب العجل، ويجيد صنع القهوة، وروائي أحيانًا، ومماطل دائمًا) ونحييه من هنا؛ نقول: نشر مقالًا جيدًا عن الميتافِرس بعنوان: شالسالفة: ماذا تعرف عن الميتافيرس؟ وهو كافٍ لتعرف كل ما تحتاج معرفته عن المجال.

لكنك طبعًا أنت تقرأ هذا العدد لتعرف رأيي أنا، وأفكاري عنه وهو ما سأكتبه ولا شك في هذا العدد بعون الله وقوته.

بدايةً من يطالع تقارير التوقعات، ودراسات استشراف المستقبل وما شابه في وقتنا الحالي سيلاحظ أن الميتافِرس موجود داخلها ولا شك بحيث أنك لو صرّحت بهذه الكلمة لن يُخطّئك أحد:

في كل دراسة لاستشراف المستقبل أو بها توقعات مستقبلية سنقرأ فيها كلمة ميتافرس!

وستبدو إنسانًا مُحنكًا ومتمرسًا وفهمان حتى وإن لم تكُ تعرف ما هو الميتافرس أساسًا.

وها هنا مثال على تقرير استشرافي عنوانه توقعات المستقبل للعام 2024؛ من إعداد SOON Future. وأوصيك بمطالعة ملخصه لأنه مهم. وطبعًا هو يقول أن الميتا عوالم من أساسات المستقبل ويحوي التقريرُ -كما خمّنتَ صائبًا- كلمة الميتافِرس!

توجهات المستقبل وفق تقرير توقعات المستقبل للعام 2024 إعداد: SOON Future

توجهات المستقبل وفق تقرير توقعات المستقبل للعام 2024 إعداد: SOON Future

كلمة الميتا أولًا لوحدها: 

أظن أنه من المستحسن أن تعرف أن الميتا أساسًا فكر وثقافة.

وكلمات مثل الميتافرس والميتاسرد، والميتا [ضع هنا أي كلمة ترغبها] أصبحت شيئًا شائعًا جدًا. ولو رغبتَ في التعمّق اُكتب في تويتر هذه العبارة بالإنجليزية وتأمل النتائج؛ العبارة: 

this is so meta

الآن ما معنى الميتا؟ 

عندما تتصفح النتائج -ويمكنك كتابة فقط so meta في تويتر لتخرج بأمثلة أكثر-؛ ستبدأ باستيعاب هذا المفهوم أكثر وأعمق لكن لكي أوفّر عليك العناء والوقت أُعرّف الميتا وفق وجهة نظري بأنها:

الميتا هو موضوع معيّن يحكي عن نفسه؛ مع مسحة من المفارقة. 

حكيم إفريقي [وهو أنا إن كنت تسأل]

وأعرّفه بعبارة أقصر أن:

الميتا هو مفارقة فنيّة. 

حكيم إفريقي [هو نفس الحكيم الأول]

أمثلة على مفهوم الميتا لوحده: 

المثال الأول:

ميم يعبّر بوضوح عظيم عن مفهوم الميتا 

ميم يعبّر بوضوح عظيم عن مفهوم الميتا 

المثال الثاني:

موقع nestflix.fun الذي يجمع الأفلام والمسلسلات التي ظهرت داخل الأفلام والمسلسلات!

أظن أنك أدركت مفهوم الميتا الآن وماذا يعني. خذ كلمة يونيفرس أي كَوْن وضفها لها وسيكون بين يديك: الميتافِرس.

قبل أن نكمل دعنا نتحدث بإيجاز عن راعي هذا العدد.

راعي العدد

جزيل الشكر لمنصة فاتورة لرعايتها هذا العدد من نشرتي البريدية.

فاتورة هي منصة تساعد مشروعك على النجاح وتوفّر لك أفضل أدوات التجارة الإلكترونية والدفع عبر الإنترنت. تصفّح موقعها مباشرة هنا: منصة فاتورة وطالع عنها أكثر على مدونتي: كيف تحصل على متجر إلكتروني مجاني بـ 5 خطوات سهلة وبسيطة؟

أدعوكَ أيضًا إن كنت صاحب عمل تجاريّ أن ترعى بعض قطع المحتوى التي أصنعها. طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف: رعاية المحتوى.

عودة للميتافِرس

سنتحدث عن الميتافرس هنا من زوايا نظر أخرى. قبل ذلك.. هل هذه الكلمة جديدة، هل المفهوم جديد؟

الجواب: لا. 

فالمصطلح ظهر لأول مرة في رواية سَنو كراش (Snow Crash) وهي رواية خيال علمي كتبها نيل ستِفنسُن (Neal Stephenson) عام 1992، وهي مصطلح يُعبّر عن تداخل العالم الواقعي والعالم المُعزز والواقع الافتراضي في فضاء مشترك واحد.

لماذا أصبحت كلمة شائعة الآن وصار الكثيرُ يحكي عنها؟

السبب وفق متابعتي هو مقال طويل ومفصّل كتبه في يناير 2020م المستثمر الجريء ماثيو بول (Matthew Ball) وحدد فيه الخصائص الرئيسية التي تميز عالم الميتافِرس.

وكما قلتُ في تدوينة ما هو الميتافِرس الذي رَطَن عنه مرقس جبلُ السّكر مؤخرًا؟:

أدقّ وأكثر التعاريف اختصارًا للميتافرس هو ما كتبه الخبير الأمني دانيال ميسلر Daniel Miessler في نشرته Unsupervised Learning وهو:

يعني الميتافرس أساسًا التمازج ما بين العالم الحقيقي والعالم المعزز والعالم الافتراضي، في ظل اقتصاد فعّال يجمع الكلّ، مع قدرة على التنقل بسلاسة ما بين هذه العوالم الثلاثة.

  ومرقس جبل السكر هو مارك زوكربيرغ إن كنتَ تسأل.

بعد أن عرفنا مبدئيًا ما هو الميتافِرس سأسرد جملة من الملاحظات الشخصية التي ليست إلا مجرد تخمينات وليست حقائق. فتأمّلها مشكورًا وشاركها مع غيرك.

ملاحظاتي الشخصية: 

  1.  كما ستقرأ في مقالة ماثيو بول التي قدحت شرارة الحديث عن مفهوم الميتافِرس في وقتنا الحالي لا زال هذا المفهوم قيد الاستكشاف حتى وإن كان الاسم ظهر العام 1992 في رواية كتبها نيل ستِفنسُن، لذا مبدئيًا كل ما يُكتب عنه الآن ما هو إلا تخمينات تصيب بعضها وتخطئ أخرى.
  2. الميتافِرس إن وُجد في يوم من الأيام فسيجمع داخله كل شيء، من إنترنت الأشياء (التي سيصل عدد أجهزتها لـ 30 مليار جهاز بحلول العام 2025 كما يتوقع البعض ما يعني 4 أجهزة ذكية متصلة بالإنترنت في المتوسط لكل روح تدبّ على سطح البسيطة) إلى حواسيب الكمّ إلى الروبوتات إلى الواقع بأنواعه: المعزز والافتراضي والمختلط، إلى الأجهزة القابلة للارتداء، ووصولًا -وليس نهاية بـ- الروبوتات الحيوية وليست الميكانيكية المعدنية…
  3. لن يكون الميتافِرس في كامل تجليه عالمًا تدخله، يعني لن يكون مثل الإنترنت لا بد من اشتراك لتحصل عليها. بل سيكون هو العالم. على سبيل المثال في عالم فيه ميتافرس سيكون حتى من لا يريد دخوله ويسير في الشارع يمكنه مثلًا مصافحة هولوغرام حسّي لنقل مثلًا هولوغرام مهرّج يدعوك لمحلّ برغر وسيتفاعل ذلك الهولوغرام مع الشخص الحقيقيّ حتى ولو لم يكن ذلك الشخص الحقيقي داخل الميتافِرس؛ سيظل من الممكن أن تهجر الميتافِرس جزئيًا لكن لن تستطيع أن تعيش خارجه كليًا.
  4.  مارك زوكربيرغ وغيره من أصحاب الشركات التقليدية لن ينجحوا في إطلاق الميتافرس. 
  5.  الميتافِرس أساسًا لن يقوم على الإنترنت الحالية والويب الذي نعرفه الآن بل سيقوم كليًا على ما يسمى ويب 3.00 القائم على سلاسل الكتل والتشفير. الويب 3.00 موجود حاليًا لكنه لا زال في طور الرضاعة ولمّا يدخل الطفولة بَعْد. وعندما ينضج الويب 3.00 سيكون الميتافِرس المرحلة المنطقية القادمة لتطوره.
  6.  الميتافِرس لن يقوم على شركات مُدرجة في البورصات العالمية بل على مبادرات مثل مبادرة Urbit والمنظمات المستقلة اللامركزية والأخيرة جزء لا يتجزأ من الويب 3.00. 
  7. الميتافِرس كما أتوقعه سيكون أوسع من العالم الواقعيّ، ألا ترى أنه ابن الخيال البشريّ؟ وكلمة ميتافِرس نفسها برزت من مخيلة كاتب روايات خيال علميّ، وسيكون أوسع كذلك من العالم الافتراضيّ، وسيكون خيالًا مُجسّدًا. الشيء الوحيد الذي لن يتغير هو الطبيعة البشرية. فحتى في الميتافرس سيظل هناك أشرار وأخيار لكن الجميل أنه سيكون كونًا يستحيل على كيان واحد أو جهة واحدة التحكم به كله.

أشكركم للقراءة حتى هذا السطر. وأكرر شكري لمحمود عبدربه والأستاذة ميس أبوصلاح.

شاركوا العدد من فضلكم ألقاكم في العدد المقبل إن شاء الله تعالى!

مشاركة
نشرة يونس

نشرة يونس

في هذه النشرة سأشارككم كل شهر تقريبًا مستجداتي في العمل والحياة. أدير حاليًا مجتمع رديف الرقمي المخصص لتعليم الكتابة على الإنترنت وتبادل الخبرات والمعارف.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة يونس