نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #59

بواسطة حاتم الشهري #العدد 54 عرض في المتصفح
البحث عن معنى

كان ضيفي بالأمس في برنامج ضليع الشاعر الدكتور/ إبراهيم الشيخي، وتطرقنا في الحلقة إلى قضية تفسير الناس للقصائد، وأن كثير من الناس والمتابعين يجزمون بأن المعنى هو كذا، وأن الشاعر أراد كذا، وهذا مما أغضب الدكتور، وقال بأن الله لم يكلفك يا هذا بالبحث عن مقاصد الشعراء ولا قصائدهم، فقلت له يا دكتور: عقل الإنسان لا يستريح دون إيجاد معنى لأي شيء.
الإنسان مستحيل أن يبقي شيئا دون أن يعطيه معنى ولو كان هذا المعنى من صنع الخيال.
المهم ألا يبقى شيئا عصيا على الفهم؛ وهذا ما أورد الإنسان المهالك.

يجب أن يفهم عقل الإنسان أنه توجد أشياء في الحياة ليس لها معنى، أو أن لها معنى ولكن هذا المعنى قد لا يكون ظاهرا للإنسان ابتداء، وقد يكون ظاهر للبعض، والبعض الآخر مخفي.

المعنى أحيانا ألا يكون هناك معنى

المعنى أحيانا ألا يكون هناك معنى

ومن التكلف المذموم في البحث عن معنى، دعوة سمعتها من أحدهم يقول: اللهم أرني الأشياء كما هي..!!!
  دعوة صادمة، دعوة تزيح الأوهام من على عقولنا لنرى الأشياء كما هي لا كما نتمنى دون زيادةٍ أو نقصان.إني أشعر أن هذه الدعوة لو تحققت ربما ستكون قاسية؛ لأننا سنهدم ثلّة من أوهامنا وأحلامنا ومشاعرنا.لو بدت الأشياء على حقيقتها لظهر لنا سخفنا ونقصنا وقلة حيلتنا  أمام مخاوفنا وأمام محبوباتنا وأشياؤنا المشتهاة. 

قد تكون الدعوة الصحيحة هي: اللهم أرني الأشياء كما هي في وقتها الصحيح؛ لأن عامل الوقت مهم في تبيين حقيقة الأشياء، لا في الوقت الذي نطلبه نحن..

أنا لا أطلب من الله أن يريني شيئا هو لم يرد أن يريني إياه ابتداءً..

كن بخير حتى ألقاك يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لك..

Norah1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية