نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #61 |
بواسطة حاتم الشهري • #العدد 62 • عرض في المتصفح |
أعرف وجه اليأس جيدا
|
|
أن تكتب كتابا جيدا في لغتك الأم يعتبرا إنجازا، فكيف لو تم ترجمة كتابك إلى لغة أخرى؟ أو كيف لو تم ترجمة كتبك إلى لغات أخرى وليس إلى لغة واحدة؟ |
حقيقة لم أكن متأكدا من موهبتي الأدبية إلى وقتٍ قريب، وكنت أقول لنفسي ما بين الفينة وأختها، أنك محظوظ لا أكثر، محظوظ أنك اقتنصت تلك الفكرة وكتبت تلك المقالة، وحبّرت |
ومع مرور الأيام وازدياد المؤلفات، باتت نظرية الحظ تتراجع أمام نفسي، وتظهر نظرية الكاتب من تلقاء نفسها؛ لا سيما بعد اختيار كتابي (كتاب في الميزان) لترجمته للغة الإنجليزية دون علمي. |
أدركت حينها أن كل السنوات الماضية لم تكن حظا بل كانت زراعة، واليوم آن الحصاد.. |
من يعرف دهاليز الترجمة يعرف أن اللغة الإنجليزية هي البوابة الكبيرة التي يريد أي كاتب أن يدخل منها؛ لكني حينما ضمنت دخولي للغة الإنجليزية من طريق (كتاب في الميزان) أحببت أن أدخل إلى اللغة الإسبانية عن طريق ديواني (أعرف وجه اليأس جيدا). |
لماذا اللغة الأسبانية؟ |
أخبرني أنه سيعمل على ترجمة ديواني بالتعاون مع حبيبته اللبنانية التي هي بدورها تجيد اللغتين أيضا ومتخصصة في ترجمة الشعر العربي تحديدا. |
لكن الأيام حبلى بالمصائب، والدنيا لا تنقضي عجائبها..لقد وافته المنية وغادر دنيانا الفانية ولم يكمل الترجمة.. |
لقد كانت وفاته مفاجئة وغير متوقعة.. |
بت أتساءل هل كان لي سببا في وفاته من أجل كمية البؤس داخل الديوان؟! |
لم أكن أتوقع أبدا أن يتم ترجمة أدبي إلى أي لغة أخرى ولذلك أقول للكتّاب الشباب المتحمسين الذين يريدون جني الثمرة مبكرا: |
كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله |
يوم سعيد أتمناه لكم.. |
التعليقات