نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي - العدد #8

11 سبتمبر 2025 بواسطة ساجد العبدلي (طبيب، وكاتب، وناشر) #العدد 8 عرض في المتصفح
قد تظن أن الكتابة تبدأ عندما تجلس أمام الحاسوب، لكن الحقيقة أنها تبدأ قبل ذلك بكثير.كل فكرة، كل خاطرة عابرة، كل جملة التقطتها من حديث… هي بذور تنتظر أن تُجمع في أرض واحدة.هنا تأتي أهمية دفتر الكاتب: المكان الذي يحتفظ فيه المبدع بشتاته، قبل أن يتحول إلى نص متماسك.في هذا العدد، نتحدث عن هذا الرفيق الصامت الذي يصون أفكارك من الضياع.

أكتب لأنني لا أريد أن أضيّع أي فكرة تمر بي، حتى لو لم أستخدمها أبدًا.

- سوزان سونتاغ

كثيرًا ما يخبرني كتّاب في بداياتهم أنهم ينتظرون لحظة مثالية ليبدأوا الكتابة. لكن الحقيقة أن النصوص لا تُصاغ فجأة، بل تتكون ببطء، من شظايا متفرقة: جملة لامعة هنا، صورة ذهنية هناك، أو ملاحظة كتبتها على عجل أثناء الانتظار.

دفتر الكاتب ليس مجرد أوراق، بل هو مخزن الذاكرة الإبداعية. هو المكان الذي يحميك من فقدان تلك الشرارات الصغيرة التي قد تتحول إلى نصوص كبيرة.

لماذا تحتاج دفترًا؟

  1. لأن الذاكرة خائنة. ما يبدو واضحًا الآن قد يختفي بعد ساعة.
  2. لأن التدوين يُدرّبك على الالتقاط السريع للأفكار.
  3. لأن تراكم الملاحظات يعطيك بنكًا من المواد الخام لكل مشروع جديد.

أنواع الدفاتر التي يستخدمها الكتّاب:

  • دفتر يومي صغير تحمله معك في كل مكان.
  • ملف رقمي على الهاتف (تطبيق الملاحظات أو أي تطبيق مخصص،  لكن تظل الكتابة اليدوية أفضل).
  • دفاتر موضوعية: واحد للأفكار، آخر للاقتباسات، وثالث للتجارب الشخصية.

تجربة شخصية:

أذكر أنني وجدت بعد سنوات ورقة قديمة كتبت عليها جملة عابرة: “الصوت الإنساني أحيانًا يداوي أكثر من الدواء.”

تلك الجملة صارت فيما بعد محور مقالة كاملة لاقت صدى كبيرًا. لولا الدفتر، لكانت مجرد فكرة ضائعة في الهواء.

نصيحة عملية:

لا تقيّم ما تكتبه في الدفتر. اكتب بسرعة ودون حكم. قد تكون ٩٠٪ من الملاحظات غير مستخدمة، لكن الـ١٠٪ الباقية قد تصنع كتابًا كاملًا.

الخطأ الشائع:

الاعتماد فقط على الذاكرة أو على الإلهام المفاجئ. الكاتب الذكي يصطاد لحظاته قبل أن تفلت.

دفترك هو حقل البذور. النصوص هي الأشجار. ولا يمكن أن تنمو الأشجار من فراغ.

🧠 تمرين هذا الأسبوع:

احمل معك دفترًا صغيرًا أو افتح ملفًا رقميًا جديدًا، ودوّن فيه كل يوم ٣ ملاحظات صغيرة:

  • جملة سمعتها.
  • صورة أو مشهد رأيته.
  • فكرة خطرت فجأة.

بعد أسبوع، اقرأ ما جمعت. ستفاجأ أن بعض هذه الملاحظات يستحق أن يكبر ليصبح نصًا كاملًا.

د. ساجد العبدلي1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي

نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي

نشرتك الدورية عن فن الكتابة والتأليف والنشر هل تحلم أن تصبح كاتبًا محترفًا؟ أو تطمح لنشر كتابك الأول باحتراف؟ اشترك في هذه النشرة البريدية لتصلك دوريا خلاصة خبرات عملية، وأفكار ملهمة، وأدوات مجربة تساعدك على تطوير مهاراتك في الكتابة، والتحرير، والنشر الورقي والرقمي. كل رسالة ستمنحك دفعة جديدة على طريق التأليف.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة "فن الكتابة" - يعدها د. ساجد العبدلي