نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #12

بواسطة حاتم الشهري #العدد 12 عرض في المتصفح
يوم المرأة العالمي

يوم 8 مارس، هو اليوم العالمي للمرأة..

رأيت أن استغل هذا اليوم وأذكر الكاتبات اللاتي أثرّن علي بشكل أو بآخر إما بكتاب أو حوار أو حتى عبارة..

من أوائل الكتب التي تأثرت بها تأثرا شديدا، كتاب الدكتورة  أميرة الزهراني: لا أحد يهينك دون إذنك.

الكتاب عبارة عن مقالات، وكان الكتاب صرخة في وجه السائد، وفي وجه الطابع المجتمعي آن ذاك..

الكتاب صالح للحاضر والمستقبل؛ لأنه كُتب برؤية ثاقبة، وبعين ناقدة..

كثر من الأصنام المجتمعية تم تحطيمها داخل هذا الكتاب..

والثانية هي الممثلة النيروجية الهوليودية ليف أولمن، والذي أتمنى أن أحظى برؤيتها قبل موتها؛ فلقد كتبت سيرتها الذاتية (أتغير) تلك السيرة التي أعتقد أنها من أجمل السير الذاتية من وجهة نظري على الأقل.

لقد حسدتها على براعتها في كتابتها، وكيف بممثلة تكتب بمثل هذا الجمال والكمال والشفافية.

والثالثة أتوقف عندها كثيرا وهي التي لم تمر مرورا عابرا؛ بل نقشت اسمها على جسد مشاعري، الشاعرة الأرجنتينة إليخاندرا بيثارنيك، والتي انتحرت عام 1972م عن عمر لا يتجاوز السادسة والثلاثين!

بدأت قصتي معها حينما قرأت رسائلها إلى طبيبها النفسي ليون أستورف، والذي سربّها لصحفية بعد موت الشاعرة.

لقد خان الأمانة الطبية، التي تكون بين المريض وطبيبه..

إليخاندرا بيثارنيك

إليخاندرا بيثارنيك

ومن شدة تعلقي بها رحت اقرأ جميع كتبها؛ بل إني اشتريت حقوق ترجمة أحد دواوينها من الإسبانية إلى اللغة العربية، وأصدرت بالتعاون مع دار الوتر السابع ديوانها: حفلة في الخواء وقصائد أخرى.

والرابعة هي الكاتبة أنايس نين الكاتبة المتهتكة صاحبة الميول المتعددة والعلاقات المتشعبة والتي تحب الرجال والنساء وكل شيء على وجه الأرض، كاتبة لها سيرة غرائبية، سيرة تدعو للتأمل الطويل..

فتنت بها بسبب ما ترجمته لها لطيفة الديلمي من يومياتها والتي تبلغ 8 مجلدات ولكن لطيفة اختارت شيئا بسيطا مما يمكن ترجمته؛ لأن الـ 8 مجلدات تحوي على محذورات لا يمكن للثقافة العربية أن تتقبلها..

أناييس نين وهنري ميلر

أناييس نين وهنري ميلر

وأما الخامسة فهي التي حفرت في أعماقي جرحا لا يمكن أن يزول فهي كوري تايلور صاحبة كتاب (في معنى أن نموت) والتي تحدثت فيه عن جسدها الذي يتجه للكارثة (الموت) لأنها أصيبت بالسرطان، وأخبروها الأطباء أن لها أشهرا معدودة، فكتبت هذا الكتاب في هذه الأشهر المعدودة..

من المؤلم جدا أن تقرأ لشخص جسده يتداعى ويتهاوى ويعلم أن وقته محدود في هذا المعمورة، لقد كانت تكتبها بدمها، لا بقلمها..

أحاسيس جياشة تراودك وأنت تقرأ حديثها مع نفسها لمحاولتها الانتحار..لكنها تتراجع في الأخير من أجل سمعتها وسمعة أولادها..

من الخطأ أن تنتظر المرأة من الرجل أن يبني لها العالم الذي تتمنّاه بدلاً من أن تخلق هي عالمها.

أناييس نين

لا أدري ما علاقتي بالموت ولماذا كل الذين أحبهم قد ماتوا، أو هم في طريقهم للموت؟!

ألا يمكن أن أحب من هم على قيد الحياة، ربما الرحيل يغريني أكثر..

وهناك من أتذكر حروفهن جيدا: منال العويبيل، وصبا قاسم، وجمانة حداد، وسنيّة صالح، ومي زيادة، ونازك الملائكة..وغيرهن الكثير..

حياة سعيدة دائما أتمناها للمكون الرئيس للجمال والسعادة والكمال: المرأة..

كن بخير حتى ألقاك يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لك..

مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية