نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #20

بواسطة حاتم الشهري #العدد 20 عرض في المتصفح
الايجابية السامة

هناك جانب مظلم للمشاعر الإيجابية اسمه: الإيجابية السامة؟

ما هي الإيجابية السامة؟

الإيجابية السامة هي الاعتقاد بأنه بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، فإنه يجب على الناس الحفاظ على عقلية إيجابية. إنه نهج "المشاعر الجيدة فقط" في الحياة. وبينما توجد فوائد لكونك متفائلًا ومنخرطًا في التفكير الإيجابي؛ إلا أن الإيجابية السامة ترفض بدلاً من ذلك المشاعر الصعبة لصالح واجهة مبهجة براقة، وغالبًا ما تكون إيجابية بشكل خاطئ.

نعلم جميعًا أن امتلاك نظرة إيجابية للحياة أمر جيد لصحتك العقلية. المشكلة هي أن الحياة ليست دائما إيجابية. نتعامل جميعًا مع المشاعر والتجارب المؤلمة. هذه المشاعر، رغم أنها غالبًا ما تكون غير سارة، مهمة ويجب الشعور بها والتعامل معها بصراحة وصدق.

الإيجابية السامة هي الاعتقاد بأنه بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، فإنه يجب على الناس الحفاظ على عقلية إيجابية

الإيجابية السامة هي الاعتقاد بأنه بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، فإنه يجب على الناس الحفاظ على عقلية إيجابية

يجب أن تعرف أن كل شيء يستحق العناء في الحياة يتم كسبه من خلال التغلب على التجربة السلبية المرتبطة به. إن أي محاولة للهروب من السلبية أو تجنبها أو سحقها أو اسكاتها تأتي بنتائج عكسية. تجنب المعاناة هو شكل من أشكال المعاناة. تجنب النضال هو صراع. إنكار الفشل هو فشل. 

إن فرض نظرة إيجابية على الألم هو تشجيع الشخص على التزام الصمت بشأن معاناته.

في إحدى الدراسات تم تقسيم المشاركين في البحث إلى مجموعتين وعرضوا أفلام إجراءات طبية مزعجة أثناء قياس استجاباتهم للضغط (على سبيل المثال، معدل ضربات القلب، واتساع حدقة العين، وإفراز العرق).

طُلب من مجموعة واحدة مشاهدة مقاطع الفيديو مع إظهار عواطفهم بينما طُلب من المجموعة الثانية من الأشخاص مشاهدة الأفلام والتصرف كما لو كان لا شيء يزعجهم.

وتخيل ماذا؟ المشاركون الذين قمعوا عواطفهم (تصرفوا كما لو لم يزعجهم شيء) كان لديهم قدر أكبر من الإثارة الفسيولوجية. ربما ظهر الكابتون لعواطفهم باردين وهادئين ولكن التوتر الداخلي عندهم كان ينفجر!

توضح لنا هذه الأنواع من الدراسات أن التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر (حتى المشاعر "غير الإيجابية")، وامتلاك كلمات لوصف ما نشعر به، وتعبيرات الوجه للتعبير عن المشاعر (نعم يمكن أن تعني البكاء) تساعدنا على تنظيم استجابة الإجهاد.

المشاعر السلبية هي أجزاء طبيعية وحتمية من التجربة الإنسانية.

من المهم الاعتراف بواقع عواطفنا من خلال نطقها واخراجها من أجسادنا. هذا ما يبقينا ناضجين وبصحة جيدة، ويريحنا من التوتر الناتج عن قمع الحقيقة. بمجرد أن نحترم مشاعرنا، فإننا نحتضن أنفسنا جميعًا..الجيد والسيئ والقبيح. وقبول أنفسنا تمامًا كما نحن هو الطريق إلى حياة عاطفية قوية.

ليس عيبا أن تشعر بالحزن، المصيبة أن تتظاهر بأن كل شيء تحت السيطرة!

ليس عيبا أن تشعر بالحزن، المصيبة أن تتظاهر بأن كل شيء تحت السيطرة!

بعض من أشكال الإيجابية السامة

  • عندما يموت قريب لك أو صديق، فيقولون لك: كلنا سنموت، ما فائدة حزنك، كن واقعيا.
  • عندما يحدث شيء سيء، مثل فقدان وظيفتك ، يقول لك الناس "فقط ابق إيجابيًا" أو "انظر إلى الجانب المشرق"، ولا يسمحون لك بالتعبير عن خسارتك.
  • عندما تعبّر عن خيبة أمل أو حزن، يخبرك أحدهم أن "السعادة اختيار". فهو يشير إلى انك إذا كنت تشعر بمشاعر سلبية، فهذا خطؤك لأنك لم "تختار" أن تكون سعيدا.

من الممكن أن تكون متفائلاً في مواجهة التجارب والتحديات الصعبة؛ لكن لا يحتاج الأشخاص الذين يمرون بصدمة نفسية إلى اخبارهم بالبقاء إيجابيين أو الشعور بأنه يتم الحكم عليهم لعدم حفاظهم على نظرة متفائلة.

عليك أن تدع مشاعرك الأصلية بالظهور...وتعامل معها؛ لأن إضفاء لمسة إيجابية على حالة سيئة يقوّض الدافع للتغيير ويوقف حل المشكلات.

كن بخير حتى ألقاك يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لك..

مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية